كان عمر يجلس في دكان المعلم صدري كانت تبدو عليه علامات عدم الارتياح والضيق ، كان ينظر الي الشخص الذي امامه بنظرات ضيقة وحائرة بنفس الوقت ، كان المعلم صدري يجلس على مكتبه وينظر الى عمر والشخص الاخر الذي يجلس مقابله ، دخل ايسو الي الدكان واستشعر التوتر الذي كان في الجو ، نظر للمعلم صدري الذي اومأ له ثم انسحب في هدوء الي داخل المحل ، كان عمر يشعر انه يجلس على كرسي من الجمر ولكن خاطر المعلم صدري كان كبيراً لدرجة ان يقبل ان يجلس امام الشخص الذي امامه .
كانت دفنة في منزلها تجلس في حديقة منزلهم الصغيرة ، كان امامها على الطاولة طبق من الكرز الطازج ، كان الطقس جميل والشمس ساطعة ، إنه يوم جميل للنزهة فَكرت دفنة ، ثم سرحت في خيالاتها عن عمر وكيف سيعيشان في بيتهم وكيف سيتزوجان ، أيقظها من أحلامها الوردية رنين الهاتف ، حتى رأت اسم ايسو على الشاشة : الوو ايسو ، اين انت ياابني ؟
ايسو : ديفوجيك يجب أن أخبرك بشيء ..
دفنة وبدت علامات الجدية تكسو وجهها : خيراً ايسو ماذا هناك ؟ هل هناك خبر سيء ؟! ياالهي لو يمر يوم واحد من دون اكشن وارتفاع مستوى الادرنالين ...
على الطرف الأخر تأفف ايسو من ثرثرة دفنة ومسح على وجهه بيده بضجر: الله الله ياإبنتي هل ستسمعين أم ماذا ؟
دفنة بعد أن استوعبت : ااا اسفة ايسو ماذا هناك ؟
ايسو : خاصتك هنا .
دفنة وقد إستحضر ذكرى عمر ابتسامة عريضة على وجهها قالت بصوتٍ صغير : هاا حقاً روحي أنا كم هو حلو لابد أنه مر ليطمئن على المعلم صدري !! كم هو مراعي !!
ايسو : الحلو خاصتك يجلس أمام جده الان ديفوجيك !!
فتحت دفنة فمها من الصدمة : هذا كان سريعاً بعض الشيء فكرت بصمت بعد أن أغلقت الهاتف ، اااي ترى ماذا يحدث هناك بدأت بقضم اصبعها وهي في حالة توتر وترقب .عند المعلم الصدري مازالت لغة العيون هي السائدة ، الكل في إنتظار أحدهم ليكسر الصمت ، كان هولوصي ينظر إلى حفيده بفخر وهو يرى أي رجلٌ أصبح !! ، نظف المعلم صدري حلقه وهو ينظر الى عمر العاقد لذراعيه ووجهة الذي كان بلا تعابير ، كانا الجد والحفيد يجلسان مقابل بعضها البعض ، لكنهما لم يكونا مدركين ان اي احد من الخارج سيفهم كم هما متشابهين لدرجة كبيرة ، بدأ صدري بالكلام : عمر ياصغيري ربما هناك بعض الأشياء التي يجب ان تعرفها ربما كان يجب ان تعرفها منذ وقت طويل .
وجه عمر اهتمامه الي المعلم ، أكمل المعلم صدري بصعوبة كما كان يبدو أنه يبحث عن الصيغة المناسبة لكي يقول ماسيقوله : حسناً أنا وجدك اصدقاء من زمنٍ طويل ، سكت المعلم لوهلة بسيطة واسترق النظر لوجه عمر الذي لايزال مستمعاً اليه وينتظره أن يكمل ، عندما توفي والديك طلب مني أن اهتم بك ، لأنك لم تقبل اي مساعدة من احدهم ، في لحظة استقام عمر وكانت العصبية مسيطرة على جسده بالكامل ، اغمض عينيه واخذ نفساً عميقاً وبدء بمضع الغشاء الرقيق الداخلي لفمه في محاولة للسيطرة على عيار صوته : دعوني أفهم هذا جيداً انتم اجتمعتوا سوياً وبدأتم في أخذ القرارات بشأني ، ثم كذبتم علي وحكتم الأعمال من خلفي ، هذا لا يصدق ، أي أُناسٍ أنتم ؟ من تظنون نفسكم ، كانت نبرة عمر بدأت تعلو .
قطع صراخ عمر وقع صوت عصا الجد هولوصي على الأرض الذي بدا أنه يجاهد لكي يضبط اعصابه هوا الاخر : يكفي ! قالها بصوت حازم وبنظرة حازمة الى عمر !
كان المعلم صدري ينظر اليهما وعلامات الترقب والخوف من العاصفة التي ستحل واضحة على وجهه ، تكلم الجد بصوت حازم ونبرة جدية جداً : اجلس ياعمر .
تقائياً جلس عمر حتى بدون أن يفكر هل يريد أن يجلس أم لا ، ثم بدأت الجولة الثانية من حرب النظرات الابليكجية ، حتى قرر الجد التحدث : أولاً يجب ان تعرف جيداً أن أي أن كان مافعلناه أنا وعمك من " وراء ظهرك" فهو لمصلحتك ! هل كنت تتوقع ان نتركك ؟ وعندما تكون شخصاً عنيداً جداً قد تجعل بعض الاشخاص في حاجة لاخفاء بعض الحقائق عنك .
بلع عمر ريقه ومازال تعبير البوكر مسيطر عليه ، رغم البراكين المشتعلة في داخله ، وقف عمر وقال بصوت ممتلئ بالغضب : جميل وعمي أيضاً له علاقة !! وخرج من الدكان وركب سيارته .
كان شكري ينظر إلى عمر من مرآة السيارة الأمامية : عمر بيه هل أنت بخير ؟!
كانت عيون عمر مشتعلة من الغضب : لست بخير إطلاقاً ياشكري !!
توجه عمر الي بيت عمه ، كان عمه و زوجته نريمان يجلسون في الحديقة نريمان وسودا كانا تتحدثان عن منصب سودا الجديد بينما كان نجمي يقرأ الصحيفة ، توجه عمر الي حيث الطاولة ووجهه مشتعل من الغضب طرق قبضة يده على الطاولة مما أثار فزع و إنتباه الجميع : كيف إستطعتم أن تخدعوني كل هذا الوقت ؟! أي نوع من الناس انتم ؟
بهت وجه نريمان وفتحت فمها من الصدمة ، أما نجمي كان وجه لا يفسر علامات الاستفهام والصدمة على وجهه ، سودا اكتفت بإبتسامة سخرية على حالة ابن عمها وكأنها مستمتعة برؤيته في هذه الحالة ، تابع عمر بعصبية أكبر عند رؤيته تعابير وجههم : طبعاً لم تتوقعوا أن اعرف بلعبتكم !! لقد عرفت كل شي !! وحان وقت الحساب !!أغلقت دفنة الهاتف من ايسو الذي أخبرها بما جرى في الدكان وعن حالة المعلم السيئة بسبب ماحصل ، تأففت بقلة حيلة وبدأت في الاتصال على عمر لكن هاتفه كان مغلق ، وقفت دفنة بتوتر في حديقة منزلها وكانت تحك رقبتها بيدها وهي تمشي ذهاباً وإياباً علامة على التوتر الشديد ، خطرت لها فكرة وسارعت الى تنفيذها دون التفكير في صحتها او خطأها ، أخذت هاتفها و اتصلت ، لحظات وأتى الصوت من الطرف الاخر : الو ، تفضلي دفنة.
دفنة : أخي شكري أريد ان اسألك هل عمر في منزله ؟!
شكري : لا دفنة السيد عمر الان في منزل عمه !
دفنة وزاد التوتر عليها وعلى نبرتها : حسناً هل كان غاضباً ؟!
شكري : الحقيقة لقد كان غاضباً جداً .
شكرت دفنة شكري وبدأت في القلق الشديد والتوتر بشكل أكبر ، ياللهول سيقلب عمر الاجواء رأساً على عقب !! فكرت بخوف .
في بيت نجمي ابليكجي تحديداً في الحديقة ، كان عمر أشبه بحقل الالغام مهدد بالإنفجار في بأصغر لمسة ، كان يتنفس بعمق من أجل ان يتحكم بأعصابه ، قال بصوت منخفض ولكن بنبرة قاسية : ماذا هناك هل تفاجئتم ؟! سرعان مابدأت نريمان في الثرثرة لمحاولة تشتيت إنتباه عمر : حبيبي عموش عصفوري إجلس هكذا وسوف نتحدث بهدوء .
وجه عمر نظرة نحو نريمان التي كانت تتابع التحدث بتوتر وبنبرة عالية حتى قاطعها صوت نجمي : نريمان هذا يكفي !
سكتت نريمان فجاءة وتحولت ملامحها الى الهلع المطلق من خوفها من أن عمر قد عرف كل شيء وكل ماكان يدور في رأسها هو " حب للإيجار " !
تابع نجمي وهو يوجه كلامه الي عمر : إذاً لقد عرفت هذا جيد لقد حان الوقت !!To be continued................
أنت تقرأ
Ömer'in Defnesi ..
Fanfic#34 IN Romance عمر إبليكجي مصمم الأحذية الموهوب ، عاش طوال عمره في وحدة الى ان جمعه القدر بذات الشعر الأحمر ، أو أن هذا مايظنه ، خطط زوجة عمه نريمان ابليكجي جمعته بتلك الفتاة . القصة مقتبسة من مسلسل ( حب للإيجار ) kiralıkaşk هذه مجرد منظور اخر ل...