في زاوية مطعم صغير كان جونقكوك يحتسي الشراب بصحبة جين .. الكأس تلو الآخر محاولاً نسيان ما رأه في محل الحلوى.
- لديها عائلة أخرى وأبن أخر وحياة أخرى لا تريدني فيها !
اردف جين :
- بالتأكيد ستكون لديها حياة ماذا كنت تعتقد؟
- كيف استطاعت البُعد عني!
قالها وهو بالكاد يستطيع رفع الكأس لفمه .. أمسك جين يده وهو يقول:
- دعنا نذهب لمنزلك .. يجب أن ترتاح إنك متعب الآن.
تدحرجت دمعه من عينيه وهو يتمتم:
- لم تعرفني حتى .. لم تعرف وجه ابنها ! نادتني بالزبون
أمسك جين بيده وهو يسنده ليقف:
- لنكمل حديثنا في الغد أرجوك قم لترتاح.
انطلقا للمنزل وحين وصلا عند الباب الخلفي ترجل جين من سيارته وفتح الباب ليسند جونقكوك وينزله ودخلا المنزل قابلتهما احدى الخادمات وصاحت بتعجب لمنظر جونقكوك:
- سيدي الصغير !! ماذا بك ؟
سمعت نانا الصوت وخرجت من المطبخ لترى جونقكوك وهو بالكاد يستطيع الوقوف على كتف جين :
- سيد جونقكوك ماذا بك!
رفع رأسة فور سماعه لصوتها وابتسم ابتسامه باهته ولكنها تسمرت في مكانها من منظر عينيه الغارقة بالدموع فنظر إليها جين وقال:
- أرجوكم لا تحدثوا ضجة .. أين غرفته ؟
صعدت الخادمة معهما للغرفة ودخلت نانا للمطبخ محاولة فهم مايجري خلف تلك النظرات المليئة بالدموع، أحست بألم يقبض قلبها. ولكن سرعان ما تجاهلت أحاسيسها وهي تندفع نحو الفرن لتصنع حساء الثمالة.بعد ساعة من الزمن حملت الصينية وصعدت إلى غرفته للمرة الأولى، طرقت الباب عدة طرقات، لم يجب أحد، ففتحت الباب بهدوء وأدارت عيناها في الأرجاء لم يكن موجوداً ، انطلقت نحو سريره ووضعت الصينية على الطاولة الجانبيه التي كان عليها بعضاً من علب الشراب الفارغه :
- هل عاد ليشرب هنا أيضاً !!
أدارت بصرها في الغرفة واقتربت من الرف ببطئ لترى مجموعه من الصور لطفولة جونقكوك وعُمر الصبا حتى جائها صوت من الخلف:
- مالذي تفعلينه هنا ؟
التفت بسرعه نحو الصوت وتلعثمت حينما رأت منظره فقد كان بالكاد يسند جسده على جدار الحمام وشعره مبلل وملابسة مبلله بالكامل:
- اتيت .. حساء .. حساء الثمالة لقد احضرته.
- اخرجي
قالها وهو يجر اقدامة نحو السرير اقتربت منه بسرعه لتساعده:
- سيدي مالذي حدث ؟ لما ملابسك مبلله هكذا ولما عاودت الشراب؟!
همّ بخلع قميصه المبلل وذهبت لتحضر له منشفه من الحمام وهناك رأت في حوض الاستحمام بقايا علب شراب فارغة أيضاً والماء لازال ينهمر، اغلقت الصنبور ورأت قلادة بجانب العلب تبدو عتيقة و من النوع الذي يحمل صوراً بالعادة مدت يدها لتفتحها ولكنها سمعت صوت سعال متواصل رفعت رأسها والتقطت المنشفة واندفعت للخارج:
- سيدي ستصاب بالبرد .. لما دخلت تحت الماء بملابسك هكذا!
التفت نحوها وهو يرتدي قميص البجامة:
- لا أحتاج المساعدة أُخرجي ..
اقتربت ووضعت المنشفة على رأسة التقت اعينهما لثوان حتى دفعها بقوه وثبتها نحو الجدار:
- سيدي ماذا تفعل، اه معصمي!
- قلت لك أُخرجي ..
أقترب من وجهها حتى لم تكاد تفصل بينهما سوى بضع سانتيمترات ، نبض قلبها بقوة حتى كاد أن ينفجر، لقد كانت عيناه الحادة تحدّقان في وجهها وقميص بجامته لازال مفتوحاً وأقترب أكثر حتى أصبحت تشعر بإنفاسة المتسارعة تبعثرت كلماتها:
- أرجوك .. دعني ... أذهب
حدّق في عيناها لوهله بنظرات عميقة لم تفهم ماذا تحمل من كلمات ، حبست أنفاسها بصعوبة ، أقترب أكثر ثم أسند رأسة على كتفها وهو يقول:
- جميعكم تريدون الرحيل، لن يبقى معي أحد، لن يبقى .....
ارتخت يداه وانسدلت بجانبه، وعادت لتتنفس بعد ان كانت على وشك الاختناق ، ثم أحست برأسه ينزلق من كتفها فأمسكت به قبل أن يسقط ودفعته نحو السرير حيث كان قد فقد وعيه تماماً.
اقتربت منه لتغلق قميصه وحينما رفعت رأسها لترى وجهه، رأت دمعه تتدحرج على خده!
تسمرّت قليلاً وهي تشعر بالألم لمنظره والاف التساؤلات تدور في رأسها وضعت الغطاء عليه وخرجت من الغرفة مسرعة.
رأها ڤي وهي تخرج وابتسم قائلاً:
- واو .. جونقكوك لا يضيع وقتاً ابدا !! قابل والدته وسهر مع الخادمة !
أنت تقرأ
عيناكِ تأسُرني ..
FanfictionCover Picture by : dlazaru قصة رومانسية قصيرة تدور أحداثها حول شاب ثري ذكي ومغرور إعتاد أن يمتلك كل شئ يريده " جونقكوك " التقى صُدفه بفتاة غامضة في ظروف غريبة ومن نظرة واحده بدأ فصل جديد من حياتهِ المُترفه التي كان يعتقد أنه أكمل جميع فصولها ! أع...