المشهد السادس: لقد إشتقتُ لإبتسامتكِ الحنون..

420 35 14
                                    


في مساء اليوم التالي جلس جونقكوك في حديقة المنزل وطلب من نانا تحضير قهوته،
وماهي الا دقائق حتى أتت تحمل القهوة وقالت وهي تضعها على المنضدة:
- تفضل سيد جونقكوك.
أردف قائلاً: طلبتُ رؤيتك لأني أريد أن أسألك عن حال شقيقك؟
إبتسمت نانا قائلة: إنه بخير الآن، لقد خرج للمنزل.
تأمل إبتسامتها بصمت لثوانٍ ثم أردف وهو يرتشف قهوته: جيد، لقد كنت قلقاً. هل يحتاج زيارة المشفى كثيراً مؤخراً ؟
نانا: نوعاً ما، الى أن نجري العملية يجب أن نكون حذرين من تدهور صحته.
كوك: أتمنى له الشفاء العاجل.
بقيت نانا واقفه ونظراتها تحمل فضولاً لم تستطع إخفاءه فقال جونقكوك:
- هل تريدين سؤالي عن ماقلته لك في المشفى؟
اعتذرت نانا: أنا آسفة سيدي لا أقصد التدخل، فقط لأن كلامك لامس شيئاً بداخلي فأردت أن أطمئن.
إبتسم جونقكوك وهو ينظر إليها: هل أنتِ قلقة علي؟
إرتبكت قليلاً فأجاب جونقكوك وهو ينظر لفنجان القهوة:
- بعد وفاة والدي وأنا في سنٍ صغير لم يكن مرحب بوالدتي هنا. فأُجبرت على الرحيل. لم أستطيع حمايتها أو حتى الإحتجاج على مايحدث.
ردت نانا على عجل: ألم تراها منذُ ذلكَ الحين؟
كوك: حاولت التواصل معها حينما كبُرت. ولكنها رفضت ذلك.
أردفت مندهشه: ولكنكَ كنتَ طفلاً كيف تلومك!!
رفع رأسه إليها ونظرة الحزن تفيض من عينيه: ربما شعرت والدتي بخيبة الأمل ذاتها التي أشعر بها تجاه نفسي. أو ربما تكون كرهت هذا المكان كثيراً فأرادت قطع كل مايصلها به!
قالها وهو ينهض من كرسيه واتبع: شكراً على القهوة.
وخرج من الحديقة مسرعاً، بدا وكأنه فرّ من أي تعليق قد يطيل الحديث عن هذا الموضوع.

ولكن لم يكن هذا الحديث الوحيد الذي دار بينهما. فقد توالت الأحاديث حتى باتت قهوة المساء في الحديقة والحديث العابر معها طقساً يومياً يشحن به طاقته.
وذات يوم كانت نانا تجلس على الكرسي بجانبه فقال:
- لم تخبريني عنكِ. ماهي طموحاتك للمستقبل؟
إبتسمت نانا بخيبه وقالت: وهل لأمثالي طموحات؟ جُلَّ ما أرجوه هو تحسن صحة أخي.
فقال: قلقك على شقيقك طبيعي، ولكن لابُد من وجود حلم بداخلك تطمحين لتحقيقه حتى وإن تجاهلتيه أو حاولتِ دفنه.
- ربما، وقد أكون أضعته مع زحام الأيام. هل عملك في الشركة هو طموحك؟
أردف كوك: إطلاقاً. لقد نَشئتُ مجبراً كوني الحفيد الوحيد على أن أعمل هناك. وفقط أستجبتُ بصمت للمستقبل الذي قادني له جدّي!
فقالت: إذن ماهو حلمك؟
أبتسم وهو يجيب: أن أصبح عازف بيانو.
- حقاً!!!!
نظر إليها وأبتسم وهو يقول: ألا يليق بي هذا؟
إبتسمت هي الأخرى وقالت:
- لا أقصد هذا، ولكن لم أتوقع أن لك إهتمام موسيقيّ!
أردف قائلاً: حينما كُنت في الثانوية ألفت مقطوعة موسيقية فازت بجائزة المنطقة.
قاطعته: إذا كنت قد وصلت لمستوى متقدم، لِمَ لم تواصل؟
- كما قلت لك، لم يكن لي الخيار، تخصصي الجامعي كان بناءً على رغبة جدّي، وحينما تخرجت كان شغفي الموسيقي قد إنطفأ. وأعتدتُ على العمل. ولكن لازال هذا الحُلم يُراودني في الخفاء.
وفي هذه الأثناء قاطعهما ڤي قائلاً: مالذي يدور بينكما أنتما الإثنان؟ ها؟
قامت نانا بسرعه من كُرسيّها: عذراً، سأذهب للعمل الأن.
وغادرت المكان. فجلس ڤي وهو يحدق في جونقوك المرتبك قليلاً:
- هل تجالس الخدم عادةً؟ أم هذه حالة إستثنائيه؟
- كُنت أسألها عن أحوال العمل.
فضحك ڤي وهو يقول: اها، لقد تركت التفكير في عقود وإستثمارات ومناقصات الشركة ليشغلك عمل الطهاه في مطبخ المنزل؟
قام جونقكوك وهو يهمّ بالمغادرة: شيئاً من هذا القبيل.
أمسك ڤي يده وهو يجبره على الجلوس وأردف ضاحكاً: لا أفهم لمَ تضع الحواجز بيني وبينك، هل تعتقد أني قديم الطراز مثل جدّي؟ حبيبتي السابقة كانت راقصة في ملهى. لن تصبح أسوء مني فقط كن صريحاً معي يارجل! هل تعجبك؟
- حقاً لا أعلم. فقط أستمتع بالحديث معها عن أمور الحياة. أشعر بأنها تخفف العبء عن قلبي قليلاً.
وأتبع ڤي: وهي جميلة أيضاً.
ضحك جونقكوك وهو يقول: ألن تكف عن هذا!
ڤي: أنا أقول فقط ماتحاول أنت تجاهله عمداً.. لم أراكَ تبتسم بصدق منذُ أن أتيت إلى هنا إلا حينما تكون معها.
- وهل كنت تراقبني!!!
- بالتأكيد، عليّ أن أتفحص عروس أخي.
- لا تُدخل جنونك في رأسي. أنا فقط وجدتُ الراحة في الحديث مع غريب لا أكثر.
رد ڤي وهو يقوم من مقعده:
- حسناً، سأحاول تصديقك. ألن تذهب للمكتب؟
قام جونقكوك وهو يقول: بلى، هل تريد أن نذهب سوياٌ.
- حسناً.

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن