#نيكولاي:
حماس ذئبي تحول إلى غضب في اللحظة التي وطأت فيها أطرافي سجن القطيع.
سيطرتُ عليه قليلا وعُدتُ إلى هيئتي البشرية لكنه لم يسمح لي إلا بارتداء سروالي، تاركا تلك الكدمات على جسدي ظاهرة.
تبعتُ رائحة والديّ إلى أبعد زنزانة عن المدخل، كانت هناك رائحتان أخريتان معهما، واحدة مألوفة والأخرى غريبة.
حين وصلتُ وجدت أمي تحمل هايدي، أخت ستيفن التي بالكاد تبلغ السنة، أما أبي فكان يرمقني بخيبة أمل.
"نيكولاس حبيبي! أخبرهما بالحقيقة، إنهما لا يصدقانني!"
صدر صوت باكي من الزنزانة فزمجر ذئبي ودفعني للاقتراب منها.بالكاد تعرفتُ على الفتاة المقيدة هناك. شعرها الأشقر أصبح بنيا من كثرة القذارة والتراب فيه، بشرتها البيضاء الناعمة صارت مليئة بالخدوش والكدمات وعيناها قد ظهر لونهما البنيّ الأصليّ بعد أن نزعت العدسات الزرقاء المزيفة. ويبدو أنها تخلصت أيضا من تلك العطور الخانقة لأن رائحتها الطبيعية كانت قوية وجميلة.
"أخرجوها من هنا"
صاح ذئبي مُهدّدا بتحطيم المكان بنفسه."هل كلامها صحيح؟ هل هي توأمك الروحيّ؟"
سألتْ أمي بصوت هادئ جعل قشعريرة تسري في جسدي بسبب الغضب المخبّئ خلفه."ن... نعم"
ترددتُ قليلا قبل أن أُجيبها."لديك الكثير لتفسره، كلاكما!"
تكلم أبي ببرود ثم أخرج مفتاحا من جيبه وفتح باب الزنزانة.أسرعتُ أنا للداخل وكسرتٌ القيود حول كاحلها ثم حملتُها بين ذراعيّ. كان شعورا لا يوصف، وجودها أخيرا في متناولي. لو كنا بمفردنا وفي مكان أفضل لكنتُ سقطت على ركبتي وتشبثت بها بقوة أكبر.
"هل أنتِ بخير؟"
جعلتها تقف خارجا وأمسكتُ بوجهها بين يديّ لأطمئن عليها."أنا بخير الآن، لأنك معي"
ابتسمتْ بين دموعها فانحنيتُ لأُقبل شفتيها المنتفختين ناسيا وجود جمهور معنا."ما اسمها؟!"
قاطعتنا أمي عن عمد قبل أن أُكمل."كاساندرا دالتون"
أجبتها بفخر وقليل من التوتر فأجفلت مني."لم لا تأخذ كاساندرا إلى إحدى غرفنا الإضافية حتى تنظف نفسها ثم تسرد لنا قصتها"
أمر أبي وهو يضع ذراعه حول أمي."لا! أريد البقاء مع حبيبي"
رفضت كاساندرا وأخفت رأسها في صدري مرتجفة."لا يجوز!"
خرجت أمي من شرودها وصاحت بها."أمي، أرجوكِ..."
توسلتُها حين بدأت كاساندرا تبكي بحرقة أكثر."حسنا، لكن أبقِ الباب مفتوحا!"
حذرت فابتسمتُ لها."لكن ماذا عن دايزي؟"
تساءلت كاساندرا واقتربت من هايدي لكن الطفلة بدأت تبكي في خوف وتُمسك بأمي بقوة."سأعتني بها، ليس من شأنك"
ربتت أمي على ظهر الصغيرة وخرجت برفقة أبي."اشتقت إليك، نيكولاس"
وضعتْ يدها على خدي واقتربت."وأنا أيضا"
همستُ ثم انحنيتُ نحوها لأحصل على ما أردته منذ وقعت عيناي عليها.لكن قبل أن تتلامس شفتانا سقطتْ دودة من شعرها بيننا...
"اللعنة!"
ابتعدتُ ومسحتُ فمي لأن ذلك الشيء كاد يلمسني."لا أدري من أين أتى ذلك..."
احمرّت وجنتاها لدرجة أنني ظننتهما ستنفجران."لا بأس... لنستحم أولا"
أمسكتْ بيدي فأخذتها الى المنزل على ظهر ذئبي ثم إلى غرفتي.جهزتُ لها حماما دافئا ثم أجبرتُ نفسي على رفض دعوة الانضمام لها، أغلقت الباب وانتظرتها على سريري المقابل له.
"أين أنت؟"
تكلم سيرجيو من خلال رابطة القطيع."قصة طويلة... ماذا عنك؟"
غيّرتُ الموضوع لأنني لم أرد إخباره بما حدث بعد."في متجر الهدايا مع كايت، سنكون في المنزل بعد ربع ساعة"
أجاب بنبرة غريبة كدتُ أقسم أنها غرور."انتبه لها وعودوا بسرعة!"
حذرته وقطعتُ الاتصال.
أنت تقرأ
نيكولاي | NICOLAI
Hombres Loboسابقًا: اشتقتِ إليّ، قطتي؟ | يناديها "قطتي" وتناديه بـ "الأبله". أصدقاء طفولة، لكنهما ليسا توأما روحيا. على عكس توقعات الجميع. ورغم هذا، فبينهما ماضٍ جميل، حاضر أليم ومستقبل زاهر. قصتهما مميزة، وليس السبب أن نيكولاي مستذئب أو أن كايتلين نصف مستذئب...