الفصل الحادي عشر

560 45 10
                                    


مد ديفيد ذراعه اليسرى خلف ظهري، ومسده بيده بحركات دائرية قبل أن يصل كفه إلى ذراعي اليسرى، ثم أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقبض على ذراعي بشدة، انتفض جسدي مرتعشًا، فابتعدت رويدًا لكنه سرعان ما شدني من شعري إلى وجهه، فاحت أنفاسه الممزوج برائحة السيجارة على وجهي، صرخت متألمة لكنه وضع سبابته على شفتي قائلاً بنبرة حادة:

- صه، أصمتي يا حلوة!

أبعد يده من على رأسي، أمسك بذراعي اليمنى وأجلسني بجواره بطريقة عنيفة، سكت للحظات ثم أردف:

- كنت أزور صاحبي باستمرار، نتسكع ونلهو ونمرح في الملاهي الليلية والحانات، وعندما أوصله إلى منزله ألمحك في المنزل المجاور، مرت سنوات طويلة، غادرت الى لوس أنجلوس، ليتكاثر معجبيك في مختلف أنحاء العالم، نجحت في حياتك.

ارتجفت شفتاي:

- ومن، من هو صاحبك؟

- لا يهم، لكن كل ما يهم الآن هو انني وجدتك أخيرًا.

رفع كفه اليمنى ومسد وجنتي بخفة، ثم فاجأني بوضع يديه على كلتا كتفيّ، ودفعني لأستلقي على ظهري، همس:

- ماذا سأفعل بك الآن؟ كيف يمكنني أن أبدأ بانتقامي منك؟

اتسعت ابتسامته قائلاً:

- نعم إنني أرغب بالانتقام منك، لصدك لي كلما كنت أحاول التودد إليك ومغازلتك!

اقتربت يداه من رقبتي، عصرها حتى كاد نفسي ينقطع، سالت دموعي، حاولت التحرك، حاولت أن أطلب النجدة، لكنني لم أفلح، خرجت حروفي بصعوبة:

- توقف أرجوك، سأفعل كل ما تريد، لكن توقف.

ابتسم ساخرًا ثم أبعد يديه:

- هل قلت إنك ستفعلين ما أريده منك؟

هززت رأسي موافقة، أردف مبتسمًا:

- جيد، اخلعي سترتك إذًا!

- الجو بارد هنا.

قهقه هازئًا:

- سأقوم بتدفئتك بجسدي الحار، لا تقلقي.

وقف محدقًا بي، ينتظر تلبية أوامره، لكنني لم أخلع السترة، ولم أتحرك من مكاني، ظل محدقًا إلى جسدي للحظات قبل أن ينهال عليّ بالصفعات على وجهي:

- أمرتك أن تخلعي سترتك، ألم تسمعيني؟

قام بخلع سترتي عنوة ثم حدق بقميصي القطني للحظات قبل أن يفتح الزر الأول، فدفعته عني وباغته بركلة قوية بين فخذيه، صرخ متألمًا وهو يشتمني بأكثر الكلمات بذاءة، هرولت نحو باب الغرفة لكنه التقط يدي وسحبني إليه قائلاً:

- أتظنين أنه بإمكانك الهرب مني بهذه السهولة؟

طرق باب الغرفة فصرخ ديفيد:

سأكافح من أجل البقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن