part 1

311 16 37
                                    

هناك الكثير من الذكريات و الاحداث تعصف بي ، و انا اجلس الان في شرفة منزلي ، المطل علي الشاطئ البحر ، في ميامي ، امسك قلمي و اوراقي ، و اتامل غروب الشمس و احاول العثور علي نقطة البداية
ولاكن مهلا ...
لم لا اعود حيث بدأت القصة بالفعل ؟!
الي تلك الليلة العاصفة ، من ليالي الشتاء قارصة البرودة ...
الي خمس سنوات مضت...

الي اول لقاء لي ب لارا ..
يا لها من ذكري !!
اي تناقض تبعثه في نفس هذه الذكريات ؟
اي مزيج هذا من النشوة ، و السعادة ، و الالم ، و العذاب ؟
هل احببتها حقا ؟
هل كان لها وجود حقيقي في حياتي ام انها حلم عجيب عاشه خيالي ، طوال خمسة اعوام. ؟
و هل احبتني هي ؟
لقد نسيت اعرفك بنفسي انا ماكس ابلغ من العمر 22 سنة اعمل طبيب ..شاب شديد الجسد عادي الملامح ارتدي نظارة طبية صغيرة لون عيني بالون الاسود الغامق و شعري كذلك و ناعم قليلا لا اعرف ان كنت وسيم ام لا لاكن الجميع يقولون اني امنحهم شعور بالارتياح و الثقة يكفيكم

يبدو انا لا حيلة من العودة الي البداية ..
الي شقتي الصغيرة القديمة ..تلك الشقة التي كنت اعيش فيها بعض تخرجي من جامعة الطب استأجر لي والدي هذه الشقة المفروشة الصغيرة و التي استمررت اقيم فيها بعد تخرجي و استمر والدي يسدد ايجارها الذي يفوق راتبي

عشت في هذه الشقة سبع سنوات كاملة دون ان اعرف شيئا عن سكان العمارة ..ربما لاني كنت منطويا بطبعي ..منكبا علي الدراسة و العمل اقضي معظم الساعت في الكلية او المستشفي الجامعي او استذكر محاضراتي خلف مكتبي او اشاهد التلفاز
كنت اجلس اسمع بعض الاغاني لشعوري بالملل
سمعت فجأة طرقا عنيفا علي باب شقتي لن اكذب ولكني شعرت بالخوف فطوال سكني لم يحدث ان طرق بابي سوي زائر او قريب او لم يحدث ان طرق بابي بهذا النحو العنيف و لكن اسرعت افتح الباب و وقفت لحظة اتطلع في دهشة الي وجه السيدة ، التي اندفعت الي شقتي بادية الذعر و القلق ، و صاحت هي تلوح بذراعيها في لهفة..

-انقذنا يا دكتور ..ابنتي الوحيدة سقطت في غيبوبة .
لم اكن اعرف تلك السيدة التي تبدو في منتصف الاربيعينات ، و لكني اسرعت التقطت حقيبتي الطبية ، و اسرع خلفها الي الطابق العلوي ، و قد تملكني الانفعال كثيرا ..فقد وجدت نفسي فجأة مطلوبا لنجدة حالة عاجلة ، و مطالبا بتطبيق كل ما درسته في سنوات الدراسة ، و غير مصرح لي بالخطأ ..

عبرت خلف السيدة باب شقتها ، و اسرعت الي الحجرة التي اقتحمتها في لهفة.... و هناك وقعت عيناي علي (لارا) لاول مره ..

هناك فوق الفراش الصغير ..كانت ترقد اجمل و ارق فتاة ، وقعت عليها عيناي

كانت لارا ضئيلة الجسم ، رقيقة ، وجهها الصغير اقرب من ملامح الطفولة ، يضم شفيها الصغيرتين الورديتين ، و انفها المستقيم الرقيق و عيناها المغلقتين برموشها السوداء الطويلة و يحيط بكل هذا شعر اسود ناعم طويل كالحرير و بشرتها البيضاء الناعمة سحر يجذب العين و يجذب القلب ...

و قفت لحظة احدق في ذلك الملاك مبهورا مسلوبا
حتي انتبهت علي صوت امها و دموع الحزن تبلل وجهها
-ماذا اصتبها يا دكتور
اسرعت افتح حقيبتي و اقوم بواجبي كطبيب و قبل انت انتهي من الكشف عليها سمعتها تتأوه بصوت رقيق .زغردت له اذاني فرحا و نشوة ..
فرفعت عيني الي عيناها ،رايتها تفتحاها بهدوء و تتطلع في وجهي في حيرة و استكانة ...
لم تكد عيناي تلتقيان بعينيها حتي خفق قلبي بقوة و ارتجف بين ضلوعي ..
كانت عيناها اجمل بحر وقعت عليه عيناي ..
زرقاء ، شفافة ، واسعة ، رقيقة ، جميلة ، خلابة
يا إلهي كم يدق قلبي و انا اعود الي ذكري هذه اللحظة
لقد سألتني في هدوء و استسلام

- ماذا حدث لي من انت
حاولت ان اجيب سؤليها ،لكن عجز لساني عن الحركة
كنت أسبح في بحر عينايها في سعادة و لهفة ..
لم اقل كلمة واحدة ، في حين اسرعت امها تحضنها في لهفة و تقول من خلال دموعها الغزيرة
-حمدا لله علي سلامتك لارا لتني انا التي سقطت لا انت
كانت اول مرة اعرف فيها اسماها و شعرت انه يناسبها تماما ، فكل شئ فيها فاتن جذاب ..
قاومت ذلك الشعور الجارف ، الذي يملأ كياني
و قلت في حنان :
-يبدو انكي ارهقت نفسك كثيرا و ...
لم استطع اكمل عبارتي ، حينما التفتت الي...
عدت اتابع بصعوبة
-انكي تحتاجين بعض الراحة في الفراش و ..مرة اخري ، لم استطع اتمام عبارتي فقد قفز الي العنين الجميلتين حزن عجيب و عادت الدموع تتألق في عيني الام مرة اخري ...
لم افهم ما يعنيه ذلك
لم افهمه ابدا
و لكني لم اتابع حديثي
نهضت ببطء و اخذت اللم ادواتي ثم قلت دون ان التفت
-ساعود لرؤيتها في الصباح الباكر
و اسرعت اغادر ، و هرعت و الدتها خلفي
و قالت فيما يشبه الاعتذار
-معذرة يا دكتور ..لقد اقلقناك كثيرا ، و لكن ..
قاطعتها بسرعة
-لا تعتذري سيدتي ..نحن جيران و للجار حق علي جاره ، ثم انها مهنتي
-قالت كيف ارد لك الجميل
ابتسمت و انا اقول في تلعثم
- بأن تتوقفي عن الحديث بهذا الاسلوب
ثم اسرعت اغادر المنزل ، و قلبي يخفق في فرح لم اكد ادخل منزلي ، حتي اغلقت الباب خلفي في احكام
و كانني ارفض ان يقتحم احد خلوتي ، و يعكر تلك اللحظات السعيدة ، التي احياها لاول مرة ..
استلقيت علي فراشي بملابسي و اغلقت عيني و انا استعيد في ذهني ملامح لارا و رقتها استعيد ذكري عينيها اللتين ام اري مثل جمالهما في حياتي كلها
جذبتني الافكار ، و سلبتني احساسي بالوقت حتي فوجئت انه الفجر ...فنهضت من فراشي و اخذت اتأمل شروق الشمس و انتظر حتي النهار حتي اعود لرؤية لارا ..و اعترفت لنفسي ، انني قد احببت ..
بل غرقت في حب ارق عصفور في الوجود

في حب[ لارا]

اول مرة اكتب يا جماعة رأيكوا بقي و كدة
Vote لو عجبكوا

The Sparrow Woundedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن