المشهد الخامس: حُزنكِ يُشبِهُني..

504 41 21
                                    

في سيارة الأجرة كانت نانا تهزّ قدمها وتفرقع أصابعها من فرط التوتر فقالت لها سوهي التي كانت تراقبها:
- لمَ أنت متوترة؟ ولمَ لم تخبري جيمين!؟ أليس من الأفضل أن يكون معكِ الأن!
نانا: وهل تعتقدين أني سعيدة لإبقائي هذا الأمر سراً عنه! ولكن أنت تعلمين ما رأيه بعملي في المنازل. لقد حمّلتهُ ووالدته عبئي لسنين طِوال. لقد حان الوقت أن أخفف عن كاهله حِملي وحمل ميني.
سوهي: ولكن، لو حاولتي إقناعه...
نانا: فيما بعد ليس الآن.
توقف السائق أمام بوابة كبيرة والتفت نحوهما:
- هذا هو العنوان سيدتي.
نزلتا من السيارة وهما يرفعان رأسيهما ليتأملا نهايه الباب العملاق وقالت سوهي:
- هل أنتِ متأكدة من العنوان؟
نانا وهي تقرع الجرس: اعتقد ذلك.
فتح الحارس البوابة وأردف: من تُريدان؟
- أنا نانا، لدّي موعد مع السيد جونقكوك.
الحارس: حسناً. تفضلا من هنا

رأهما جونقكوك الذي كان يراقب النافذة منذُ فترة. فإلتقط هاتفه واتصل بمدبرة المنزل:
- السيدة تشوي. لقد وصلت الآنسة التي حدثتك عنها. استقبليها وافعلي ما أمرتكِ به.

دخلت الفتاتان الى المنزل وإستقبلتهما مديرة الخدم قائلة:
- مرحباً بكما، من هي السيدة نانا منكن؟
تحدثت نانا: أنا نانا، سُررت بمقابلتك.
- حسناً اتبعاني.

أخذتا تسيران خلف المدبرة عبر ممرات القصر إلى أن وصلتا لغرفة ما وفتحت الباب أمامها ليدخلا وبدأ قلب نانا ينبض بقوه وهي تميل برأسها قليلاً للأمام لترى ما إذا كان بالداخل؟
ولكن لم يكن هناك أحد سواهما والمدبرة. هدأ قلبها وجلست على الكرسي وهي تشعر بشيئٍ من الخيبة.
تقدمت المدبرة وجلست أمامها وهي تقول:
- هل تجيدين الطبخ؟
- نعم وبالتحديد الأطباق الكوريّة.
- ممتاز، نحن بحاجه لمساعدة في المطبخ. ولقد أوصاني سيدي الصغير بك. بإمكانك توقيع العقد والبدء من الغد إذا أردتي. تفضلي.
التقطت نانا العقد من السيدة تشوي وأخذت تقرأه إلى أن وصلت للمرتب الشهري فرفعت رأسها مذهولة وهي تنقل بصرها بين سوهي والسيدة تشوي: هذا كثير جداً.
ابتسمت المدبرة وهي تقول: هذا هو مرتب العاملين لدينا.
وقعت نانا العقد، وقامت خلف السيدة تشوي التي توجهت نحو الباب وهي تقول: تعالي خلفي سأريك المطبخ، وأُعرفك على الطهاه، اتبعيني.

في هذه الأثناء أخذت سوهي تتمشى في بهو القصر الواسع. سقفه المرتفع ذو القبة الضخمة، نقوشات الحائط، اللوحات، والأبواب الكثيرة التي لانهايه لها. وهناك في طرف البهو رأت باباً مفتوحاً، توجهت نحوه ودخلت وهي تدير بصرها في المكان:
- يبدو أنه لا أحد هنا.
جاءها صوت من خلفها:
- هل تبحثين عن شئ ما؟
انتفضت فزعه وهي تلتفت للخلف فإصطدمت بكوب الشاي الذي كان يحمله ڤي وانسكب قليلاً منه على يدها:
- آآي.
رفعت رأسها نحوه فرأت شعره المبلول ورداء الحمام الشبة مفتوح الذي كان يرتديه فأطرقت رأسها بإرتباك وقالت وهي تهمّ بالمغادرة:
- آسفة ظننت انها غرفة فارغة.
أمسك بيدها وهو يقول: إلى أين ستذهبين! يدك مصابه.
سوهي: لا بأس أنا بخير.
جرها نحو الكرسي لتجلس و أحضر ثلجاً من على الطاولة وأخذ يُمرره على يدها وهي مطأطأة رأسها فقال:
- هل تفتشين عن النمل؟
رفعت رأسها نحوه في إستغراب فأتبع:
- منذُ أن دخلتِ وأنتي تنظرين للأسفل!
ضحكت قليلاً ثم نظرت الى ملابسه فقال وهو يشير الى رداء الحمام:
- اها. بسبب هذا؟ حسناً.
قام بخلعه فقفزت سوهي مندهشه: ماذا تفعل؟
- أغير ملابسي كي تشعري بالراحة!
انطلقت سوهي الى خارج الغرفة مسرعة. فأخرج رأسه من الباب خلفها وقال وهو يضحك:
- تعالي لقد كُنت أمزح فقط!

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن