حملق جونقكوك في وجه جده الغاضب بتردد قبل أن يسأل:
- ماذا بك يا جدّي؟
أجاب الجد بهدوء وهو يدير الكرسي ليحجب الغضب الذي يعتبي وجهه:
- وهل مازلت تعتبرني جدك ؟
- ماذا !
- هل ذهبت لزيارة والدتك ؟
رفع جونقكوك حاجبيه في ذهول وتلعثم في الرد:
- آه .. ماذا .. الأمر ليس هكذا
وقف الجد والتفت نحوه وصرخ قائلاً:
- ألم أحذرك من هذا ؟
قطب جونقكوك حاجبيه قبل أن يجيب بعصبيه:
- ألا استحق أن أفهم لماذا لا يجب علي ذلك؟ أنا لم أعد طفلاً !
نظر الجد مباشرة نحو عيناه وأردف:
- ولأنك لست طفلاً .. يجب أن تعي مدى خطورة الأمر الذي فعلته!
تدخرجت دمعه من عينه وهو يقول ثائراً:
- حسناً يجب أن نتحدث عن الأمر الأن .. من حقي أن أزور والدتي واعرف أخبارها لقد حُرمت من الأمر بما فيه الكفايه
- جونقكوك !!!!!!
- نعم سأقولها صراحة .. عشت في كنفك عمري كله ولم أخالفك الرأي تخليت عن أحلامي وطموحاتي وحياتي من أجلك .. حرمتني من أمي وأنا في أمس الحاجه لها .. تظاهرت بأنني بخير وسعيد لأجلك
ولكن لا استطيع إكمال تلك المسرحية
اشتد غضب الجد وانفعل قائلاً:
- ستعيش في هذه المسرحية حتى تموت ! وتلك الصعلوكة التي عرفتك والدتك عليها اعدك أنها لن تتنفس بعد اليوم اذا لم تعد الى صوابك !
ضحك جونقوك بسخرية:
- إذن ستقتلها كما فعلت مع خالي ؟
صفعه الجد على خده وصرخ قائلاً:
- اخرج من أمامي فوراً
- سأخرج من أمامك ومن حياتك .. فلتعش أنت مسرحيتك كيفما تشاءاندفع فوراً من مكتب جده نحو المطبخ وفتح الباب بقوه .. بهت الطهاه من منظره وعيناه محمرتان وهو يتفحص الارجاء حتى رأى نانا أمام الفرن .. إنطلق نحوها وامسك معصمها بقوه وجذبها وهويخرج من المكان ومن القصر بأكمله:
- جونقكوك ماذا بك ؟ آه معصمي !
لم ينطق بكلمة فتح باب السيارة فركبت معه وهي مذهوله وانطلقا خارج القصر يشقون الطرقات بصمت.
قالت وهي تنظر لقبضته المتشنجة على المقود:
- مالذي حدث ؟
أجابها بعصبية:
- لا تعودي للقصر الآن .. سأبحث لك عن بيت اخر تمكثي فيه
- ماذا ؟
- منزلك لم يعد آمن !
وضعت يدها على كفه وقالت بتوسل:
- جونقكوك ارجوك اوقف السيارة .. واخبرني مالذي حدث!
توقف جانباً وتنفس بعمق ثم وضع رأسه على المقود وقال:
- لقد عرف جدي عن علاقتنا .. وتركت له القصر ولن أعود!
- ماذا !!!! هل جننت !
بدأت الدموع تنهمر من عيناه وهو يهمس:
- الموضوع ليس هذا فحسب .. لا استطيع تصديق الذي فعله جدي!
قالت وهي تمسح على رأسه بلطف:
- أرجوك أهدأ الان .. سنتحدث لاحقاً .. كل شئ سيكون على مايرام🎬
بعد أن انهيا الطعام في صمت نظرت سوهي نحو ڤي الذي كان يبدو شارد الذهن وقالت:
- هل تسمح أن أسألك بماذا تفكر ؟
ابتسم ونظر نحوها ثم أردف:
- أفكر في مملكة النمل خاصتك أين تخفينها ؟
القت بالمنشقه على وجهه وهي تقوم وتمتم:
- يالك من وغد لا تستحق السؤال
- بالفعل أنا وغد ..!
التفت نحوه بذهول فهي لم تتوقع رداً كهذا
- ولا أستحق أن تشغلي بالك بأمري ! شكراً على الطعام
قالها وهو يقوم من مقعده ويهم بالخروج ، أمسكت سوهي بيده فنظر بتعجب الى يدها الممسكة به للحضات ثم أردفت:
- لست بخير ! أليس كذلك ؟
امسك بيدها وقال:
- سأكون بخير ..
سحبت يدها بتوتر واردفت:
- لا تقل عن نفسك هكذا.. أنت لست سيئاً إلى هذا الحد
ضحك وهو يعبث بشعرها القصير:
- من وغد متعجرف منحرف إلى ليس سئ .. هذا تقدم ! حسناً لا تنسي اعترافك هذا .. ابقيني في ذاكرتك بالفتى الذي ليس سيئاً
ابتسمت لتعليقه وودعها خارجاً من المنزل واثناء خروجه شاهد والدة جونقكوك تسقي النباتات أمام متجرها فأقترب نحوها والقى التحية فأجابت مبتسمه:
- مرحباً بك .. تفضل سأسقيك عصيراً بما أنك ضيف نانا وسوهي
- شكراً لك
جلس على إحدى الطاولات داخل المحل يقلب بصره في المكان حتى جاءت إليه تحمل العصير
- تفضل يا بُني
- أين إبنك لا آراه في المتجر اليوم ؟
- لقد خرج لشراء بعض الحاجيات .. هل تحتاجه في شئ ؟
تردد ڤي قليلاً ثم قال:
- في الحقيقة من الأفضل أنه ليس موجوداً .. أريد أن أتحدث معك عن جونقكوك!
شخصت عيناها وقالت فزعه:
- هل حدث له شئ ؟
أمسك بيدها وأردف:
- لا تقلقي لم يحدث له شي .. إنه بخير .. ولكن ألا ترغبي برؤيته ؟
تدحرجت دمعه من عيناها تبعها الثانيه والثالثة حتى انهارت باكية أمام ڤي الذي وقف من مقعده وثنى ركبتيه امام مقعدها وقال وهو يشد يدها:
- أنا أسف .. أنا متأكد أنك مشتاقه له مثلما هو مشتاق لك !
رفعت رأسها وقالت وهي تدافع العبرات:
- هل تعرف جونقكوك ؟
إبتسم بحنيه وأجابها:
- أنا أسكن معه في القصر .. وأعرف جيداً كيف حياته بدون وجودك فيها!
وضعت كفها على خده وهمست:
- أنا سعيده لوجود صديق جيد لإبني في ذلك القصر البارد !
أطرق ڤي رأسه وتمتم:
- لست جيداً .. في الحقيقة لقد فعلت الكثير من الاشياء السيئة للجميع .. ولكن عندما رأيتك إعتصر قلبي ندماً !
- هذا لأنك فتى جيد من الداخل .. الجميع يفعل الأخطاء يابني ولكن لا يندم عليها الا الجيدون !
رفع رأسه لينظر إليها وعيناه أمتلئت بالدموع:
- أنا أسف .. سامحيني ! سأخبرك بكل شئ🎬
- وهل تصدق فعلاً أنه قتل شقيق والدتك ؟
تنفس جونقكوك بعمق والتفت نحوها قائلاً:
- لم أعد أصدق شيئاً الآن! أشعر وكأنني فقدت إيماني بكل شئ وأي أحد
شدت على كفه الممسكه بها وقالت بهدوء:
- أنت منفعل الآن .. اهدأ لفتره ثم عد للقصر وتحدث مع جدك
- أرجوك إقبلي الذهاب معي إلى حيث لا يستطيع ايجادك !
ابتسمت ونظرت اليه مطولاً ثم قالت:
- أحب قلقك علي في خضم مثل هذه الظروف .. ولكن هل تصدق فعلاً بأنه سيؤذيني ؟
- لقد قال أنه .....
قاطعته قائلة:
- ما قاله كان في لحظة غضب لا أكثر .. كلٌ منا يهذي اثناء غضبه بأسوء الاقوال ولكن في الحقيقة لا نعني شيئاً منها.
اراح رأسة على كرسي السيارة وأغمض عيناه وهو يتمتم:
- أتمنى ذلك
أكملت حديثها:
- فلتأتي لمنزلي الليلة حتى ترتاح وتهدأ .. ثم عد للقصر لتتحدث مع جدك وتفهم الأمور .. هروبك لن يجدي نفعاً لك وله ولشقيقك أيضاً
نظر اليها مجدداً فأبتسمت واردفت:
- إلا إذا كان منزلي لا يناسب مقامك !
ابتسم بلطف وهو يعيد تشغيل السيارة:
- أي مكان بقربك .. سيكون جنّه
واصلوا السير نحو منزل نانا بصمت .. وكلاً منهما يحمل في رأسه العديد من الهموم والترقب للغد الذي لايبدو مبشراً بالخير
وحينما اقتربا من الحي اوقف جونقكوك السيارة وانطلقا للمنزل سيراً على الأقدام
وهناك كان جيمين واقفاً امام باب المحل وبمجرد أن وقعت عيناه عليهما اخذ نفساً عميقا واستدار ليدخل فنادته نانا:
- جيمين !
التفت كلاهما نحوها فسحبت يد جونقكوك واقتربت من المحل:
- مرحبا جيمين كيف حالك؟
سكت جيمين قليلاً وهو ينظر ليدها الممسكة بيد جونقكوك ثم اردف:
- بخير .. ماذا تريدين ؟
ترددت نانا قليلاً ثم اجابت:
- السيد جونقكوك سيبقى في منزلي الليلة
دهش جيمين من عبارتها لثوان ثم اردف بضحكة سخرية فقالت:
- لديه امور خاصة ولا يستطيع العودة لمنزله
- اوه حقاً ؟ الا يمتلك المال للإقامة في فندق ؟
قالها وهو ينقل بصره نحو جونقكوك ويقول:
- هل تحتاج إلى المال ؟
تفاجئت نانا من رد جيمين واسلوبه وحملقت فيه قبل أن يلتفت نحوها جونقكوك ويقول بغضب يخالطه دهشه:
- ولم عليك الاستئذان منه !!!
نظر جيمين بصمت نحو نانا ينتظر اجابتها ولكنها اكتفت بالنظر الى عيناه دون ان تقول شيئاً ..
هي بالفعل لا تعلم لماذا أخبرته !!
هل كانت تنتظر مباركته لإدخال رجل غريب الى منزلها ؟
أم كانت تبحث عن وسيلة لاخباره عن علاقتهما بدون مواجهه!قاطع صمتهم جونقكوك وهو يشد يد نانا:
- نانا مالذي يحدث ؟
ابتسم جيمين ابتسامه باهته واستدار ليدخل المحل بصمت
تاركاً خلفه حب الطفوله وحلم الصبا
الذي تأكد الان أنه من طرف واحد
ولن يكتمل
ابداً🌸
أنت تقرأ
عيناكِ تأسُرني ..
ФанфикCover Picture by : dlazaru قصة رومانسية قصيرة تدور أحداثها حول شاب ثري ذكي ومغرور إعتاد أن يمتلك كل شئ يريده " جونقكوك " التقى صُدفه بفتاة غامضة في ظروف غريبة ومن نظرة واحده بدأ فصل جديد من حياتهِ المُترفه التي كان يعتقد أنه أكمل جميع فصولها ! أع...