#كايتلين:
استجمعتُ رباطة جأشي وجلست على كرسيّ مكتبه الصغير بتوتر لا يوصف. ويبدو أنه لاحظ مزاجي لأنه قرر أن يزيده سوءا ويجلس على المكتب على بُعد بضعة إنشات مني.
"كفى حركات صغيرة كالفأرة وتكلمي"
أوقفَ يديّ عن التشابك ببعضهما وأجبرني على النظر في عينيه."سمعتُ حديثك عني مع نيكولاي"
تكلّمتُ في نفسٍ واحد وأعدت انتباهي إلى أظافري المطلية بالأسود والزمرديّ."أعلم ذلك. لديّ ذئب بداخلي، هل نسيتِ؟"
تحوّلت عيناه للأسود كليا بينما انحرفت شفتاه في ابتسامة تكشف عن أنيابه."كان من المفترض أن تسمعي حديثنا بأي حال..."
أضاف وقد عاد كليّا لهيئته البشرية وجعل يديه خلف رأسه مستندا على الجدار.بقيتُ أحدق فيه بتعجب مما قاله، وحين لم أجد تفسيرا منطقيا بدأتُ باستجوابه.
"مهلا، ماذا؟!"
سألته بنبرة بلهاء."كان من المفترض أن تصدقِي أنتِ والأبله نيكولاي بأنني متيّم بك... تعليمات لونا سامنثا هكذا"
وتفسيره زاد حيرتي أكثر."لست أفهم... ألا تريدني؟"
نهضتُ من مكاني وبدأتُ المشي ذهابا وإيابا في الغرفة حتى كدتُ أصنع حفرة على السجادة."لا إهانة... لكنني أراكِ كأخت صغيرة لي، لا أكثر ولا أقل. قلتُ ذلك فقط لإثارة غيظ نيكولاي"
أجاب بعد نظرة قصيرة لي."ولِم قد تريد إثارة غيظه؟ ألم تصبحا صديقين؟"
شعرتُ بأنه تم استغلالي لكنني رفضتُ أن أدع ذلك الإحساس يُسيطر عليّ قبل أن أفهم القصة كاملة."نحن صديقان، نعم، لكنه أبله... وعلى ما يبدو فأنتِ كذلك بلهاء مثله"
وإهانة أخرى منه. لقد بدأ بإغضابي فعلا!"عذرا؟! كفّ عن الألاعيب، سيرجيو! أخبرني بهدفك من كل ذلك!"
تكلّمتُ بصرامة ونجحت في عدم ضرب قدمي على الأرض بطفولية، لا أريد تشجيع فكرة أخرى عنّي لديه بأنني طفلة أيضاً."ليس هدفي، بل هدف لونا سامنثا وربما أمكِ أيضا. أنا مجرّد فارس تحت إمرتها"
ضحك ووضع يده على قلبه كأنما يقطع وعدا في القرون المظلمة أمام ملكه."سيرجيو! تكلم الآن!!"
دماء البيتا فيّ أمرته بأن ينصاع لما طلبته بحكم أن رتبته أقل مني."ألا ترين الأمر حقا؟... نيكولاي مغرم بكِ وأنتِ به"
رمقني بنظرات غير مصدقة وكأنه يقول في نفسه: أحقا هناك شخص بهذا الغباء؟نسيتُ أن أشعر بالإهانة لأن وجنتيّ اشتعلتا بلون أحمر لدرجة أنني غطيت وجهي بيديّ الباردتين.
"أنت تٌخرّف أكيد..."
تمتمتُ وجلست من جديد."لونا سامنثا لا تخرّف، أنتِ تعلمين هذا"
أخبرني وقد تخلل نبرته قليل من الرعب. لا ألومه حقا، فتلك المرأة ترى كل شيء ونادرا جدا ما تكون مخطئة في أمر ما.

أنت تقرأ
نيكولاي | NICOLAI
Người sóiسابقًا: اشتقتِ إليّ، قطتي؟ | يناديها "قطتي" وتناديه بـ "الأبله". أصدقاء طفولة، لكنهما ليسا توأما روحيا. على عكس توقعات الجميع. ورغم هذا، فبينهما ماضٍ جميل، حاضر أليم ومستقبل زاهر. قصتهما مميزة، وليس السبب أن نيكولاي مستذئب أو أن كايتلين نصف مستذئب...