(لمار)
كنت جالسة في ذات الظلام الدامس ولا اعلم من هو الذي يقف بعيدا لكن نظراته لي كانت مخيفة كأنه يحاول الانتقام لأسباب أجهلها. جلست هناك صامتة وانا انظر له.
جسدي يرتجف محوطته بيدي ارجو منها ان توقف هذا التوتر الذي اصاب به لكن ما العمل؟ عيناي كادت على الخروج تارة من تلك الجمجمة الممتلئة بأسئلة كثيرة، محاولة الهروب من هذا المشهد المخيف وتارة اخرى الدخول والضياع مع علامات السؤال الموجودة في رأسي التي لطالما لم أجد لها اي جواب.
قمت من مكاني محاولة ان استجمع نفسي. اخبرت ذاتي بأنه لا يوجد من ينتشلني من هذا الضياع غيري. لابد ان احاول فهو المهرب الوحيد من جميع ما يحدث لي. وقفت على قدماي بعد ان كنت جالسة أرضا وبدأت اهرول نحو الباب كأنني في سباق للجري وقد تعلن النتائج بعد قليل. لم انظر لمن حولي ولم انظر اليه بالتحديد فقد كنت موجهة ناظري الى قبضة الباب برغم العتمة التي سادت في المكان لكن كانت تضيء لحسن الحظ كما لو انها مرصعة بالألماس مخبرتني بأن طريق النجاة من هنا. خط النهاية هو تعدي هذا الباب حتى أعلن الفائزة على نفسي الضعيفة.
اغمضت عيني بقوة وذهبت الى هناك محاولة الوصول لكن شعرت بأن الطريق طال وانني بدأت ألهث ككلب يحاول الوصول الى صاحبه بعد غياب دام طويلا. مددت يدي وحوطته لفتح الباب ولم ارى ورائي فلم أكن اتحلى بالشجاعة الكافية لارى ذات النظرات التي كانت تلاحقني.
عند فتحي للباب رأيت اختي أسيل امامي. نظرت لي وهي رافعة احدى حاجبيها، "لمار هاي وينج صار شكد ادور عليج؟"
قلت متلعثمة، "ولا شي! هياتني."
"شبيج شنو صاير؟"
توجهت نحو غرفتي التي كانت خلفي تود الدخول. صرخت عليها قائلة، "لا لدخلين."
"ليش؟"
سحبتها من يدها متوجهين الى الطابق السفلي، "وين ماما وبابا؟"
"كالوا راح يطلعون ما أدرى إذا بعدهم هنا لو راحوا."
"زين امشي بسرعة نتفرج فيلم كلش ضايجة."
تحمست قليلا حتى جعلتها تنسى امر الغرفة تماما لحسن حظي. بدأت تتحدث بسرعة عن فيلم رعب قد ظهر جديدا فأسيل هكذا في كل مرة يحدث شيء يروق لها تتحدث كما لو انها تتخبط بسعادتها التي لا تنتهي. كنت احاول الابتسام وانا انظر لها لكن لم أكن اعلم ما الذي كانت تتحدث عنه لقول الحقيقة فرأسي كان مشغول بذاك الرجل ولا اعلم ان كان ما يزال في الغرفة فقد كنت خائفة ان تراه اسيل وينفضح أمري!
وصلنا الى غرفة الجلوس حتى اضافت قائلة، "ها شدكولين نتفرجة؟"
"شنو؟"
"الفيلم الي كتلج عليه. الولد!"
لم أكن اعلم ما هو الفيلم لكن اخبرتها، "اي عادي."