الفصل الحادي والعشرون

16.5K 1.5K 156
                                    

#نيكولاي:

عندما خرجت كاساندرا لتنزّه ذئبتها في الغابة القريبة من منزلنا، تفقدتُ كايتلين بسرية تامة.

لم أبقى في غرفتها مطوّلا حتى لا تستيقظ وتغضب منّي مجددا، فقط اطمأنيتُ أنها تتنفس بطبيعية ومستلقية في وضع مريح ثم عدت لغرفتي.

مررتُ بمكتب أبي الذي انفتح بابه ليخرج سيرجيو برفقة أمي.

"ما الذي تفعله مع أمي؟"
سألتُ بحدة ورفعتُ حاجبي في انتظار اجابته.

"الجرو سرّ أبيه"
هزّتْ أمي رأسها ضاحكة وقرصت خدي بأصابعها الباردة.

"أنتِ تتجمدين!"
أمسكتُ بيديها بين خاصتي حتى تدفآ قليلا لكنها سحبتهما مني مبتعدة.

"أنا بخير. اذهب واغسل يديك، سأضع العشاء بعد قليل"
دفعتني أمي باتجاه اقرب حمام وأخذتْ سيرجيو معها إى المطبخ.

تجاهلتُ الشعور الغريب الذي راودني وانضممتُ لهما بسرعة البرق.

"أين لويس؟"
تساءلتُ حين لم أجد رائحته بأي مكان.

"ذهب ليبقى مع هايدي في بيت جدك، لن يُطيل البقاء"
أجابتْ العمة أوليفيا دون أن ترفع رأسها من قدر الصلصة التي كانت تعدها.

جلستُ بعيدا عن سيرجيو حول طاولة المطبخ بانتظار الطعام إلى أن عاد أبي، العم ماركوس والعم إدغار من جولتهم حول أرض القطيع.

"أيقظ شيران وريو معك، إدغار . العشاء سيجهز بعد دقائق"
أخبرته أمي فتطوعتُ لإيقاظ ريو فقط حتى يبقى سيرجيو كالعجلة الإضافية التي لا يحتاجها أحد وبشعر بالاشمئزاز من الثنائيين الذين تركتُه معهما.

غرفة ريو كانت بجانب غرفة كايت تماما لكن الأمر لم يزعجني بأي طريقة. فهو صديق لنا منذ الطفولة تقريبا، العمة شيران قريبة العمة أوليفيا لذا عائلته كانت تزورنا كثيرا خلال أسفارها المتعددة.

"وقت النهوض، أيها العصفور الأزرق"
فتحتُ بابه بقوة وناديته بلقبه المأخوذ عن فيلم ريو الببغاء الأزرق، فيلمه المفضل.

تحرّك في نومه قليلا لكنه لم يفتح عينيه، وقفتُ بجانب سريره ومددتُ يدي لأهز كتفه فأمسك بها بحركة خاطفة.

نظر للسوار الأخضر الملتف حول رسغي الذي أهدتني إياه قطتي ثم نهض من مكانه.

"حافظ عليه ولا تنزعه أبدا"
تكلّم بجدية وارتدى سترته.

"إنه من قطتي، المحافظة عليه تأتي قبل المحافظة على حياتي"
لمستُ السوار بابتسامة لاإرادية وتأكدتُ أنه لن يقع ثم سرتُ مع ريو إلى طاولة العشاء.

عادت كاساندرا بابتسامة عريضة لدرجة أنني خفتُ أن يتشقق وجهها أو تتشنج عضلاته في تلك الوضعية.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن