المشهد الثالث: هل تعيش مع هذا الشاب؟

516 38 9
                                    

كانت تقترب أكثر فأكثر
وجونقكوك يتأملها من خلف الجدار وقدماه ترغب في الاندفاع نحوها ومساعدتها ولكنه ظل واقفاً.
وماهي إلا لحظات حتى انطلق نحوها شاباً كان ينتظرأمام محل حلوى على ناصية الطريق، اقترب منها مسرعاً
جيمين : نانا كيف حالك؟ مالذي حدث!
نانا بوجهٍ شاحب: أين كنتم؟ لقد اتصلت بالمحل مراتٍ عديدة ولم يجبني أحد!
جيمين : آسف حقاً ولكن كما تعلمين اليوم ذكرى وفاة والدي .. اغلقنا المحل منذُ الصباح وذهبنا أنا وأمي للصلاة. كيف حال ميني الآن؟ دعيني احمله للمنزل..
وبمجرد أن حملهُ عنها خارت قوى ساقيها وجلست في وسط الطريق دافنة رأسها بين ركبتيها تبكي بصوت مسموع
اقترب منها جيمين وجلس بجانبها وهو يربت على كتفها:
- مالذي حدث؟ هل قال لك الدكتور شيئاً؟
رفعت رأسها ونظرت نحوه بعين دامعه
نانا: لم أعد أعرف ماذا أفعل! حالته تزداد سوءً يوماً بعد يوم! ليس بيدي شئ أستطيع فعله.. جسدة الصغير لم يعد يحتمل..
قال جيمين وهو يعانقها : لا تقلقي كل شئ سيكون بخير.
نانا وهي تدفن وجهها في صدره وتتكلم بصوت يخالطه البكاء: تكاليف العملية لايزال ينقصها الكثير! لا أعتقد أنه سيصمد أكثر. جيمين ماذا سأفعل؟!
جيمين: لا تقلقي .. هيا لتدخلي المنزل، ارتاحي قليلاً لابد أنك متعبة بعد الذي حصل.
قام ومد يده نحوها وساعدها على النهوض اتكأت على كتفه ودخلا المنزل.

استمر جونقكوك واقفاً للحظات، ألمه بكاءها، شيئاً ما بقي في صدره
عاد ادراجة نحو المنزل وفكرهُ لازال مشغولاً بتلك اليد التي عانقتها وربتت على كتفها وسندتها ..!

📽

إِجتمع الجد بحفيديهِ مرةً أُخرى وبدأ حديثه وهو ينظر لڤي :
- أسمعني جيداً .. أنا لن أنكر صلتك بعائلتنا فأنت حفيدي رغم كل شئ. ولكن لا أستطيع الأعتراف بك أمام الجميع. ولا إبقاءك في كوريا.
قاطعه ڤي: مالذي تقصده ؟
الجد : أقصد بأنني سأتكفل بك وأُعطيك المال دون أن يعرف أحد أنك حفيدي! سأجعلك تغادر وأنت مرتاح.
نهض ڤي مُستاءً وهو يقول بلهجة كورية ركيكة : أنا لم أتي إلى هنا من أجل المال! هدفي هو التقرب من عائلتي فقط .. إن لم ترغب بهذا، فلا داعي لبقائي هنا.
قالها وهو يستعد للخروج قبل أن يُمسك جونقكوك بيده ويلتفت نحو جده قائلاً:
كوك: جدّي هذا ليس عدلاً! دعنا نتعرف عليه أكثر قبل أن نصدر أحكاماً عشوائية.
الجد: هذا أمرٌ كبير يافتى! لا نستطيع الإفصاح عنه بين ليلةٍ وضحاها!!
كوك: بالتأكيد سنبقي الأمر سراً في الوقت الحالي ولكن لنجعله يعيش معنا هنا في المنزل لنعرفه ويعرفنا. بعد ذلك نتخذ القرار العادل تجاه الموضوع.
لايهم المال ولا المساهمين ولا الشركاء..
العائلة تأتي أولاً أليس كذلك يا جدي!
الجد وهو ينظر لڤي: اعتذر منك يا بُني! لم اكن اقصد ذلك ولكن أنت تعرف أن الوضع مُختلفاً هنا في كوريا.
ڤي مُبتسماً: بالتأكيد! أنا سأكون سعيد إن سمحت لي بالبقاء هنا والتعرف عليك وعلى أخي، لا أُريد شيئاً أخر.
كوك: حسناً، فلترتب أمورك ولتأتي غداً إلى منزلنا لتقيم معنا.
انصرف الحفيدان بعد أن ودّعا جدّهما وصعد جونقكوك درجات السلم إلى غرفته وهناك ظل يرقب هاتفه..
ربما تتصل مرّه أخرى!
هل اتصل أنا؟
مالذي سأقوله لها إذا اتصلت بها.. هل تعيش مع ذلك الشاب؟
مالذي أفكر به !!

بعد تردد التقط هاتفه واتصل بسائق جدّه الخاص
كوك: أهلا ياعم.
السائق: نعم سيدي بماذا تأمرني؟
كوك: سأعطيك أمانه أريدك أن توصلها لمنزل ما.. دون أن يعلم أحد.
السائق: كما تأمر يا سيدي.
كوك: جهز السيّارة إذن.
السائق: من الأفضل أن أذهب بدونها إذا كُنت ترغب أن لا يعلم أحداً بالأمر سيدي.
كوك: صحيح! شكراً لك. أنا قادم إليك.

نزل جونقكوك على عجل ومد للسائق مظروفاً فيه مال.
كوك: خذ من هذا واشتري به بعض الحاجيات وسلّم صاحبة المنزل السيّدة نانا باقي المبلغ مع المشتريات، ولا تخبرها عن المصدر.
السائق: أمرك سيدي.
كوك: واشتري لُعباً أيضاً .. أعتمد عليك! لا تنسى.. لا أُريد أن يعرف أحداً بالأمر. وأُريدكَ أن ..
تردد قليلاً ثم أتبع :
- أريدك أن تخبرني إن كانت السيّدة تسكن مع رجلاً أم لوحدها مع الطفل!
السائق: حاضر سيدي.
- شكراً لك. هذا هو العنوان.
غادر السائق المنزل وعاد جونقكوك إلى الداخل وهناك في طرف حديقة المنزل كان ڤي واقفاً يستمع لهما من بعيد.

📽

وصل السائق إلى المنزل وطرق الباب ففتح له جيمين:
- مرحباً.
السائق : هل هذا منزل السيّدة نانا؟
جيمين: نعم،  من أنت ؟
السائق: أرغب في مقابلتها من فضلك. الأمر ضروري.
جيمين: ولكن .. من أنت؟
جاءت نانا من الداخل ووقفت بجانب جيمين ونظرت للسائق:
- أنا نانا، مالذي تريده مني ؟
السائق: هل يعيش هذا الشاب هنا ؟
نانا : لا .. أنه صديق يزورني...
قاطعها جيمين واتبع بحدّه : عفواً ومادخلك إن كنت أسكن هنا أم لا!
السائق : عذراً أردتُ أن أتأكد من العنوان فقط، تفضلي سيدتي.
مد المظروف لها وفتحته لترى مبلغاً من المال رفعت عيناها في ذهول.
نانا: ماهذا ؟
السائق: هذا لك من شخص يُريد لك الخير وهذه الحاجيات أيضاً، أسمحي لي أن أحملها للداخل.
جيمين: أنتظر من الذي أرسلك؟ نحن لا نستطيع قبول ذلك هكذا فقط!
السائق: عذراً، أنا مجرد حامل للأمانه. واعتقد أن سيدي لا يُريد منكم شيئاً بالمقابل.
همّ السائق بإدخال الحاجيّات بمساعدة جيمين ، ونانا تراقب الطريق وخلف الجدار رأت ظلاً يهمُّ بالمغادرة.
ركضت نحو الظل ولكنها لم تستطيع اللحاق به فقط رأت ظهره مغادراً المكان وطرف شعره الأشقر والسيجارة التي في يده.

تمتمت في نفسها، هل هو من أرسل لي هذا؟
وهناك في أسفل الطريق ركب ڤي سيارته وانطلق مغادراً هذا الحي الشعبي القديم.

.

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن