الفصل الخامس

23.5K 1.8K 185
                                    

#سيرجيو:

"كيف ستجد فتاتك إن لم ترى القطيع حتى؟!"
قاطع هدوئي صوت لويس المتحاذق.

ألا يعرف شيئا اسمه الصمت هذا الفتى؟!

"هل شممت رائحتي؟"
سألته ببرود.

"لم؟ لقد استحممتَ هذا الصباح!"
رد مستغربا وقرّب أنفه مني.

"استعمل أنف ذئبك لا أنفك البشريّ"
قاومتُ الرغبة في ضربه على مؤخرة رأسه، بالكاد...

أغمض عينيه وعقد حاجبيه لوهلة ثم زمجر عاليا.

"رائحتك كريهة!! كشيء متعفن أكل منه الدهر وشبع!"
تحول لون عينيه للأسود لكنه تحكم في ذئبه.

"هذا لأنني طُردت من قطيعي وليعرف الكل هذا. لذا سأبحث عنها فقط في الأراضي التي لا تنتمي لأي قطيع"
فسرتُ له فنظر إليّ في شفقة.

"حين نعود إلى قطيعنا ستنضم إلينا، والدي لن يمانع"
ابتسم لويس سعيدا بفكرته.

كنت سأرفض عرضه لكن سيارة نيكولاي توقفت بالقرب منا فركبنا في صمت.

"بالنسبة لشاب خاوي اليدين، تبدو سعيدا..."
تكلمتُ مستغربا من مزاج نيكولاي الجيد رغم أنه لم تكن معه أية فتاة، بل لم تكن عليه رائحة فتاة أصلا.

"سحر كايتلين..."
أجابني لويس فنظر أخوه إلى سوار أخضر حول رسغه مبتسما لنفسه.

يبدو أن كايتلين هذه شخص عزيز عليه حقا.

--------

#نيكولاي:

توقفنا في الطريق لتناول غداء متأخر، واخترتُ مطعما في أرض حياديّة لا يملكها أي قطيع من أجل سيرجيو.

أغلب الزبائن هناك كانوا مطرودين أيضا والقليل منهم فقط مسافر مثلي.

الرائحة الكريهة كادت تخنقني، لدرجة أنني فقدت شهيتي.لكن أخي لا يملك حاسة شم على ما يبدو، لأنه كان يأكل كمن عاش في جوع لشهر.

"اتصلا بي حين تنتهيان"
تركتهما وذهبت للغابة المجاورة.

تحولتُ إل هيئة الذئب خاصتي وبدأت أركض حول المكان. سوار كايتلين كبُر من تلقاء نفسه حتى يصبح بحجم طرفي الأمامي ولا ينقطع.

تركتُ السيطرة لذئبي ليحرق ألمه ووحدته واسترخيت أنا. لم أحس بمرور الوقت البتة، لذا كنتُ متفاجئا حين ظهر ذئب أشقر أمامي.

اتبعت غريزتي وهاجمته دون تفكير، لكنه كان ماهرا وتجنب عضّتي.

بعد المزيد من الشقلبات ومحاولات الإخضاع، ثبتته تحتي وهددت بغرز أنيابي الحادة في عنقه.

كنت سأفعل ذلك لولا أن لويس جذبني فجأة من طرفي الخلفي.

"إنه سيرجيو، يا غبي!!"
صاح خلال رابطة القطيع.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن