سأكافح من أجل البقاء

الفصل الرابع

وجهة نظر جينيفر:

وقفت أمام البوابة المعدنية لمقاطعة ويلتشير، كنت أرغب بمغادرة المكان لبضع ساعات، فأنا بحاجة إلى استنشاق الهواء النقي خارج هذه الأسوار العالية، لكن ذلك الحارس رفض بل قام بمنعي من الاقتراب من البوابة، توسلت إليه ليفتحها ويسمح لي بالخروج من هنا، لكنه صرخ بي وقام بتهديدي إن لم أبتعد فسيقوم بإبعادي بالقوة، تقدم تايريس متسائلا:

- ما الذي يجري هنا؟

صرخت متسائلة:

- هل نحن في سجن هنا؟

هز رأسه نافيًا وقد بدا عليه أنه متفاجئًا من سؤالي، فأردفت موضحة:

- إذًا لماذا يمنعني من الخروج؟

- لأنها القواعد الأمنية لحماية هذا المجتمع من الوباء المنتشر في الخارج.

قلت له بنبرة هادئة:

- أطلب منه أن يفتح لي البوابة، أريد الخروج من هنا لبضع ساعات فقط.

هز رأسه رافضًا طلبي، ثم تساءل:

- هل يعلم شين أنك ستخرجين؟

- لا، لأنني لن أتأخر.

- إلى أين ستذهبين؟

- سأتجول حول المقاطعة، إنني بحاجة لبعض الوقت للبقاء وحدي، سأعود بعد ساعة.

تمعن النطر بي للحظات ثم أومأ برأسه موافقًا، أمر الحارس أن يفتح لي البوابة، وما إن فتح البوابة خرجت منها دون أن أتطلع للوراء، كنت أرغب بتصفية ذهني وإعادة ترتيب حياتي من جديد، جلست مستندة على جذع شجرة، أغلقت عيني وتنفست بعمق، حبست أنفاسي لعدة ثواني ثم أطلقتها بهدوء، كررت هذه العملية بضع مرات، لكن داهم أذني صوت خشخشة قريبة، فتحت عيني ولمحت سائرًا يخطو باتجاهي، وقفت متأهبة لقتله، لكن ظهر سائران آخران خلفه، ازداد عددهم فجأة، فدب الخوف بقلبي، لكن خطرت لي تلك الفكرة الشيطانية فصرخت بهم دون أن آبه للخطر القادم نحوي:

- تقدموا أيها الحمقى، تعالوا إلي!

رغم إنني كنت أرتجف خوفًا إلا إنني كنت أتمنى أن أنهي حياتي في هذه اللحظة، فقد سيطر اليأس على نفسي، فما قيمة الحياة في وسط أناس ولا أعرفهم ولا أثق بهم، حتى هؤلاء الأشخاص الذين وثقت بهم لم يكونوا أهلاً لهذه الثقة، فقد هجروني وأنا وحيدة كنت في أمس الحاجة إليهم، لن أغفر لديرل أبدًا ولن أسامحه على هجره لي في تلك المزرعة اللعينة، اقترب السائرون مني وامتزجت رائحتهم النتنة بأنفي، كنت سأختنق من حشدهم لولا انهم سقطوا صرعى أمامي بعد ضرب رؤوسهم بالمطرقة، تساءل باهتمام:

- هل أنت بخير؟

التفت إلى مصدر الصوت لأتفاجأ بتايريس واقفًا على بعد خطوات، حدقت إليه بذهول متسائلة: