الفصل الثالث والعشرون

17.4K 1.4K 133
                                    

#نيكولاي:

كاساندرا تحاول قتلي.

ذلك التفسير الوحيد لهزّها كتفيّ وكأنها تقوم بمخض كيس لبن.

"استيقظ حبيبي، استقيظ!"
صاحتْ بي بنبرة حادة ففتحتُ عينيّ مفجوعا.

"ماذا؟! ما الخطب؟"
انتفضتُ إلى وضعية جلوس ونظرتُ حولي باحثا عن الخطر.

"أنيتا هنا، لنذهب لاستقبالها عند الحدود"
قهقهتْ عليّ ثم نهضتْ وسحبتْ ذراعي معها. تبعتُ وأنا لا أزال تحت تأثير الصدمة.

"أنتِ ماذا؟"
سألتُ ببلاهة بينما عيناي اللتان لم يغادرهما النوم كليا بعد لاحظتا أن الساعة تجاوزت العاشرة صباحا.

كيف لم توقظنا أمي للتحضير لحفلة عيد ميلاد كايت هذه الليلة ؟

"أنيتا، ابنة عمي التي أخبرتكم عنها. إنها بانتظارنا عند الحدود لنُرافِقَها إلى هنا"
فسرتْ كاساندرا أخيرا حين وصلنا لباب غرفتي.

"حسنا، دعيني أرتدي ملابسي أولا..."
أشرتُ للسروال القصير الذي كنتُ أرتديه بينما نصفي العلويّ كان عاريا تماما.

بعد أن تجهّز كلانا، نزلنا للطابق الأرضي حيث كانت الفوضى عارمة. رجال ونساء، وجوه مألوفة وغير مألوفة من قطيعنا يتحركون بسرعة لتغيير الديكور وتزيين الباحة الخلفية أين ستُقام الحفلة. الذين تعرفتُ عليهم كانوا محاربين لدى أبي، والآخرون متدربون جيدون على الأرجح.

لم يكن لديّ وقت لأستفسر عن الأمر لأن كاساندرا واصلتْ جرّي معها إلى مستودع سياراتنا. لم أٌناقش كثيرا لأن عقلي كان في حيرة من قرار أبي وقُدت سيارتي إلى الحدود الشمالية لأرضنا.

كان هناك مطعم صغير لعابري السبيل يمتلكه البشر خارج حدودنا تلك بقليل، وهناك وجدنا ابنة العم أنيتا مع حقيبة سفر صغيرة.

"كاسي!"
صرختْ الشابة ورمت نفسها على كاساندرا لتتعانقا كأنهما عاشتا عشرة سنوات بعيدا عن بعضهما، رغم أن كاساندرا هنا منذ أكثر من شهرين فقط.

"آني! هذا الألفا خاصتي، نيكولاس"
عرّفتنا فشعر ذئبي بالفخر بسبب ما وصفتنا به... لثانية فقط، لأنها أخطأت في اسمي مجددا.

"تشرفنا نيكولاس!"
مدّت أنيتا يدها بابتسامة عريضة.

"نيكولاي"
رصصتُ على أسناني ورديتُ الابتسامة بأخرى متكلفة ممسكا بيدها.

من تلك اللمسة تيقنتُ أنها ساحرة نقيّة. كيف لها أن تكون على قرابة مع كاساندرا المستذئبة كليّا؟ أمر آخر أثار حيرتي ولم أفكر فيه كثيرا.

عدنا إلى المنزل في غضون عشرين دقيقة. كان أقل فوضى بحكم أن التجهيزات انتهت، فقط أهل البيت كانوا به الآن.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن