المشهد الأول : صُدفه أدخلتكِ عالمي !

1.2K 48 14
                                    


خرج من مكتبه مسرعاً وهو ممسكاً بالهاتف
جونقكوك : لقد اخبرتك بأنني في الطريق أمهلني دقائق وسأكون أمامك .. لقد إتصلت بالمحامي جين ، هو في الطريق ايضاً !
قالها وهو ينظر لمديرة مكتبه بأعين متوسله مشيراً لها بيده أن تتصل بالمحامي جين
كوك : نعم سيدي .. العقد معي وكل شئ جاهز آسف على التأخير سأشرح لك كل شئ حينما أصل .. آسف .. وداعاً . 
أغلق الهاتف وتنفس الصعداء ونظر لمديرة مكتبة .. لماذا لم تتصلي لتوقضيني وتذكريني بالموعد ! هل تحدثتي مع السيد جين ؟
مديرة المكتب ايمي : نعم هو في الطريق سيصل هنا خلال ربع ساعة تقريباً .
كوك : أخبريه ان يذهب لمكتب السيد كيم مباشرة لا استطيع إنتظاره هنا الا ترين أنني متأخر بالفعل ..
ايمي : سيدي لكنه لا يعلم فيما تريده ! يبدو أنك نسيت ان تخبرة عن الاجتماع .
كوك : اللعنة أعتقدت أنني اتصلت به البارحة !! فقط دعيه يقابلني هناك سأتدبر الأمر.
قالها وهو يرتب الاوراق التي في يديه مندفعاً الى الخارج

جونقكوك حفيد صاحب اكبر شركة اتصالات في كوريا .. وسيم وذكي وبارع وهذا ماجعل جده يثق فيه كثيراً ليوليه منصب المدير التنفيذي للشركة بالرغم من صغر سنة ..
رباه جده منذُ الصغر بعد أن توفي والده بحادث سير
وعاش في قصر جده وحيداً دون والدته التي كانت من عائلة متواضعه لم يرضى عنها الجد ولم تقبلها الأُسرة كزوجة لإبنهم.

📽

فتى صغير الحجم بملابس باليه وقبعة تخفي نصف معالم وجهه كان يراقب مقهى فخم في أحد أشهر شوارع سيوول .. ملابسه الرثه لم تكن تناسب المكان وكان يخفي نفسه بين الاشجار كي لا يلحظه احد .
لحظات وخرج جين وكوك من المقهى يضحكان فضرب جين الاخر وهو يقول :
- اقسم لك اني نادم على معرفتي بك أيها المتهور ! ستجعلني اخسر سمعتي كمحامي يوماً ما .. كيف تجعلني اناقش عقداً لم أقرأه حتى!!!
كوك : هنا تأتي فائدة الأصدقاء يا رجل هل تعتقد أنني سأعينك كمحامي شركتنا الخاص لو لم أكن واثقاً بأنك ستنقذني وتفهمني في مواقف كهذه.
جين : انت مجنون وحسب .. كيف لك أن تكون مهملاً هكذا حتى بعد أن أصبحت مديراً !!
كوك : ولكن عليك الإعتراف أنني اذكى شاب قابلته .. هل كان أحداً غيري سيستطيع إدارة الموقف بشكل ناجح حتى أن العميل لم يلحظ شيئاً بالرغم من أن المحامي لم يطلع على العقد حتى! اه كم انا عبقري ..
جين وهو يضحك : كفاك غروراً لقد صادف فقط أن عميلك ساذج جداً!!

في هذه اللحظة أقبل الفتى الصغير مسرعاً نحو جين واصطدم به بقوه وسقط ارضاً ، امسك جين جنبه وهو يتألم ونهض الفتى بسرعه وعدّل قبعته و أومأ برأسه مُعتذراً واكمل طريقهُ بخُطاً سريعة ..

جين : اتمنى انه لم يصب بأذى لقد وقع على الأرض بشده ..
كوك : هل أنت بخير ؟
جين وهو يتفقد جيوبه : أين محفظتي ؟؟
كوك : اللعنة انه لص !!
قالها وهو ينطلق خلفه مسرعاً ، حينها صرخ جين : دعه لا بأس ، جونقكوك دعه يذهب !
توقف كوك وهو ينظر لجين متعجباً
كوك : ولكن .. بطاقاتك وأوراقك ؟ الا تريدها ؟
جين : لا يوجد شي في محفظتي سوى بعض النقود وبطاقات عمل ، اوراقي الرسمية في جيبي .. انه فتى صغير دعه يذهب
انا سأغادر الان لمكتبي اراك في الغد .. ولكن لا تتهور مرة اخرى سأفضحك !

ركب كلاً منهما سيارته وانطلقا في طريقهما وفي السيارة الحمراء الفارهه رنّ هاتف جونقكوك.
كوك : نعم ايمي ... اه كل شيّ مر بسلام .... لا بأس .... مرة اخرى ذكريني عشر مرات بمواعيدي المهمة مرة واحدة لا تكفي !! حسناً ..... نعم العقد معي هنا
قالها وهو يتلفّت حوله
كوك : اللعنة نسيت العقد في الكافيه !!  وداعاً

اغلق هاتفه وعاد أدراجة نحو المقهى بسرعة ليحضر العقد وحينما خرج من هناك لمح الفتى ذاته يتلصص خلف الأشجار بجانب المقهى
مشى نحو سيارته بهدوء واخرج محفظته ليراها الفتى بوضوح وفعلاً جاء الفتى مُسرعاً نحوه وحينما إصطدم به  ، أمسكه ولوى ذراعه بقوة
كوك : إسرقني مره سأتركك .. مرتين لن أفعل
الفتى : آآه
كوك : ما أسمك ؟ مع من تعمل ؟ اخبرني والا لن أُفلتك !
كان الفتى يتألم ويحاول فك يده بصمت ولكن كوك جذب يده للأمام بقوة ومن شدة ضعف الفتى وقع على الارض وسقطت القبعة وانسدل شعراً بنياً داكناً طويلاً على وجهها ، ذُهل كوك وهو ينظر لها :
- فتاه !!
رفعت رأسها ونظرت الى عينه مباشرة بعينان دامعه ونظرة حادة هجوميّه لثوان ..
كانت بشرتها شاحبة و ملامحها بالرغم من جمالها إلا أن قساوة الحياة تركت بصمةً فيها.
نهضت ممسكةً يدها وعيناه لازالت مُعلقه على دمعةٍ تدحرجت من عينها على خدها المُتسخ ..
وفرت هاربة وسط ذهول كوك الذي لم يستطع الحركة ولا استيعاب الموقف كُله ،
واختفت وسط الزحام ..
ومعها محفظته !
ومن خلفها تطايرت أوراق العقد  .. ونبضات القلب ..

.

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن