العطاء

98 24 16
                                    

قصه أخرى ومرآه أخرى..!
أتمنى لكم قراءة ممتعه ✌
........................................................................

قصتنا لهذا اليوم عن العطاء والذي يعتبر الجانب الإيجابي لمقوله " كما تدين تدان " ..!
فكل شيء تعطيه يعود لك!
والعطاء ليس فقط بالمال! انه بالكلمه الحسنه ، والمساعده وحتى الابتسامه!!
.
.
سندخل اليوم إلى مرآه شخص لم يعلم قيمة العطاء إلا بعد الابتلاء!!!
.
.
آدم رجل لديه ولد وزوجه.. ولديه مال يكفي لمعيشتهم واكثر..

كان آدم من الموقنين أنه إذا اخرج من ماله شيء للفقراء.. سيزيد الله عليه رزقه وماله!

هكذا عاش آدم مع عائلته سعيد بما يفعله... حتى كبر ابنه رايان!

وازدادت مصاريفه.. لكن مع ذلك لم يتوقف آدم عن مشاركه ماله مع الفقراء!

لكن رايان لم يكن يرى مايفعله ابوه صحيحا!

كان يرى انه يعطي ماله للفقراء على حسابه! حيث انه احق بهم من الفقراء !!

كان آدم.. دائما ينصح ابنه ويقول له انه كلما أعطى من ماله في سبيل الله.. سيرزقه الله اكثر من الذي أعطاه!
كي تستمر بالعطاء ولا تتوقف! !!

لكن رايان كان مختلف تماما معه في الرأي!

حتى توفى والده.. لكنه قبل ان يموت اوصاه! اوصاه بأن تستمر مسيرة العطاء وأن لا تتوقف!

هكذا كان رايان يعطي من المال لكن ليس بحسن نيه!

كان أشبه بالمجبور! فقط لأنه يريد تحقيق وصية والده!
.
.
تزوج رايان واصبح والدا لطفلين!..

وهو كلما أعطى من المال.. لايزيد! بل ينقص يوماً بعد يوم
حتى اوقف العطاء!

فهو الآن لديه طفلان ولايريد ان يقصر عليهما بشيء!

كان رايان يعتقد ان السعاده تتحقق بتجميع الأموال!

لم يكن يعلم ان السعاده تأتي عندما تسعد شخصاً آخر !

لذلك كان رايان دائم الشجار مع زوجته.. يشعر بضيق في نفسه كل يوم..

الكل نصحوه واخبروه ان يسعد من حوله من الناس بأي طريقه.. كي يسعد الله حياته!

لكنه مازال غير مقتنع..! لذلك لم ينفع معه اي من الأشياء التي فعلها! !!
.
.
وفي يوم من الأيام... وبينما هو في عمله.. أتى طفل صغير يشكو إليه حاله.. ويريد المال!

كان رايان في مزاج سيء جداً!.. فقام بطرد الولد من دون ان يفكر بالأمر ! او ينظر إليه!

في هذه الأثناء!.. رن جهاز الموبايل الخاص برايان .. كان الإتصال من إحدى المستشفيات..

يخبرون رايان أن أولاده قد تعرضوا لحادث سياره بينما كانوا متوجهين إلى باص المدرسه!!! ..

لم يشعر رايان بقدميه! تجمد كالمشلول.. لايعلم ماذا يفعل!

ذهب بسرعه إلى المستشفى .. حيث رأى أولاده.. والدماء تسيل منهم! كان الأطباء يحاولون اسعافهم! لكن لا جدوى !!

لم يتحمل الأمر وخرج مسرعا من المستشفى!

لايستطيع رؤية أولاده وهم يموتون امام عينيه.. بدون ان يفعل شيئا!

عندما خرج كانت الدموع تملئ عينيه.. حتى رأى طفلا صغيرا يركض وراء عربه بيع الايس كريم! يطلب الايس كريم بالدين لعدم امتلاكه المال لشرائها!

لم يكن يعلم ان هذا الطفل هو نفسه الذي طرده قبل قليل!

عندما رأى رايان الطفل وهو بهذه الحال المأساويه.. لم يستطيع التحمل فأخرج المال من جيبه واشترى له ثمن الايس كريم!

فابتسم الطفل الصغير وشكر رايان بكل احترام والبسمه تتوسط وجهه الجميل!

شعر رايان بإحساس جميل وغريب! عندما رأى وجه الطفل السعيد

حتى سمع صوت احد الأطباء وهو يناديه ويقول : سيد رايان.. لاتقلق اطفالك بخير الآن!

كانت هذه اللحضه التي اخبر بها والده ان من يعطي حتى وإن كان قليلا يرزقه الله الكثير!

كانت كلمات والده تتردد في اذن رايان وهو يرى ابتسامة الطفل البريئه!

هكذا تعلم درساً ان العطاء الخالص لوجه الله يؤتي الخير الكثير!

العبره من هذه القصه : كما تدين تدان.. وكما تعطي تلقى!

لا تستهين بقيمة العطاء.. فإن انت أعطيت ابتسامه فقط! رزقك الله السعاده!
فما بالك إن اعطيت الكثير! فستنعم بإذن الله بالراحه والرزق! لكن اهم شيء لا توقف مسيره العطاء! .. تحياتي ~

مرآيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن