الفصل الأول

1.3K 69 47
                                    



وجهة نظر شَين:

لمحت جينيفر تهوى على الأرض فاقدة الوعي، ومجموعة من السائرين كادوا يتساقطون عليها، فركضت نحوها ودفعتهم عنها قبل أن يلتهمونها، أطلقت النار على بعضهم وطعنت رؤوس المتبقين منهم بالسكين ثم جثوت بجوارها رابتًا كفي على وجهها، همست قائلاً:

- جيني، استيقظي، جيني، هل أنت بخير؟

ابتسمت ابتسامة نصر، لقد فزت بجينيفر بالنهاية، فهي وحيدة كادت تموت لولا لم أقم أنا بإنقاذها، لقد تركها ديرل ورحل ولن يجدها أبدًا، حملتها بين ذراعي متجنبًا التوجه إلى الطريق السريع، كان الظلام دمسًا وسط أشجار الغابة العالية، بالكاد تمكنت من الرؤية، وجدت خيمة نصبت فوضعت جينيفر فوق الأرض بعدما تأكدت من خلو المكان، فتحت الزمام المنزلق لكنني لم أجد أحدًا في الداخل، لذلك سحبت جينيفر وأدخلتها الخيمة، لمحت بضع حبال ملقاة في أحد أركانها، فقمت بربط رجليها ويديها، وأحكمت اغلاق فمها بقطعة قماش ربطتها بمؤخرة رأسها، لن تتمكن جينيفر من الهرب وهي مكبلة بهذه الطريقة، ثم خرجت من الخيمة ونظرت حولي لعلي أجد صاحب هذه الخيمة لكنني لم أجد أي كائن حي أو ميت في الجوار، جلست فوق حجر كبير بجانب الخيمة أفكر بما سأفعله عند بزوغ الفجر، فيجب أن أخطط لهذه الرحلة، سأكون حامي جينيفر والبطل الذي أنقذ حياتها، وسنكافح معًا لنبقى على قيد الحياة، وستكون جينيفر حبيبتي إلى الأبد.

ارتفع أنينها عند خيوط الفجر الأولى، فولجت في الخيمة مسرعًا، كانت تتطلع إليّ بملامح مفزوعة، فقلت بنبرة حانية لأهدئ من روعها:

- جينيفر، إنه أنا شين، لا تخافي.

هزت جسدها في محاولة للتحرك، فدنوت منها وأبعدت قطعة القماش من فمها لتصرخ في وجهي غاضبة:

- شين، ما الذي تفعله؟ لماذا أنا مربوطة هكذا؟ ماذا فعلت بي؟

- اهدئي واخفضي صوتك، لسنا بأمان هنا!

- فك قيدي أيها الأحمق، أين البقية؟

- هذا الأحمق أنقذ حياتك من الموت، ولا يوجد أحد غيرنا هنا، لقد فقدناهم جميعًا.

صمت برهة من الزمن مدعيًا الحزن، ثم أردفت:

- لن أفك قيدك، لأنني أعرف تمامًا أنك ستحاولين الهرب، ولن أسمح لك بذلك، ستكونين بأمان أكثر معي.

- لا أريد أن أكون معك، اتركني وشأني.

اجبتها بنبرة حازمة:

- نحن معًا في هذه المحنة، ولن أسمح لك بالرحيل.

- علينا الذهاب إلى الطريق السريع، سيكون الجميع بانتظارنا هناك، أنا متأكدة من ذلك.

- من الصعب الوصول إلى هناك، فالسائرون يحاوطون المكان، سيمنعوننا من الوصول إلى هناك، الطريق مملوء بهم، لا نستطيع، سنموت، لن أدع هذا أن يحدث لنا.

سأكافح من أجل البقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن