سأكافح من أجل البقاء

الفصل الخامس

وجهة نظر جينيفر:

وقفت بذهول متفاجئة من هول المنظر، امرأة بلا أرجل والدماء تملأ المكان، تأملت ساقيها المبتورتين ووجهها المشوه، كنت أفكر بمصيري المجهول، اقتربت منها فالتفتت إليّ رافعة يديها نحوي، مصدرة همهمة مزعجة، أخرجت السكين المطوي من جيبي وفتحته، ثم غرزته بوسط رأسها المتعفن، فسقطت جثة هامدة، تجولت عيناي حول المكان، وجدت غطاء مرمي بجوار الجثة فدنوت منه وحملته لأتفاجأ بطفل رضيع سائر بين يدي، أطلقت صرخة مدوية وأسقطته من يدي ثم هرولت خارجة من الغرفة وأغلقت الباب خلفي ودموعي تتساقط من عيني، لم أتحمل رؤيته بهذا الحال.

أسرعت المجموعة نحوي بعدما سمعوا صرختي التي هزت قلوبهم خوفًا، تقدم شين مني واضعًا كفيه بين وجهي الباكي، تساءل بنبرة لطيفة:

- جيني، هل أنت بخير؟ ماذا حدث؟

خرجت حروفي متقطعة وأنا أشير نحو باب الغرفة:

- سائر رضيع.

تساءل شين:

- هل قمت بالتخلص منه؟

أجبته بنبرة حادة امتزجت بالدموع:

- إنه رضيع!

هز رأسه بهدوء، ثم فتح باب الغرفة، أمسكت يده متوسلة:

- لا، لا تفعل!

- سينتشر الوباء إن لم أفعل ذلك!

توجهنا إلى باب المبنى، فتح تايريس الباب بهدوء لكنه سرعان ما أغلقه ليعلن عن تواجد عدد من السائرين الذين يترنحون بالجوار، كان كل منا يتطلع إلى الآخر متوسلاً أن يجد مخرجًا من هنا بسلام، خطرت لآدم فكرة لإبعادهم عنا، فتوجه نحو منضدة المجلات ثم إلى منضدة البائع، وعاد إلينا حاملاً بيده مجلة وولاعة سجائر، فتح تايريس باب المبنى بتروي وأشعل آدم المجلة بالولاعة ثم رماها بعيدًا فلحق السائرون بها، ارتسمت ابتسامة النصر على وجوهنا وخرجنا من المبنى راكضين بأقصى سرعتنا إلى أن وصلنا إلى السيارة التي ركنها تايريس بعيدًا، ركبنا السيارة وانطلقنا إلى مقاطعة ويلتشير.

وقفت أمام مرآة الحمام متمعنة النظر إلى ملامح وجهي، بدا وجهي شاحبًا، الهالات السوداء متمركزة حول عيني، بعض البثور المتفرقة بدأت بالظهور، لم أستخدم كريمات العناية بالبشرة منذ انتشار الوباء في العالم، كنت امرأة أهتم بمظهري، أحب الموضة والجمال، أين اختفت جينيفر كارتر الآن؟ الشخصية التي اشتهرت في مواقع التواصل الاجتماعي ذات الشعبية الواسعة في لوس أنجلوس، وملايين المعجبين والمتابعين، بدأ صوته يزن في أذني ليقطع شرودي، التفت إلى شَين الذي كان يقف مستندًا بظهره على إطار الباب: