سأكافح من أجل البقاء

الفصل العاشر

وجهة نظر جينيفر:

كانت خيوط الظلام تلتف حولنا، شعرت بكف تلمس كتفي، فأطلقت شهقة من بين شفتَي المرتجفتين، لم تكن تلك الكف سوى كف جوردان الذي شدني إليه بعد أن سمع تلك الخطوات الثقيلة تقترب منا، همس باسم صاحبه:

- توماس، أين أنت؟

أجابه توماس بصوت مرتجف:

- أنا، أنا هنا.

بدأت صوت همهماتهم تقتحم أذني، خيالهم يقترب أكثر، تراجعنا بضع خطوات فاصطدمت بأحدهم، قبض جوردان على يدي بقوة وسحبني ليجري بعيدًا، وصراخ توماس ونحيبه بدأ يتعالى أكثر، لم أتجرأ على الالتفات إليه لرؤية مصيره الدموي، فلم أعد أتحمل رؤية تلك المناظر فقد سئمت منها، سئمت من موت الناس وتحولهم إل تلك الكائنات البشعة.

- سنصل قريبًا.

قال جوردان بعد أن أشرقت الشمس وبسطت أشعتها الدافئة أرجاء المكان لعل لهيبها ينسينا برودة نسمات الهواء، التفت إليه لأطلق كلماتي:

- قيدني إذًا.

قال مستغربًا:

- لن أقوم بتقييدك إلا عندما تخبريني بتفاصيل خطتك.

حدقت به للحظات قبل أن أجيبه بنبرة هادئة:

- سنخبر ديفيد أن قطاع طرق قاموا بمهاجمتنا والاستيلاء على ذخيرتنا وقتل البقية، ولم ينج أحد سوانا.

ضحك مستهزئا:

- وهل تعتقدين أنه غبي لهذه الدرجة ليصدق حرفًا واحدًا من هذه الخطة الغبية؟ أعتقد أن ديفيد ورجاله عرفوا بكل شيء الآن.

ابتسمت بخبث:

- أعتقد أنه سيكون أغبى مما تتصور!

- ما الذي يدور في رأسك يا فتاة؟

- ألست عشيقة ديفيد روبنز؟ سيصدق كل حرف نقوله!

مددت يدي له بعد أن أخرجت العدة من الحقيبة، قلت بثقة بينما كان جوردان يقوم بربط يدي:

- يجب أن يصدق كل حرف، وإلا...

أردف جوردان:

- سيقطع رأسينا بلا محالة.

ألصق شريط لاصق على فمي، وأخرج قطعة قماش سوداء اللون ليغطي رأسي بأكمله، ثم أمسك بساعدي ومضينا إلى مصيرنا المجهول الذي ينتظرنا.