المشهد الثاني : من أنتِ ؟

572 42 16
                                    

فتاه ؟!!
قالها جين وهو متعجب وأتبع :
- كانت فتاه !!
كوك : نعم .. منذُ يومان وأنا أفكر في الذي حصل لم أستطع النوم
رد جين متعجباً :
- صحيح أننا لم نكن نتوقع هذا ، ولكن لما بالك مشغول إلى هذا الحد؟
كوك : هاه .. أور أوراقي وهويتي في محفظتي
جين : لا بأس دعنا نذهب للشرطة ونبلغ عن المفقودات وتستخرج الإثباتات الجديدة .. لا تقلق كثيراً
إحتد صوت جونقكوك وهو يقول : قلت لك سأجدها .. حتى لو بحثت في كل أحياء سيوول القديمة سأجدها.
جين : لمَ أنت منفعل هكذا !!
كوك : لست منفعلاً .. ولكن .. ولكن هناك اوراق أخرى معها.
جين : ماهي تلك الأوراق ؟ حتماً سنجد حلاً!
كوك : تريد أن تُساعدني .. لنبحث عن تلك السارقة.
جين : أي جنونٍ هذا ؟ هل تريد أن تبحث عن إبرة في كومةِ قش ؟!
عقد جونقكوك حاجبية وأسند رأسه بين يديه وقال :
- انا متعب قليلاً .. دعني ارتاح.
قاطعهما صوت رنين هاتف المكتب ، رفع كوك رأسة بتثاقل وأجاب :
- نعم .. أهلاً جدي ... ماذا ؟ الآن ؟ مالذي حدث ماهو الأمر المستعجل؟ حسناً حسناً أنا قادم الآن
أغلق السماعة وهو ينظر لجين :
- أنه جدي .. يريدني في المنزل لأمر طارئ ! صوته لا يبدو جيداً.
جين : هل تريدني أن أوصلك في طريقي ؟ إنك تبدو مرهقاً.
كوك : لا شكراً لك .. سائق جدي ينتظرني بالخارج ، سأترك سيارتي هنا
وداعاً.

أسرع جونقكوك للمنزل وحينما دخل لمكتبة الجد رأى شاباً غريباً الهيئة يجلس مع جده ويشرب العصير بإرتياح .. تقدم بهدوء والقى التحية على الجميع ..

الجد : إجلس يابُني أريد أن أخبرك بموضوع مهم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الجد : إجلس يابُني أريد أن أخبرك بموضوع مهم .. لقد تواصل معي هذا الشاب منذُ فترة مُدعياً بأنة حفيدي الأخر،
وطلبت من مكتب المحامين الخاص بالعائلة التحقق من أوراق الثبوتيه التي جاء بها هذا الشاب وتأكدنا من صحتها.
كوك : حفيدك ؟ لم أفهم ! كيف ؟
تحدث الشاب قائلاً :
- مرحباً أنا ڤي .. وأعتقد أنني أخوك الأكبر.
كوك : ماذا ؟ أخي الأكبر ؟ ، ونقل بصرة نحو جده ونحو الشاب مرةً أُخرى كأنه يبحث في وجوههما عن تفسير لما يقولانه !
الجد : حسناً .. يبدو أن والدك حينما كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية قد تعرف على والدة ڤي هناك وحملت بأخيك قبل عودة والدك بفترة بسيطة ولم تخبره بشئ.
كوك : الحفيد الغير شرعي ؟
الجد : نعم هذا مايبدو عليه الأمر .. أستقر والدك هنا وبعد ثلاث سنوات جئت أنت.
ڤي : أنا آسف لإزعاجكم بهذا الأمر ولكن حينما عرفت عن والدي وعن عائلته في كوريا .. كنت أتوق لمعرفة حقيقة نسبي ومن يكون والدي لذلك تواصلت مع الجد .. أنا آسف مرةً أُخرى.
كوك مبتسماً : لا تعتذر .. من الجيد أنك أتيت .. سررت بمعرفتك.
الجد : أما أنا فلا ! يكفي زواجه الذي جلب العار لبيتي والأن إبن غير شرعي من أم غربيّه!
كوك : جدي مالذي تقوله .. يكفي أنه يشاركني الأب ! لطالما حلمت بعائلة وأشقاء. بما أنك تأكدت من الأوراق أذن يجب أن ترحب به.
الجد : اتركاني وحدي الان .. ڤي سأبحث في الأمر بشكل أكثر تفصيلاً وأتصل بك.

خرج الأثنان وأمام الباب ودع كوك أخيه مبتسماً وقال :
- لا تقلق .. جدّي حاد الطباع وقديم الطراز قليلاً ، ولكنه حتماً سيكون سعيداً بوجود حفيد أخر مع مرور الوقت.
ڤي : سررت بمعرفتك .. لقد كنت خائفاً من إقدامي على خطوة كهذه ولكن ترحيبك أسعدني ، شكراً لك.

📽

بعد مرور أسبوعين رنّ هاتف جونقكوك الذي كان يغط في نوم عميق .. فتح عينه ومد يده للهاتف ليجيب بصوت خافت وعقل نصف مستيقظ :
- جونقكوك يتحدث .. من المتصل ؟
جاءه عبر الهاتف صوت مرتجف متعثر بالعبرات :
- أرجوك ساعدني .. أرجوك لا أعرف ماذا أفعل!
كوك : من أنتِ ؟
- أنا .. أنا الفتاة التي سرقت محفظتك.. أرجوك ساعدني
نهض كوك من سريره فزعاً .. واستيقظ عقله تماماً في أقل من ثانية
كوك : السارقة !!!!
- أرجوك ساعد أخي أرج.....
كوك : كيف تجرأين على الإتصال بي ؟ أيتها السارقة ! أنتِ حقاً شيئاً أخر!! بدون حتى اعتذا....
توقف حينما سمع صوت نحيبها يعلو واتبع :
- الوو ! ماذا بك ؟
أقفلت الخط بسرعة .. بقي جونقكوك يحدّق في الهاتف قليلاً ثم عاود الإتصال بنفس الرقم ولكن لم يجيبه أحد.
أجرى إتصالاً أخر وبادر قائلاً :
- اهلا سيد جون .. أريد منك خدمة ، لقد جاءني اتصال من هاتف أرضي أريدك أن تعثر على مكان الاتصال ، هل تستطيع ؟ حسناً .. بأسرع وقت من فضلك .. شكراً.

أغلق هاتفه وهو يتمتم:
- يالي من أحمق ! بادرتها بالهجوم قبل أن أعرف كيف أصل لها. لما كانت تبكي ؟! هل قالت أخي؟ إنها لم تعتذر!

بعد ثلاث ساعات من الإنتظار أمام الهاتف حصل جونقكوك على العنوان من السيد جون وانطلق بسيارته نحو الموقع مباشرة..
شيئاً فشئ بدأت الشوارع تزداد ضيقاً والحارات تكتض بالمنازل الشعبية حتى وصل الى نقطة لم يعد يستطيع إكمال الطريق بسيارته،
فترجل منها وقطع الأزقه الضيقة مشياً على الأقدام حتى وصل الى منزلاً صغيراً في زاوية الممر، طرق الباب ولكن لم يجب أحداً على طرقه المتواصل وحينما همّ بالذهاب رأها من بعيد تمشي متجهةً نحو منزلها .. ودون أن يدرك وجد نفسه يختبئ خلف أحد الجدران
ويتأملها وهي تقترب...
يدها التي أمسك بها في ذلك اليوم ملفوفة بضماد كبير وكانت تحمل على كتفيها النحيلين طفلاً صغيراً يبلغ السابعة من العمر تقريباً، مطأطأةً رأسها تجر قدميها بتثاقل ...
وكلما أقترب صوت خطواتها التي تحك بصعوبه على الإسفلت
تسارعت نبضات قلبه ..،

.

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن