الفصل الثالث

24.9K 2K 124
                                    

#نيكولاي:

أعصابي كانت متشنجة أكثر من أعصاب رجل ينتظر ولادة ابنه الأول وصوت صراخ زوجته يصل للمجرة المجاورة.

نعم، لتلك الدرجة...

والزينة على كعكة التوتر هذه؟

لويس جايمس سانييتي.

ضرب، صياح، حتى نبرة الألفا خاصتي لم تنجح في إيقاف إنهياره العصبي.

لذا تخيلوا معي تعابير وجه المرأة العجوز خلف مكتب الاستقبال في الفندق الليلي الذي وجدته.

"لقد شرب كثيرا، حبيبته انفصلت عنه هذا الصباح"
كان ذلك عذري حين كادت عيناها تخرجان من محجرهما عندما رأت الشاب الذي يتدلى فوق كتفي.

"نعم نعم، مسكين"
قهقةُ لويس المزيفة تجعل الأمر يبدو وكأننا نجر جثة مشوهة...

"ت... تفضل..."
تمتمتْ العجوز ورمت لي مفتاحا عشوائيا ثم هربت لغرفة خلفية ما.

لتتصل بالشرطة على الأرجح...

قرأتُ الرقم ثم بحثتُ عن الباب في الرواق الطويل، هذا كله والغريب العاري يترك كدمة بحجم غرور أخي على كتفي.

وجدتُ الغرفة خيرا ففتحتها بسرعة ورميته على السرير برفق.

"لم تمر 24 ساعة كاملة منذ أن تركنا المنزل وها قد قتلنا شخصا بريئا! أمي ستُعاقبنا حتى سن الخمسين!!"
عاد لويس لثرثرته فبدأت أنتِفُ شعري.

"أصمت قليلا، بحق كل ما هو عزيز عليك، أصمت للحظة دعني أفكّر!"
وهل نجح ذلك؟ لا بل شجعه على الكلام أكثر.

حملتُ غطاء السرير وفكرتُ في شنق نفسي به لكنني غطيتُ به الغريب بدل ذلك.

أخرجتُ بعض الثلج من الثلاجة الصغيرة ورميت حفنة على أخي والحفنة الأخرى وضعتُها على ساق الشاب المتورمة.

تجاهلتُ لويس مجددا وحاولتُ أن أضمدها بعُدة الإسعافات الأولية بأفضل طريقة ممكنة.

ركزتٌ جيدا في لفّ قطعة القماش جيدا لدرجة أنني ما عدتُ أسمع صوت أخي المزعج... أو ذلك ما ظننته إلى أن رفعتُ رأسي لأجده مُغمى عليه بجانب الغريب المستيقظ.
"كان يزعجني"
هزّ كتفيه العريضين ببساطة وأسند رأسه على الجدار خلفه.

للحظة، أردتُ أن أشكره على ضرب أخي بقوة جعلته يفقد الوعي، لكنني تذكرتُ أمي وكيف ستُعلقني من شعري فوق حوض أسماك قرش...

"آسف على ضربك بالسيارة، بإمكانك رد الجميل ما إن تُشفى ساقك"
تكلمتُ بصدق والذنب يُضيّق عليّ.

"لم؟ لقد أنقذتما حياتي"
رفع حاجبه الأشقر الداكن في استفهام.

"أنا متأكد أن دعسك بمئة طن من الفولاذ لا يُعتبر إنقاذ حياتك، أم هل ضربت رأسك بقوة؟"
مددتُ يدي لأتحسس حرارة جبينه لكن نظرة عينيه العسليتين الحادة جعلتني أُعيدها إلى جيبي.

"أفراد قطيعي أرادوا رأسي على طبق من فضة، لذا صدقني فقد أنقذتَ حياتي ولهذا أنا مدين لك"
أجاب بصوت بارد ليُخفي ألم الخيانة على الأرجح أو ربما ألم الضربة، لم أكن متأكدا تماما.

"أنت المحارب الذي طردوه اليوم؟ بأية تهمة؟!"
تحققتْ شكوكي، هذا هو الذي حذرتنا منها الفتاة التي كان معها لويس.

"أوقعتُ أسنان ابن الألفا المدلل..."
ابتسم لنفسه في فخر، بدا أن الأمر كان يستحق الطرد من أجله...

"أخيرا تجرأ أحدهم، كنت خائفا من أن أبدأ حربا إن ضربته بنفسي"
تذكرتُ ابن الألفا تيرنر الأكبر مني بسنتين، مزعج مغرور...وهل ذكرتُ مزعج؟

حاول مغازلة كايتلين آخر مرة زرنا قطيعهم. كان عليها وضع تعويذة نوم عليّ وإلا لكنتُ مزقته إربا.

"سيرجيو بيتروڤ"
مدّ يده فصافحتها دون تردد.

"ألفا نيكولاي سانييتي، وذلك أخي الأصغر لويس"
أشرتُ لجسده النصف متدلي على السرير.

"الألفا سيء الحظ؟ هل تُمانع إن انضممتُ إليك في رحلتك؟ أردّ الجميل وأجد فتاتي، عصفوران بحجر واحد"
اقترحَ سيرجيو معتدلا في جلسته.

"لا أمانع"
أجبتُه متحمسا.

على الأقل لن أضطر لغلق أذنيّ بذيلي حين يستيقظ أخي، هذا إن استيقظ أصلا...

حملتُه إلى السرير الآخر وتحسست نبضه من باب الاطمئنان ثم استلقيتُ بجانبه لآخذ قسطي من الراحة.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن