المشهد الرابع: لا تُمسكِ بيديه أمامي..

496 41 12
                                    


يمشي في غرفته ذهاباً وأيابا، فكرهُ مشغول، بالرغم من أن السائق أخبره بالإجابة التي كان ينتظرها،
"إنها تسكن لوحدها يا سيدي. ذلك الرجل صديق لها في الحيّ"
إلا أنه لم يرتح وظل يفكر مالعذر الذي يختلقه ليذهب ويراها مرّةً أخرى!
كان يتمتم بينه وبين نفسه:
- فعلتُ خيراً وأعطيتها المال بدافع الشفقه. لماذا لا أزال قلقاً؟! لماذا لازلت أفكر بأمرها؟! لما لا تخرج من رأسي!!
القى بنفسه على السرير وأغمض عيناه طلباً للراحة ولكن ماهي الا ثوانٍ حتى أمسك هاتفه واتصل بجين:
- مرحباً .. أين أنت؟ جيد جيد، هل أنت متفرغ؟ تعال لمنزلي فوراً أريد أن نذهب لمكان ما!

ركب معه السيارة وأنطلاقا سوياً للحي القديم ذاته.
جين: لماذا تريد أن تراها؟ مالذي تنوي فعله؟
كوك: أنا نفسي لا أعلم. الأمر يؤرقني! لا تريد أن تخرج من فكري. أريد أن أُقابلها كي أجتث هذا الفصل من ذاكرتي للأبد.
ترجلا من السيارة وانطلقا نحو المنزل وهناك وقف أمام الباب لدقائق يفرك يديه بتوتر.
جين: ألن تطرق الباب؟
كوك: إنتظر قليلاً أنا....
قاطع كلامه الباب وهو يفتح، تسمرت عيناه في الباب ومن خلفه كانت نانا تنظر للخلف حيث يلعب ميني وتودعه قائله:
- نونا ستذهب للعمل وتعود بالمساء، بعد قليل ستأتي خالتك سوهي لتلعب معك قليلاً حتى أعود.
لفت رأسها لتخرج وما أن وقعت عيناها عليه حتى تحولت أبتسامتها الرقيقة التي استطاع جونقكوك أن يلمحها قبل أن تتحول إلى وجوم تام.
كانت ترتدي سترةً سوداء بإكمام طويله تغطي أصابعها. وشعرها منسدل على كتفيها.
ملابسها الصبيانيّة وملامحها الجادّة لم تخفي نعومة مظهرها هذه المرّه. ربما بسبب شعرها أو قربه منها فهو يراها بوضوح الآن، قاطعت أفكاره.
- مالذي تريده؟
كوك: أنا .. أنا .. مر مرحباً.
أغلقت نانا الباب واندفعت تمشي من أمامه فلحق بها وهو يهتف:
كوك: انتظري انتظري.
نانا: أنا أسفه حقاً.. مالذي تريده مني؟ هل تريد مالك؟ هل ستتركني إن أعدته لك؟
كوك: أنا أسف. وأشار بيده على مكان أصابتها السابقة.
حملقت نانا في وجهه متعجبه فهي لم تتوقع منه الإعتذار! ثم اتبعت:
- لا تعتذر لقد اخطئت واستحق ماجرى لي.
قالتها وواصلت المسير فأمسك بيدها وهو يقول:
- أرجوك قفي واسمعيني.
نظرت ليده الممسكة بها بتعجب فأطلقها فوراً وقال بصوت متلعثم:
- إلى أين أنتِ ذاهبه؟
نانا: إلى عملي.
كوك: أين تعملين؟
نانا: مالذي تريده مني؟ أرجوك دعني وشأني!
كوك: إن كنتي تسرقين فهذا يعني أن عملك لا يكفي إحتياجك! أنا أعلم أنكِ فتاة جيدة لذلك أُريد مساعدتك.
حملقت فيه نانا قليلاً ثم قطبت حاجبيها وقالت:
- السائق بالأمس هل كان أنت من بعثه إلي؟
كوك: أجيبي على سؤالي أولاً! أين وماذا تعملين؟
نانا أخذت تقلب بصرها بين كوك وجين الواقف بصمت بجانبه:
- في منزل سيده عجوز تملك متجراً لبيع الكيمتشي. أساعدها في المطبخ والبيت.
كوك: وكم أجرك؟
نانا بدأت تشعر بعدم الإرتياح من الاسئلة التي حاصرتها فخطت إلى الخلف قليلاً وعندها جاء جيمين مسرعاً من محل الحلوى المقابل حينما شعر بإرتباكها وهو يراقبها.
جيمين: مرحباً سيدي كيف نستطيع مساعدتك؟
رمقه كوك بنظره حاده ثم أتبع: شكراً أنا أريد التحدث مع الأنسة وحدنا.
نظر جيمين نحو جين ثم عاد ليخاطب كوك:
- لا أرى أنك وحدك سيدي. هل تريد شيئاً؟
تنهد جونقكوك فهو في داخله يتمنى صفع هذا المتملق على وجهه ولكنه حاول أن يحافظ على رباطة جأشه واتبع:
- أريد أن أعرض عليها عملاً براتب مجزي.
جيمين: شكراً لك هي لديها عمل ولا تحتاج المساعدة!
كوك وهو يصرّ على اسنانه: ومادخلك أنت؟ الموضوع لا يخصك! أنا أتحدث معها وهي تحتاج المال.
أمسك جيمين بيد نانا وجرها نحوه فتعلقت هي الأخرى في ساعده وقال بصوت حاد: شكراً لا نحتاج مالك. نانا بخير معي! فكما ترى إنها تخصني!

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن