المواجهة

12.9K 254 3
                                    

(( من ؟ السيد فريزر ؟ ))
تنفست بصعوبة وهي تلتفت خلفها خشية أن يكون سيمون قد سمعها وهي تلفظ اسم الزائر 0
أجابها جيرد فريزر بالمثل :/
(( آنسة مالوري ، هل يمكنني الدخول ؟ أنا بحاجة لأن أتحدث إليك مرة أخرى ))
(( مرة أخرى ؟ ))
(( نعم ، مرة أخرى 0 وأظن أنك ترغبين سماع ما سأقوله لك ))
لم تصدق كاترين أنها تستطيع أن تدخله بيتها ثانية بعد تصرفه القاسي معها الليلة الماضية ، ولكن جيرد فريزر كان شديد الثقة بنفسه ، وجاء ليدخل 0فكيف يمكنها الآن أن تقدمه لسيمون ، وهي لم تلمح مطلقاً إلى زيارته لها الليلة الماضية ؟
قالت بارتباك :
((هل يمكن أن تعود لاحقاً ؟ فإنه من الصعب أن أتحدث إليك الآن))
(( لماذا ؟ هل فالنتينا هنا ؟ هل هذا ما تريدين إخفاءه ؟ فإن وجودها يحل المشكلة ))
دفعها جانباً ودخل مباشرة ، لم تستطع أن توقفه ، ولم يكن بيدها أن تفعل شيئاً أكثر من أنها هزت كتفها عندما أغلقت الباب وأسرعت خلفه 0
وقف جيرد في وسط غرفة الجلوس ، وعندما لحقت به كان سيمون يقف ليواجه الرجل الطويل القادم 0 شعرت برغبة في الضحك من الإمارات التي بدت على وجه كلاً منهما 0 فعلى وجه سيمون بدت علامات السخط والتهديد ، أما على وجه جيرد فريزر فقد بدت إمارات العداء والارتياب 0
(( ما الذي يجري هنا ؟ ))
كان سيمون هو الذي تكلم أولاً 0
أجابت كاترين :
(( هذا عم غلين يا سيمون 0 أنت تعرف من هو غلين ، صديق فالنتينا ، وقد جاء إلى هنا بسبب الحادثة))
سألها جيرد ، ولم يكن بحالة تسمح له بالانتظار ، حتى يتم التعارف بينه وبين سيمون ، فألقى نظرة سريعة على المطبخ 0
تركت سيمون ينتظر التفسير عنة هذا المسلك الغريب ، وقالت مسرعة :
((سيد فريزر ، أنا أخبرتك الليلة الماضية ، أنني لا أعرف مكان أختي ، وإن كنت تريد أن تعرف شيئاً أكثر من ذلك ، فلتعلم أن ملابسها قد اختفت أيضاَ ))
(( كاترين ((000
حاول سيمون التدخل ، ولكن جيرد لم يترك له أدنى مجال لذلك ، وقال :
))تعنين أنها هربت ، إنني غير مندهش ، أظن أنك كنت تعرفين طيلة الوقت أنها كانت تقود السيارة ((
تقدم سيمون خطوة إلى الأمام ، وأمسك بيد كاترين وهو يقول :
))لا تتكلم بهذا الأسلوب غير الأخلاقي ، فالنتينا لا تستطيع أن تقود سيارة ، ولم تفعل ذلك من قبل ، سيد فريزر ليس من حقك أن تتهم فتاة بريئة ، بسبب ما أصاب ابن أخيك ((
تجاهل جيرد كلام سيمون ، وقال :
)) دعينا لا نخل في نقاش بلا طائل , آنسة مالوري 0شقيقتك كانت تقود السيارة ، ولا شك عندي أن الشرطة ستبرهن على ذلك ، ولكن ليس هذا هو المهم الآن ، لقد صحا غلين من غيبوبته وهو يسأل عن أختك ((
تمتمت كاترين وهي تضع يديها على خديها :
)) آه!))
(( هل أنت حقاً لا تعرفين أين هي ؟ ))
(( لا,لقد أخبرتك بذلك سابقاً ، إنني أتمنى لو أعرف ))
وبعد لحظات من التفكير بدا على وجه جيرد أنه وصل إلى قرار وقال :
((إذن يجب أن تقومي بدورها بدلاً منها ))
(( أفعل ؟ أفعل ماذا ؟!))
قال جيرد بصراحة :
((تتظاهرين أنك فالنتينا ))
(( الآن أنتظر هنا 000))
ومرة أخرى حاول سيمون التدخل ، ولكن في هذه المرة كاترين هي التي أوقفته عن الكلام وقالت :
(( لا أستطيع أن أفعل ذلك ، غلين سيعرف على الفور أنني لست فالنتينا ))
(( ليس بالضرورة ، فعلى ما أذكر أنتما متشابهتان في المظهر ))
((ولكن غلين 000))
(( غلين يبدو أن الصدمة أثرت على بصره ، حتى أنه لا يستطيع أن يميزني ))
(( أثرت على بصره ؟ لكن 0000))
لم يترك جيرد لها مجال آخر للمتابعة وقال :
(( أما الأصوات ، فالمرء لا يصغي إليها ، بقدر ما يصغي إلى المتكلم 0 هل تفهمينني ؟ وفي أية حال صوتك ليس مختلفاً كثيراً عن صوت فالنتينا ، وإذا تظاهرت أنك هي ، فسوف يصدقك حتماً ))
وبصعوبة استطاعت كاترين أن تفتح شفتيها كي تتكلم وهي تنظر إلى سيمون ، لكن ما باليد حيلة ، ووجه سيمون كلامه إلى جيرد متجاهلاً نظرات كاترين :
((لماذا لا تخبر ابن أخيك بالحقيقة ؟ فهو بلا شك سيعرفها إن أجلاً أو عاجلاً ))
تجاهل جيرد كلام سيمون ، وهز كتفيه ووجه كلامه إلى كاترين قائلاً :
(( احضري معطفك معك آنسة مالوري 0 وأنا سأوصلك إلى المتشفى ، أنا متأكد أنك ستفعلين ما بوسعك لتساعدي في شفاء غلين ))
صاح سيمون محاولا أن يثنيها عن عزمها :
(( كاترين ، انتظري 000))
ولكنها أجابت :
(( سيمون ، يجب أن أفعل ذلك ، ألا تدرك ؟ إنها ليست غلطة غلين إذا هربت فالنتينا منه ))
(( وليست غلطتك أنت أيضاً ))
ولما وجد أن كاترين غير عابئة لاعتراضه ، تابع قائلاً :
((حسناً ، سأوصلك بنفسي إلى المتشفى ، وهكذا أكون هناك إذا حاول أحد أن 000))
قاطعه جيرد وهو يقف قرب الباب :
(( لا ، ليس هذا ضرورياً يا سيد 000))
قال سيمون باقتضاب :
(( ترافس ))
((حسنا ،سيد ترافس ، يمكنك أن تنتظرها هنا ، وسوف أعيدها سالمة فلا تقلق ))
قالت كاترين وهي تعود إليهما ، وقد وضعت معطفاً على كتفيها :
(( سيمون ، أظن من الأفضل أن تذهب إلى البيت الآن ، وسوف اتصل بك عندما أعود ، أني آسفة ، ولكن ليس هناك حل آخر ))
أحمر وجه سيمون من الغضب وقال :
(( لماذا لم تخبريني أن جيرد كان هنا في الليلة الماضية ؟ حتى وفي هذا الصباح جعلتني أظن أن ما يقلقك هو ما قالته فالنتينا لك ))
(( إن الأمر 000))
ولكن جيرد كان يستعجلها وهو يدفعها نحو الباب ، فلم تجد مجالاً لتشرح له أي شيء ، واكتفت بأن قالت :
((سوف أراك فيما بعد ))
نظر سيمون بحقد وكراهية إلى جيرد وهما يأخذان المصعد ، وهناك أمام البناء مضى سيمون غاضباً إلى سيارته ، تاركاً جيرد يصطحب كاترين في المرسيدس0
فتح جيرد باب السيارة لتدخل كاترين ، وعندما جلس إلى جانبها وحرك مقود السيارة قال :
((فالنتينا كانت تقود سيارة غلين ، أليس كذلك ؟ لا شك أنها أخبرتك ، ألم تفعل ؟ وهذا سبب خوفك عندما ذكرت أنها كانت معه عند وقوع الحادث ))
أخذت كاترين نفساً عميقاً :
(( لماذا ؟ لماذا تظن ذلك ؟ ))
أجاب بصوت يدل على نفاذ الصبر :
(( لماذا ؟ آنسة مالوري 00آه 00ما هذا العذاب ؟!! كاترين ، أنا لا أستطيع أن أستمر في ندائك - آنسة مالوري - الجميع يظنون أن إصابته لا تدل على أنه كان وراء المقود ))
(( الشرطة قالت ذلك ؟




لا ، ليس بعد ، ولكنهم سيفعلون ، لكنه طبيب غلين الذي أبدى رأيه ، وأنا أتفق معه في ذلك ))
تنفست كاترين بصعوبة وقالت :
(( هل سيكون غلين بخير ؟ أعني بعد أن عاد إليه وعيه ))
(( إننا نأمل في ذلك ))
((هل إصابته في رأسه خطيرة ))
(( جروح عديدة مزقت وجهه ، ولكن الأطباء قالوا أنها ستشفى مع مرور الوقت ، بالإضافة إلى فقدان البصر ، واشتباه في وجود ارتجاج في الدماغ ))
(( ماذا لو اكتشف أني كاذبة ؟ ))
((لماذا سيكتشف ؟ هل التقيت به من قبل ؟ ))
(( لا))
(( وهكذا فإن غلين ليس لديه شيء في الذاكرة يبني عليه ارتيابه فيك ))
تطلعت كاترين من نافذة السيارة وهي تفكر في أختها ، وأين يمكن أن تكون الآن ؟ وإلى متى تستطيع أن تبقى بلا معين ؟ وتفكر أيضاً في نفسها ، إلى متى يمكنها أن تتخلص من أسئلة جيرد فريزر ؟0
مرت ساعة من الزمن حتى وصلا إلى المتشفى ، حيث كان غلين ، وكان الوقت بعد الواحدة بقليل ، عندما سارت في ممر طويل مفروش برقائق من المطاط يحول دون حدوث أي صوت يزعج المرضى ، يؤدي إلى وحدة العناية المشددة 0
كان يسود المكان جو من الهدوء والنظافة والنظام ، كما يبدو على المسؤولين فيه من أطباء وممرضات إمارات الفعالية والمهارة ، وأمام كل هذا تملك كاترين شعور بالاطمئنان ، وجعلها تؤمن أنه إن كان هناك من يستطيع أن يساعد غلين على الشفاء ، فإنهم هؤلاء الأشخاص ، وامتلأ قلبها بالأمل ليس من أجله فقط ، وإنما من أجل فالنتينا أيضاً 0
حيّت الممرضة المناوبة جيرد فريزر بحرارة ، مما دل على أنه أصبح زائراً معروفاً ، وقدم لها كاترين ، فابتسمت لها الممرضة هاريس ، وقد عرفت أنها الفتاة التي سأل عنها غلين 0
كان غلين مستلقياً بهدوء على سرير ضيق ، وجهه أبيض كلون الوسادة التي وراء رأسه ، أمسكت كاترين أنفاسها عندما رأت الضمادات تحيط برأسه وتكاد تغطيه ، وأنابيب تتعلق بأنفه وأخرى برسغه ، لقد حزّ في نفسها كثيراً مرآه على هذه الحال عاجزاً لا حول له ولا قوة 0
تقدمتها الممرضة هاريس ، وصرفت الممرضة الشابة التي كانت تجلس بجوار سرير غلين ، وانحنت حتى اقتربت كثيراً من مريضها وقالت :
(( سيد غلين ، هل أنت مستيقظ ؟ لديك زائر ؟ ))
(( من ؟ فالنتينا ؟ ))
دبت الحياة في قسمات الوجه المضمد ، أما كاترين فقد أمسكت أنفاسها عندما فتح عينيه ، لم تكن عينيه سوداوين مثل عيني عمه ، بل زرقاوين صافيتين ن وعندما تحولتا نحوها ، فقدت كاترين أعصابها 0
وردد غلين ثانية :
(( فالنتينا ، أين أنت ؟ أيتها الممرضة قلت إن لدي زائر 00))
فأجابت الممرضة ، وهي تدفع كاترين إلى الأمام :
(( لا تتعب نفسك سيد غلين ، الآنسة مالوري هنا ، تماماً بجانبي ، أعطني يدك 0))
فتناولت يده وشبكتها بأصابع كاترين المتجمدة وهي تتابع :
(( والآن هل صدقتني ؟))
((آه ، فالنتينا 00))
اضطرب صوت غلين ، أما كاترين فغاصت في الكرسي الذي أخلته الممرضة ، وبللت شفتيها بلسانها ، وقالت :
(( ها 00هالو غلين ))
خرجت الكلمات القليلة من فمها بصعوبة متقطعة ، وهو يرفع يدها إلى شفتيه ، وتابعت :
(( كيف 00كيف تشعر الآن ؟ ))
(( أنا بخير ))
شعرت كاترين بارتياح عندما أدركت أنه صدّق أنها فالنتينا ، أما غلين فقد تابع كلامه :
(( كيف حالك ؟ لم تصابي بأذى ، أليس كذلك ؟ يا الله ، عندما لم أجدك حينما استيقظت ، ظننت أنك 000))
تلفتت كاترين حولها تستنجد بجيرد فريزر ، فتقدم إلى الأمام قائلاً بصوت ملئ بالبشر والبهجة :
(( كنت في غيبوبة مدة تزيد عن 24ساعة ، أيها الرفيق القديم ، وأنت لا ترضى أن تجلس فالنتينا طيلة هذا الوقت بجانبك ، فهي أيضاً تحتاج إلى نوم وراحة ، أليس كذلك ؟ ))
(( أنا أعلم ))
قال ذلك ، وحول نظره مرة أخرى نحو كاترين ، وهو يبدو أكثر ابتهاجاً وسروراً بها من ابتهاجه بعمه ، أما هي فقد كانت تراقب عينيه المضيئتين وتعجب كيف ينظر إليها دون أن يراها ؟ !!
وتابع غلين بقوله :
((هل أنت متأكدة أنك بخير ؟ كيف أبدو ؟ هل أخبروك عن عيني ؟ فالنتينا أنا لا أرى شيئاً ))
أجابت بصوت مبحوح :
(( أنت0000أنت تبدو بحالة حسنة ، وأنا متأكدة أن المسألة مجرد وقت ويعود إليك بصرك ))
(( ألا أبدو عجيب الخلقة ؟ ))
(( لا بالتأكيد لا ))
كانت الممرضة هاريس قد خرجحت لبعض الوقت ثم عادت قائلة :
(( سيد غلين ، حان وقت راحتك ، والآنسة مالوري تستطيع العودة فيما بعد إذا أرادت ، أما الآن فيجب أن تذهب ))
اعترض غلين على ذلك ، ولكن الممرضة هاريس أصرت، وجيرد أكد لابن أخيه أن فالنتينا لن تكون بعيدة عنه 0
تلوى غلين ببطء تحت الغطاء الخفيف قائلاً :
(( لن تذهبي بعيداً فالنتينا ، أليس كذلك ؟ أعني لن تتركي المتشفى ؟ ))
(( أنا 00لا 00لا لن أذهب بعيداً ، سوف أراك فيما بعد ))
وعندما أصبحت في الممر ثانية ، نظرت كاترين إلى جيرد نظرة لطيفة تخفي فيها استياءها وقالت :
(( كيف يمكنني أن أبقى في المتشفى ؟ لدي بعض المواعيد الخاصة التي ينبغي قضاؤها ))
(( إذن اقترح ، أن تحاولي جاهدة وتعملي على إيجاد فالنتينا حتى تخرجي من هذا المأزق ، أما الآن فدعينا نتناول بعض الطعام ، في الجهة المقابلة يوجد مطعم صغير ))
قال ذلك وهو يسير إلى جانبها متجهين نحو المصعد ، قلبت كاترين شفتها والمصعد الضخم يهبط بهما إلى الطابق الأرضي ، وهي تخاطب نفسها : لا شك أن ما يقوله جيرد صحيح ، يجب أن تظهر فالنتينا ، وعندئذ فعليها أن تواجه مشاكلها بنفسها 0
دخلا المطعم الصغير ، وجلسا ، طلبا كأسين من العصير ، وبعض الخبز والجبن 0
لم يكف جيرد عن الحديث في الموضوع نفسه ن حتى وهما يتناولان الطعام فقال :
((لتشكر فالنتينا حظها ، فقد وجدت من يتحمل المسؤولية بدلاً منها ))
(( هل أنت حقاً متأكد ، أنها هي التي كانت تقود السيارة ؟ ))
((وأنت ألست متأكدة ، أيضاً ؟!))
(( حسناً ، هل سيلقى القبض عليها ؟ ))
(( هذا يتوقف على 000))
(( يتوقف على ماذا ؟ ))
(( هذا إذا وجّه غلين اتهاما ضدها ))
(( ولكن الشرطة 000))
(( الشرطة ؟ أظن أنهم لن يفعلوا شيئاً ، إلا إذا أراد غلين أن يورط أختك 0 ولكن يبدو أنه لا يريد أن يفعل ذلك ))
قالت كاترين والقلق يبدو في كل كلمة من كلماتها :
((لكنه سيفعل ، سيفعل عندما يجد أن فالنتينا تركته ومضت 000))
(( كيف سيكتشف ذلك الآن ؟ أتظنين أن لدي استعداد لأن أعيق شفاءه بكشف الحقيقة ؟))
(( هل تعني أنك لا زلت موافقاً على علاقته بشقيقتي ومستقبلهما المشترك ؟ ))
بانت القسوة في عيني جيرد وهو يقول :
(( كيف تريدين مني أن أوافق على ذلك بعد الطريقة الشائنة وغير المسؤولة التي تصرفت بها أختك ؟ تلك

الطريقة التي لا تقل عن الجريمة ، وهي في نظري تستحق كل ما سيجري لها ، لكن حتى يصبح غلين قوياً بما فيه الكفاية ليسمع الحقيقة ، أعني حتى يشفى تماماً ، حتى ذلك الحين أريد أن تبقى الحقيقة مكتومة ))
قالت كاترين في نفسها ، كل شيء حتى الآن يسير سيراً حسناً ، لكن ماذا سيجري إذا لم تعد فالنتينا ؟ وماذا لو أن غلين لم يسترد بصره ؟ لا شك عندئذ لا يمكن لجيراد أن يستبقيها لتمثل دور شقيقتها إلى ما شاء الله 0
بلع جيرد كلامه وهو يتناول بقية شرابه :
((أما الآن فقد مرّت أصعب مشكلة في القضية ، وهي أن غلين قبلك على أنك فالنتينا ، وهكذا فسيتوقف عن سؤاله عنها 0))
قالت كاترين وهي تنظر إلى ساعة يدها :
(( لكني لا أستطيع أن أستمر بالتظاهر على أنني فالنتينا ن والآن أعتذر ، لقد بلغت الساعة الثانية والنصف ، ويجب علي أن أذهب ، وعدت سيمون أن ألقاه في الثالثة ))
ولكن جيرد قال كأنه يقرر حقيقة :
((حسناً ، أنا آسف فلا يمكنك أن تذهبي ، والأفضل أن تتصلي به هاتفياً ، لإخباره أنك ستكلمينه فيما بعد ، وإذا لم يرض بذلك ، فما عليك إلا أن تلومي أختك لذلك ))
نظرت كاترين إليه بازدراء وقالت :
((أرجوك عليك الاهتمام بما يخصك فقط ، ولا تهتم بي مطلقاً ))
(( ماذا تعنين ؟ ))
(( أنت تعرف ما أعني بالضبط ))
(( ما أعرفه هو أن والدة غلين تنتظر بفارغ الصبر خبراً عن ولدها وحيدها ، وأنا على استعداد أن أقوم بكل ما يمكن لئلا تكون تعيسة ))
رفعت كاترين رأسها وقالت :
(( حتى لو دمرت إنسان آخر في سبيل تحقيق ذلك ))
(( أنا لا أدمرك يا كاترين ، صدقيني ، لقد صبرت عليك كثيراً ، ولكن 000العواقب لن تسرك ))
(( هل تهددني يا سيد فريزر ؟ ))
نظر في عينيها القلقتين وقال :
(( أهددك ؟ أنت إذن لا تفهمين معنى كلماتي 0 واسمي - جيرد - فقط نادني به ، لا أظن أن فالنتينا متمسكة بالشكليات مثلك ؟ ))
قالت كاترين في نفسها : ولا هي يجب أن تتمسك بالشكليات خصوصاً أنها تحل محل أختها في هذه الظروف ، ولو كانت فالنتينا هنا الآن ، فلا شك أنها ستجد العم أكثر جاذبية من ابن أخيه ، ولا تدري كيف كانت ستتصرف معه 0
وتسألت هل هو متزوج يا ترى ؟ وإذا كان كذلك ؟ فما رأي زوجته في اهتمامه الزائد بأرملة أخيه ؟لتترك الظنون جانباً الآن وتفكر في مشكلتها فإنها إذا زادت الأمور تعقيداً سيزيد عناد جيرد ويرغمها على الرضوخ لإرادته ، قال فجأة :
((أخبريني هل ستتزوجين سيمون هذا ؟ وهل ذلك هو سبب تلهفك لاسترضائه ))
أفاقها كلام جيرد من شرودها أنه لا يستطيع أن يقرأ أفكارها وأجابت :
(( لا أعرف ، ولا أظن أن هذا الأمر يعنيك من قريب أو بعيد يا سيد جيرد ، من أختار كشريك حياتي أمر يخصني وحدي ))
قال بصراحة :
(( هذا يعني أنك لست متأكدة من مشاعرك نحوه ، وأنا لا أصدق أنه لم يسألك رأيك في هذا الموضوع حتى الآن ))
((حسناً يا جيرد 0لا أرى علاقتي بسيمون تخصك من أية ناحية ، أنا لم أسألك مطلقاً أيه أسئلة شخصية ، فلماذا تفعل ذلك ؟!!))
((لا يوجد عندي شيء أخفيه ))
(( ولا أنا أيضاَ ، وكل ما في الأمر ، أني أجد أنه من غير المناسب تدخلك في حياتي الشخصية ))
((لا بأس ، قد يكون الحق معك ، وإذا كنت لا ترغبين في الحديث عن نفسك ، حدثيني عن سيمون ، ما هو عمله مثلاً ؟ هل هو موظف حكومي ؟ هذا ما يبدو عليه 0))
(( إنه مدرس ، وعليك ألا تحكم على الناس من مظهرهم ))
قال جيرد ببرود :
(( هذا صحيح ، وللتأكيد ، فإنك تبدين وشعرك مسدول على كتفيك كأنك الأخت الصغرى ، لولا أني أعرف الواقع ))
ومن غير أن تدري ، ارتفعت يدها إلى شعرها ، وأخرجت منه الدبابيس وتركته ينساب على ظهرها ويحيط بوجهها ، ونظرت في عينيه ، وقالت :
((أنت تتلاعب بالوقت يا سيد جيرد ، أنت تعرف أين يجب أن أكون الآن ، أليس كذلك ؟ ))
قال بجفاء وهو ينظر إلها :
((إنه استنتاج يدل على الفطنة ))
(( من فضلك أريد أن أذهب ))
وضع جيرد يده على كتفها يستبقيها ، وقال :
(( لا ، ليس الآن 0 سوف أشرح لخطيبك فيما بعد ))
(( إنه ليس خطيبي ))
أوضحت كاترين بصوت صارخ ، وقد نفذ صبرها ، ولكنها تمنت لو مان صوتها أكثر رقة ، وأقل عنفاً من ذلك ، وتابعت :
((ما الذي يجعلك تظن أنه سيقبل هذا العذر منك ، أكثر مما يقبله مني ؟ ))
(( لأنني أستطيع أن أكون أكثر إقناعا ، ما هو رقم هاتفه ؟ أم تريدين مني أن أجده في الدليل ؟))
أدركت كاترين أنه على كل حال لا يمكنها أن تصل إلى بيت سيمون في الموعد المحدد ، لابد من الاتصال به هاتفياً ، قالت وهي تقف :
(( سأخبره أني سأراه في المساء ، لا أظن أن لديك اعتراض على ذلك !!))
وسارعت إلى الهاتف قبل أن يعترض على شيء ، علماً منها أنه إذا احتاج غلين إليها في المساء فسوف تستجيب له 0
وكما توقعت ، فإن سيمون رفض بشدة أن تكون هي كبش الفداء بسبب فعلة أختها الرهيبة ، ثم قال لها :
((أظن أننا كنا سنذهب إلى المعرض بعد ظهر اليوم ، إلا إذا كنت قد نسيت ذلك ، ماذا تريدين أن أفعل الآن ؟ هل أذهب بمفردي ؟ ))
(( كان ذلك الترتيب مؤقتاً يا سيمون وأنت تعلم ذلك ، ولم نتفق عليه بصورة نهائية ، لأني سأكون منهمكة بشراء بعض المواد الغذائية لكافة أيام الأسبوع لأنه لم يعد لدي شيء من المؤن ، وإذا عادت فالنتينا 000))
قاطعها سيمون :
(( إذا عادت فالنتينا ، انتظري حتى تري ماذا سأفعل عندما أرى تلك الآنسة الشابة فإني سوف أهزها هزاً ))
(( ألسنا كلنا نريد ذلك 00))
جاءها صوت جيرد من خلفها ، فاستدارت مرتعشة بحدة لتجده متكئاً على الحائط بجانبها ، يستمع إلى مكالمتها ، نظرت إليه نظرة لوم على إنصاته لما يدور بينهما وبين سيمون من حديث أما سيمون فقد تابع حديثه قائلاً :
(( على أية حال ، لا أريدك أن تنشئي صداقة مع جيرد ، والأفضل أن آتي وأبقى معك ، فأرى ما يجري هناك على الأقل 0))
(( لا تفعل ذلك سيمون ، سآتي بأسرع وقت ممكن ، ولا تخف عليّ ))
وعندما وضعت السماعة ، قالت بصوت مرتفع :
((كيف تجرؤ على الاستماع إلى المكالمات الخاصة ظ ألست خجلاً من نفسك ؟))
ابتعد جيرد قليلاً عن الحائط قائلاً :
(( لا تجعلي من الموقف مأساة 0 فإن سيمون سوف يتغلب على كبريائه فيما بعد ، وإذا كان كل ما يفكر أن يفعله مع أختك هو أن يهزها هزاً !! فلم أعد قلقاً من أية عقوبة سيفرضها عليك 0))
(( لا تخرج عن الموضوع ، ليس من حقك أن تنصت إلى حديثنا ))
(( ليس لي الحق , ولكني فعلت ن والآن أنسي الموضوع ، ودعينا نتناول كأساً آخر ))
(( لست عطشى ن ومن الأفضل أن نعود إلى غلين ، أتحدث إليه قليلاً ، ثم أذهب إلى البيت ))
(( كما تشائين ))
عندما دخلا غرفة غلين وجداه لا يزال نائماً ، فقالت الممرضة هاريس لكاترين :
(( بدا أكثر هدوءاً بعد زيارتك يا آنسة فالنتينا ، فهو نائم بسلام الآن ، ولكنك يمكنك الجلوس إلى جانبه أن أردت ، أنا متأكدة أنه سيكون سعيداً لرؤيتك عندما يستيقظ ))
وافقت كاترين على ذلك ، أما جيرد فقال أن غلين لن يكون بحاجة لكليهما ، وأنه سيذهب إلى الفندق ليتصل بوالدة غلين من هناك ، وطلب من كاترين أن تتصل على الفور إذا دعت الحاجة لذلك ، ثم غادر المكان 0
كان الوقت يمر بطيئاً وهي تجلس بجواره صامتة ، وقالت في نفسها ، لو أنها خطيبتة غلين ، أو صديقته ، أو على الأقل تعرفه من قبل ، لكان هذا الوقت الذي يمر بها وهي تراقبه نائماً ، وقت راحة بالنسبة إليها ، أما وأنه شاب غريب عنها ، فقد تسرب الضجر إليها ، وأحست بالخوف إذ مرّ في ذهنها أنه قد يكشف حقيقتها عندما يستيقظ ، فقد يستطيع إلى ذلك بطرق عديدة ، صوتها ، مظهرها ، تصرفاتها ، عليه فقط أن يمد يده إلى شعرها حتى يعرف أنها ليست فالنتينا 0
وعلى أية حال فالنتينا لن تبقى مختفية إلى الأبد ، وعندما تعود 000ولما بلغت هذه النقطة ، لم تعد ترغب في التفكير بما سيحدث عند عودة أختها ، على فالنتينا عندئذ أن تواجه جيرد وكذلك ابن أخيه 0
في الخامسة قدمت لها أحدى الممرضات كوباً من الشاي ، فأخذته شاكرة مسرورة به ، كانت تحتاج إلي شيء ما كي تتسلى به ليمر هذا الانتظار الممل ، وأخذت تشرب الشاي على مهل ، وهي تنظر إلى عيني غلين المغمضتين ، وجروحه العميقة التي سببتها شظايا زجاج السيارة المهشم ، وعجبت من جديد ، كيف استطاعت فالنتينا أن تهجره ، ترى ألا تريد أن تعلم ما حل به ؟
ألا يهمها أن تعرف إذا كان لا يزال على قيد الحياة ؟ أم أن المهم بالنسبة إليها أن تنقذ نفسها هي فقط ، وليكن بعد ذلك ما يكون 0
اقتربت من غلين أكثر وأمعنت النظر في ملامح وجهه ، وفجأة تراءى لها وجه جبرد ، كان الشبه بين العم وابن أخيه طفيفاً ، فقد كان وجه جيرد يدل على العزيمة والقوة ، بينما وجه غلين أكثر رقة وضعفاً ، ولك تنكر بينها وبين نفسها أن غلين وسيم الطلعة على الرغم من الجروح التي تحيط بعينيه المغمضتين ، أما من حيث الطول فقد بدا وهو ملقى على فراشه أنه ليس أقصر من عمه إلا بالشيء القليل0
عادت إلى مقعدها ثانية ، وحاولت ألا تفكر بجيرد ، ولكن هذا لم يكن سهلاً عليها 0 ترى ماذا قال لوالدة غلين ؟ هل شرح لها الحالة كما هي ؟ هل أخبرها عن اختفاء فالنتينا ؟ أم أنه أخفى هذه الحقيقة أيضاً كما فعل مع غلين ؟ إذا كان ضميره لم يؤنبه على خداع ابن أخيه ، ووجد لذلك مبرراً فلماذا لا يخدع أرملة أخيه ؟ وهو يستطيع أن يسكت هذا الضمير على ما يبدو ، مدعياً أن لا فائدة ترجى من إزعاجها بلا سبب 0
نظرن إلى ساعتها ثانية ، وكانت تشير إلى السابعة ، ترى كم من الوقت ستبقى هنا ؟ وكم من الوقت سينام غلين أكثر من ذلك ؟ حتى ولو كانت هي صديقته ، وهو فارس أحلامها فلا أحد يتوقع منها أن تجلس طيلة هذا الوقت إلى جانبه 0




أخذت تفكر في طول غياب جيرد ، شعرت بالدم يجري حار في عروقها 0 أين يقضي جيرد وقته الآن ؟ فهو لم يشأ أن يضيع وقته جالساً بالقرب من ابن أخيه ، لا شك أنه الآن في الفندق يستريح ، ويتمتع بالمناظر الأخاذة التي تحيطه خاصة وأن هناك من يجلس إلى جانب غلين طالما أن كاترين موجودة لتمثل له القصة التي اختلقها !!
حركة عند الباب أبعدتها عن أفكارها وأعادتها إلى الواقع ، فالتفتت لترى جيرد يدخل ثم يغلق الباب بهدوء خلفه 0 حياها في لطف 0 ثم سألها إن كان قد طرأ تغيير على حالة غلين ، أخبرته أن لا تغيير هناك ، وأضافت :
((جميل منك أن تعود ))
وقف جيرد بجانب فراش غلين وأخذ ينظر إليه ، ثم التفت إليها وأجاب :
(( آسف على تأخري ، ليزا لم تكن في البيت عندما اتصلت بها في المرة الأولى ، ولم أتمكن من الاتصال بها حتى موعد الغداء ))
(( موعد الغداء ؟ ))
نظرت كاترين بسرعة إلى ساعتها وكانت قد قاربت السابعة والنصف ، وأما جيرد فقد هز كتفيه ، وهو يدور حول سرير غلين إلى حيث كانت تجلس وقال :
(( الوقت الآن هو بعد الظهر بقليل في بلدتنا ))
وأخذ يحدثها عن بلدته ، وعن بيته ، لكن كاترين أبت الدخول في مثل هذا الحديث وصاحت غاضبة :
(( كم ساعة تتوقع مني أن أبقى جالسة هنا يا سيد جيرد ؟ أنا بالحقيقة أضيع وقتي ))
((أنت قلت أنك ستبقين حتى يستيقظ غلين ، وأنا لا أعرف كم يطول ذلك ))
((ولكن من الممكن أن يستمر في النوم طوال الليل ))
(( أخشى ذلك 000يا فالنتينا ))
أحنت رأسها متجاهلة نظراته :
(( أنا متعبة ، وأريد أن أذهب إلى الحمام لأغسل وجهي ))
(( تجدين الحمام تحت الممر تماماً ، عودي بسرعة ))
وعندما عادت وجدت جيرد جالسا ً على الكرسي الذي كانت تشغله ، ولكنه هبّ واقفاً وسار نحوها قائلاً بصوت منخفض :
(( ممرضة الليل كانت هنا منذ لحظة ، وفي رأيها ، أنه من الممكن أن ينام غلين ثلاث أو أربع ساعات أخرى ، وهي تقترح أن أصحبك لتأكلي بعض الطعام ، ثم نعود ))
صاحت كاترين :
(( لا أستطيع ، لن أفعل ذلك ))
قال جيرد بصراحة :
(( أخشى أنك ستفعلين ما أقول 000))
(( ولكن سيمون ؟ ))
رفع جيرد أصبعه إلى فمه مشيراً باليد الأخرى إلى الرجل الذي في الفراش ، مما اضطر كاترين أن تتوقف عن إتمام ما كانت تريد أن تقول 0
ثم قال :
((يوم واحد يا كاترين ، أكثير أن أطلبه منك ؟ ))
هزت رأسها دلالة على القبول وقالت :
(( لكنني لا أستطيع الخروج معك بهذا الهندام 000))
تملل جيرد يريد الاعتراض ولكنها لم تترك له مجالاً للحديث وتابعت كلامها :
(( سأذهب إلى المنزل ، أغتسل وأبدل ثيابي ثم أعود ، وطالما أنت هنا فإن غلين لن يحتاج إلي ))
هز جيرد رأسه وقال :
((سآتي معك ، وانتظرك ، ثم أعود بك ، وهذا من أجل السرعة فقط ))
بصعوبة استطاعت كاترين أن تخفض صوتها وهي تقول :
(( ماذا تعني ؟ أنت لا تثق بي ولا تصدق أني سأعود 0ليكن في علمك أنا لا أكذب ياسيد جيرد ))
غمغم بخشونة :
(( بحق الله 00كفي عن مناداتي سيد 000قولي جيرد فقط ، وإني آت معك مهما تبدين من اعتراض 0 أنا لا أريد أن يغير سيمون خطتي ويهدم ما بنيت ويجعلك تتجاهلين الفكرة من أساسها ))
(( ولكنه ، لا يستطيع أن يفعل ذلك ))
(( لا يستطيع ؟ !! ومع ذلك سآتي معك ))
تركا غلين بين يدي ممرضة قديرة 000قالت :
(( لا تقلقي يا آنسة ، سأعتني به جيداً ، تمتعي بفترة من الراحة ، يبدو عليك أنك بحاجة إلى ذلك ))
بينما كانا يسيران نحو المصعد قال جيرد :
(( أنت تلعبين دورك بإتقان ، حتى أنني كدت أن أصدق أنك تهتمين بغلين ))
(( أنا اهتم بغلين فعلاً ، كما اهتم بأي إنسان في مثل وضعه ))
(( إلى أي حد ؟ إني لأعجب ))
وعندما وصلا إلى العمارة حيث تسكن ، لم تجد أثراً لسيارة سيمون في المرآب ، فأحست أنها تخلصت من مأزق حرج ، وقالت في نفسها : لا شك أنه ينتظر مكالمة منها حسب وعدها ، فإذن عليها أن تتصل به مرة ثانية ، في أية حال أحست أنها مذنبة بحقه 0
نزلت من السيارة ، وكان المساء بارداً جداً فأسرعت تدخل المبنى إلى المصعد ، ظنا منها أن جيرد سينتظرها بالسيارة ، ولكن يبدو أن هذا لم يكن رأيه ، بل كان وراءها مباشرة 0 ولما توقف المصعد في الطابق السادس ، سارت في الممر تبحث عن المفتاح في حقيبتها ، ولما فنحت الباب كادت تتعثر بشيء ، فانحنت لتلتقط الظرف الذي وجدته ملقى على الأرض 0 وتطلعت إلى جيرد مدهوشة تبحث عن تفسير لذلك 0أخذ قلبها يخفق بشدة ، وسألت نفسها ، ترى ممن هذه البرقية ؟
أغلق جيرد الباب واتكأ عليه سائلاً :
(( ألا تريدين أن تفتحي الظرف ؟ ))
قلبت الظرف بين يديها بأصابع مشدودة ، في انتظار معرفة ما يمكن أن يحمله في طياته 0
خيم الصمت عليهما بضع لحظات ، اقترح جيرد بعدها أن يفتح الظرف بدلاً منها ، ولكنها هزت رأسها بالنفي ، والحقيقة أنها كانت تدرك ما يمكن أن يحتويه هذا الظرف 0
ابتعدت عن جيرد وتقدمته في المدخل حيث أنارت المكان وبيدين مرتعشتين فتحت الظرف وأخرجت منه الورقة الوحيدة الموجودة فيه ، كانت برقية مختصرة جداً وبسيطة جداً في ذات الوقت ، كانت من فالنتينا تماماً كما توقعت :
- ذهبت إلى جوبورغ ، لاتقلقي ، والدي سيعتني بي 00فالنتينا 0

روايات احلام / قرار متهور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن