الفصل الثاني

866 68 18
                                    


وجهة نظر جينيفر:

بزغ نور الشمس ببطء شديد، مشينا منهكين بين أشجار الغابة، فلم نتمكن من النوم ليلة البارحة، كان شين يقودني بعيدًا عن الطريق العام لاعتقاده أنه مليء بالسائرين ولن نتمكن من اجتيازهم، مضى على سيرنا نصف ساعة تقريبًا، فوقفت وانحنيت لألامس ركبتيّ اللتين لم تعودا قادرتين على المشي، التفت شين نحوي آمرًا:

- هيا يا جيني المكان ليس آمنًا هنا.

خرجت أحرفي بصعوبة:

- لا أستطيع، إنني متعبة.

تقدم نحوي ومد يديه إليّ ثم فاجأني بحمل جسدي المنهك بين ذراعيه دون سابق انذار، فتساءلت معترضة:

- ما الذي تفعله يا شين؟ أنزلني حالاً!

اتسعت شفتيه قائلاً:

- ألم تقولي إنك متعبة ولا تستطيعين المشي؟

حملني دون أن يأبه باعتراضي، وأكمل طريقه إلى المجهول، كان يختلس النظر إليّ بين فينة وأخرى، وابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه، مررنا بعد دقائق بمجموعة من المنازل المتجاورة، خطى نحو أحد الأبواب ثم أنزلني قائلاً بنبرة خافتة:

- ابقي قريبة مني.

فتح باب المنزل رافعًا يده الممسكة بالمسدس، ولمس بيده الأخرى سكينه المطوي المعلق بحزامه، ثم صاح قبل أن يخطو إلى الداخل:

- مرحبًا.

صمتنا للحظات لعل آذاننا تلتقط شيئًا لكننا لم نسمع صوتًا ولا حسًا، بدا كأنه مكانًا مهجورًا منذ فترة طويلة، دخل شين المنزل وتبعته، أخرجت سكيني من حقيبتي متأهبة للخطر الذي قد يفاجئنا بأية لحظة، كنت سأخطو نحو السلم لكنه أمسك يدي هامسًا:

- لا، يجب أن نبقى معًا.

تجولنا في الطابق السفلي، لم نجد أي كائن حي، فتوجه شين نحو السلم ولحقت به، صعدنا بهدوء رافعين رأسينا إلى الطابق العلوي بحثًا عن أي خيط يدلنا إلى وجود أي كائن في المنزل، كانت جميع أبواب الغرف مشرعة إلا غرفة واحدة فتوجهت إليها، مددت يدي إلى مقبض الباب، فتحت الباب على مصراعيه، فأطلقت صرخة متفاجئة بوجود طفل سائر يبدو في العاشرة من عمره يلتهم جثة هامدة ملقاة بجواره، التفت ذلك السائر نحوي، فقمت بإغلاق الباب سريعًا، تساءل صوت شين القريب من أذني:

- جيني، هل أنت بخير؟

التفت إليه، تلعثمت قبل أن أجيبه:

- إنه مجرد سائر صغير!

بعد ثوان قليلة، علا صوته المنبعث من خلف باب الغرفة، فكاد شين أن يفتح الباب لقتله، لكننا تفاجأنا بأصوات أقدام تدخل المنزل، فجرني نحو غرفة تخزين الملابس في إحدى غرف النوم الرئيسية، أغلق باب الخزانة ذات الفتحات الضيقة التي تسمح لنا برؤية ما يحدث خارجها، دخل رجل غرفة النوم وهو يصيح:

سأكافح من أجل البقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن