المشهد الثامن: غرقتُ في شفتيكِ ولا أريدُ النجاة ..!

344 28 13
                                    

في زاوية المنزل الصغير ذو الارضية الخشبيه جلس ڤي مع نانا وسوهي يحتسون الشاي بهدوء وميني يلعب في الجوار بسيارته الانيقة الي احضرها له سائق الجد سابقا ، اتبع ڤي حديثه قائلاً:
- هل تعيشون جميعكم في هذا المنزل؟
أجابت نانا:
- أنا وميني فقط ، سوهي تسكن في الجوار وتساعد في الأهتمام بميني بعد عملها وحتى أعود.
أردف ڤي:
- ومن يراعي ميني في فترة عملكما صباحاً ؟
- الأجوما صاحبة محل الحلوى، إنها جارتنا منذُ الصغر واعتنت بي وبميني بعد وفاة والديّ إلى أن أعتمدت على نفسي.
بدا وجه ڤي وكأنه وجد مايبحث عنه واتبع:
- وهل لديها اولاد ؟
هزت نانا رأسها نفياً فقطب ڤي حاجبيه ثم أتبع:
- إذن من هو الفتى الذي يعمل معها في المحل ؟
قاطعتهما سوهي بحدّه:
- ألا تعتقد أنك تسأل كثيراً ؟ هل ستجد وظيفة لجيمين مثلا ! وإلا مالذي يخصك في حيّنا وجيراننا!
التفت ڤي نحوها بإبتسامة ثم قال وهو يرتشف الشاي:
- ألا تعتقدين أنني أتحدث مع نانا ولم أسأل عن شئ يخصك ؟
قالت على مضض:
- مايخص نانا يخصني !
فأردف:
- ومايخصكما .. يخصني أيضاً ، فقريباً قد يتغير حال نانا وتكون فرداً من عائلتنا
تسمرت عينا نانا في وجهه للحظات ثم أردفت بغضب:
- مالذي تقصده بهذا !!
أجاب وهو يتفحص وجهها:
- ألا تحملين مشاعراً للسيد الصغير ؟.
ردت وهي تقف:
- أحمل مشاعراً أم لا أحمل هذا ليس من شأنك ! لقد اعتقدت أن نيتك كانت جيدة حين عرضت علي توصيلي ولكن يتضح لي الان أنك أتيت وفي مخيلتك موالٌ أخر !
وقف ڤي معتذراً وقال:
- لقد قلتها مازحاً فقط ، سابقاً أحسست بأن جونقكوك يحمل مشاعراً خاصة لكِ فأردت أن أعرف ما شعورك تجاهه فقط.
نظرت في وجهه قليلاً ثم قالت بتردد:
- هل قال لك هذا ؟
أتبع وهو يبتسم:
- لم يقلها صريحة لكنني أعرفه جيداً.
ردت سوهي وهي تحمل الصينيه:
- ابق استنتاجاتك لنفسك ، نانا تحب شخص أخر كفاك تدخلاً في حياتها
التفت نانا نحوها في ذهول، واتبع ڤي وهو يضحك:
- لا اعتقد أنها تعرف هذا الحبيب !
أردفت نانا:
- حسناً ، كفاكم تدخلاً في مشاعري ، فأنا لا أحب أحداً وليس لدي وقت لهذا!
تابع ڤي حديثه وهو يهم بالخروج:
- لم تخبريني من يكن الفتى الذي في محل الحلوى؟
قالت نانا وهي تقوده نحو الباب:
- أسأله بنفسك
خرج ڤي بعد أن ودعهما واثناء مشيه لحقت به سوهي مسرعه:
- أيها المنحرف توقف ...
- ماذا ؟
اقتربت وهي مطرقة رأسها وقالت:
- منذُ بدء عمل نانا في القصر وأنا لم اشعر بالراحة لهذا الأمر، ومن حديثك عن جونقكوك ومشاعره لقد اصبحت قلقة
ابتسم وهو يردف قائلاً:
- هل لا زلتي تبحثين عن النمل هنا أيضاً ؟
رفعت رأسها في دهشه ثم قالت:
- كفاك سخرية !
عبث بشعرها القصير واتبع ضاحكاً:
- أعتقد أنك إنفعاليه قليلاً ، لا شئ سيحدث لنانا في القصر الا إن كان برغبتها لا تقلقي .. إذا كانت تحمل مشاعراً لجونقكوك فالأيام ستظهر هذا وحسب !
- ولكن ...
قاطعها ڤي:
- لا تقلقي فجونقكوكي فتى جيد على أيةِ حال !
قالت بلهجة ساخره:
- أن كان لا يشبهك فهو بالتأكيد فتى جيد
نظر إليها والابتسامة لازالت على وجهه:
- وما العيب فيني ؟ ألا أعجبك ؟ ألست وسيم ؟
قالت وهي تدفعه بيدها وتعود ادراجها:
- حسناً حسناً ، فلتذهب الان لا أريد سماع المزيد!
اكمل خطواته على الطريق وهو يهتف بصوت عال:
- ستندمين على هذا حين تقعين في حبي لاحقاً !
وانطلق في طريقه وهو يتمتم في نفسة:
- إذا لم يكن لها أبناء سوى جونقكوك إذن من ذلك الفتى ؟

عيناكِ تأسُرني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن