#كايتلين:
وجود نيكولاي صديق طفولتي بجانبي وأنا في تلك الحالة المزرية جعل الألم في صدري يخفّ، حتى التنفس أصبح أسهل.
لو لم أشعر بذراعيه حولي في قبضة أشبه بقبضة أناكوندا حول ضحيتها لكنتُ ظننتُ أن عقلي ينسج لي أحلامي سعيدة حتى لا أفقد الرغبة في الحياة.
وعدتُ ستيفن أنني لن أفعل...
"أعلم أنك مستيقظة، قطتي"
جاء صوت نيكولاي الأجش من فوق رأسي فأخفيتُ رأسي في صدره.
"لا يعني أنني سأخرج من السرير، أبله"
أجبته محاولة العودة للنوم.
"ليس لديكِ خيار، تنانين بطني تفقد صبرها. كما أن رائحة فطائر العم ماركوس تجعل لعابي يسيل..."
نظرتُ إليه هذه المرة فكان يُغلق عينيه ثم أخرج لسانه ومرره على شفته السفلى ببطء كأنما يتذوق شيئا ما.
"خنازير بطنك بالأحرى..."
قلتُ له بعد أن وضعتُ أذني على بطنه وسمعتُ الأصوات الغريبة التي كانت تُصدرها.
"لا تهينيها، قطتي"
نقر أنفي بإصبعه ثم حملني كأنني لا أزن شيئا.
لم أقاومه ببساطة لأنه أقوى مني وتركته يأخذني إلى المطبخ من أين كانت الضوضاء قادمة. ذلك حتى دخلنا نحن وأصبح المكان هادئا كمقبرة.
قرصتُ ذراع نيكولاي فأنزلني للأرض وأسرع إلى جبل الفطائر في منتصف طاولة الطعام.
وقعت كل الأعين عليّ فاحمرّ خدّاي لا إراديّا ونظرت إلى رجليّ الحافيتين.
"أين قهوتي؟"
كسر نيكولاي الصمت عن عمد، فهو يكره القهوة أصلا.
تحرّك أبي أوّلا وعانقني بقوة ثم انضمت له أمي والعمة سامنثا إلى أن فقدت أنفاسي.
"مهلا على الفتاة المسكينة إنها هزيلة للغاية، ستقتلونها"
أنقذني العم جوش فتفرقوا عنّي إلا أبي الذي نظر إليّ بقلق ثم فتح الثلاجة وأخرج ما يكفي لإعداد وليمة.
"أنت محق، يجب أن أُطعمها أولا"
ردّ ابي وبدأ يطبخ بمهارة.
"لن أستطيع أكل كل ذلك..."
أوقفته وفمي مفتوح يصطاد الذباب.
"هراء، بالطبع ستأكلينه"
لوح يده بغير اهتمام فتنهدتُ وجلست بين نيكولاي وشاب لم أتعرف عليه.
"اوه هذا سيرجيو، توأم لويس"
تكلم الأبله بجدية تامة فاختنقت في قهوتي.
لويس ابتلع حبة توت بأكملها وسيرجيو بصق القهوة من فمه بحيث تناثر الرذاذ على وجه لويس.
أسرعتْ العمة سامنثا وضربت ظهر أصغر أبنائها حتى خرج ما بحلقه ثم مسحت وجهه وأعطتني وسيرجيو كوب ماء.
في حين أن نيكولاي كان يضحك بشدة لدرجة أن الدموع كانت تسقط من عينيه، ومعه والده وأبي.
"أمي!"
تذمر لويس بوجه أشبه بحبة طماطم.
"دعه لي"
رفعتُ يدي في شكل مسدس ووجهتها لبطنه مستعدة لإطلاق كرة نار.
أوقفني سيرجيو ووضع يده على يدي ثم أخفضها قليلا .نظرت في عينيه العسليتين فابتسمنا ثم أومأنا رأسنا في آن واحد لتنطلق النار من يدي إلى سروال نيكولاي.
"اللعنة!!"
قفز من مكانه بسرعة وضرب نفسه.
وحين زاد ذلك من ألمه، حمل قارورة العسل وسكبها على نفسه. كل هذا ونحن جميعا نختنق من كثرة الضحك الهستيريّ.
"أكرهكم جميعا..."
تنهد وعاد إلى كرسيه.
"هذا ما تناله لفكاهتك السخيفة"
ابتسم سيرجيو في انتصار.
"وأنا كنت سآخذك لمباراة كرة القدم الليلة!"
وضع نيكولاي يده على قلبه بطريقة درامية ثم مسح دمعة خفية.
"أنا سآخذه ولويس أيضا، لذا لا حاجة لك"
تعمدتُ نبرة باردة وأدرتُ ظهري له حتى أكمل فطوري.
"أعلم أنكِ تحبينني، لا داعي للنكران"
ردّ بغرور ثم شعرتُ به يحضنني من الخلف.
وشعرتُ أيضا بكتلة العسل الدبقة تلتصق بظهري. صرختُ وحاولت الابتعاد عنه لكنه ضحك ولم يسمح لي، إلى أن ضربه أبي على رأسه ثم وضع أطباقا متعددة أمامي.
لا جدوى من النقاش معه، لذا حملتُ الملعقة وبدأت آكل فيما تناقشت عائلتي عما يخص حفلة استقبال سيرجيو للقطيع.
__________
أجبرتني أمي على بذل مجهود أكثر فيما سأرتديه الليلة حتى نُظهر للقطيع أن عائلة البيتا لا تزال قوية، وحتى نمنحهم القليل من تلك القوة أيضا ليتغلبوا على مخاوفهم.
عودة نيكولاي ساهمت بشكل كبير في ذلك أيضا. فالآن لدينا 4 رجال بدم الألفا، باحتساب أبي، اثنان منهم ثلث سحرة. 3 ساحرات، لونا واثنان بيتا.
بإمكانكم القول أننا أقوى قطيع حاليا.
"5 دقائق وأحطم هذا الباب"
صدر صوت نيكولاي من خارج غرفتي ففتحت له الباب وأدخلتُه.
"انتهيت من ربع ساعة"
رميتُ نفسي على السرير وحدقت بالسقف.
"الجميع هنا، لذا حركي مؤخرتك الكسولة. يجب أن أكون مع سيرجيو حتى لا يتوتر ويذهب للتجول في الغابة بمفرده"
بحث في درج مجوهراتي ثم أخرج قلادة بها شكل ٤.
٤ هو الرقم أربعة بالحروف الهندية، وقد صنع ستيفن هذه القلادة خصيصا لي لأنه بالإمكان تحريكها من المنتصف بحيث تصبح حرف S، أول حرف من اسمه.
ترقرقت عيناي بالدموع وأجهشت بالبكاء لا إراديا وغطيت فمي. حضنني نيكولاي بابتسامة حزينة ثم أبعد شعري عن عنقي وربطها حوله.
"هذا يوم سعيد وبداية جديدة لنا جميعا، لذا أريني ابتسامتكِ الجميلة واجعليه فخورا"
مسح دموعي ثم قبّل جبيني وسحبني معه إلى الحمام حيث غسل وجهي.
"شكرا لوجودك بجانبي"
حضنته بامتنان فضحك.
"وأين عساي أكون ، قطتي؟"
ربّت على رأسي ثم أمسك بيدي ومعا انضممنا للحفلة.
أنت تقرأ
نيكولاي | NICOLAI
Werewolfسابقًا: اشتقتِ إليّ، قطتي؟ | يناديها "قطتي" وتناديه بـ "الأبله". أصدقاء طفولة، لكنهما ليسا توأما روحيا. على عكس توقعات الجميع. ورغم هذا، فبينهما ماضٍ جميل، حاضر أليم ومستقبل زاهر. قصتهما مميزة، وليس السبب أن نيكولاي مستذئب أو أن كايتلين نصف مستذئب...
