الفصل الثامن

736 51 22
                                    


وجهة نظر جينيفر:

- ما الذي تفعله بحق الجحيم؟ اتركني!

كانت النار تشتعل بعينيه السوداوين كأن الشيطان يحوم بينهما، تسارعت أنفاسه وانقض عليّ كالوحش، انهال عليّ ضربًا فسقطت على الأرض وأخفيت وجهي بين يدي، وتعالت صرخاتي، لمحت صوفيا تجلس على السلم تحدق بنا مفزوعة، ضمت رجليها إلى صدرها والتصقت بالحائط، فصحت بشَين مترجية:

- شَين، توقف!

لكنه لم يأبه لتوسلاتي، انطلقت صوفيا خارجة من المنزل، وبعد لحظات دخل تايريس وخلفه ساشا، صرخ تايريس بشَين:

- توقف!

سحب شَين وأوسعه ضربًا من كل صوب إلى أن أفقده الوعي، تقدمت ساشا مني متسائلة:

- هل أنت بخير؟ ماذا حدث بينكما؟

اكتفيت بإيماءة بسيطة دون أن أنطق بحرف واحد، تساءل تايريس:

- جينيفر، هل أنت بحاجة إلى مساعدة؟

تساقطت دموعي دون أن أنطق بشيء، حدقت بشَين للحظات قبل أن أطلق كلماتي بهدوء:

- احمله.

تساءل تايريس مستغربًا:

- ماذا؟

رفعت بصري إليه متوسلة:

- احمله.

انحنى تايريس إلى الأرض وحمل شَين على ظهره، ثم تطلع إليّ مستفهمًا فأجبته:

- اتبعني.

خطوت نحو السلم وتبعتني ساشا وهي تتطلع بأخيها في حيرة، وصلنا إلى غرفة النوم الرئيسية، أومأت برأسي إلى السرير، فتقدم تايريس ووضع شين فوق السرير، توجهت نحو أحد الخزائن، فتحت الخزانة ووقعت عيناي على مجموعة من الحبال، فمددت يدي والتقطت ما أحتاجه منها، ثم توجهت نحو تايريس الذي سرعان ما وقعت عيناه على الحبال، أمرته بنبره هادئة:

- اربطه بالسرير من فضلك.

تساءلت ساشا:

- جيني، هل أنت متأكدة مما تفعلينه؟

أومأت برأسي:

- يجب أن يدفع الثمن.

تساءل تايريس:

- ما الذي يجول في خاطرك؟

- ليتني أستطيع التخلص منه.

اقتربت ساشا مني وقالت بنبرة هادئة:

- جيني، إن كان يزعجك لهذه الدرجة اتركيه، أرحلي من هذا المنزل.

حدقت بها متسائلة بنبرة مستهزئة:

- أرحل؟ إلى أين؟ المنزل الذي لا يبعد عن هنا إلا بضع خطوات؟ ما الغاية من الرحيل إلى المنزل المجاور؟

سأكافح من أجل البقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن