(لمار)
نظرت لمن حولي ولم أجد أحد في تلك المحكمة التي لا يوجد بها غير قاضي واحد وهو يناظرني بطريقة مخيفة.
عيناه لم تبتعد عني لدرجة أن الحكم قد أكتشف قبل أن ينطق به. قال كل شيء في تلك النظرة حتى جعلني أخاف الوقوف على قدماي لكن كانت لي شرف المحاولة.
حلم ام واقع ما الفرق بينهما؟ أن كان الخوف ذاته يتلبس بك كما لو أنك تشعر به بأدق تفاصيله لدرجة البشاعة. الم تقل #أحلام مستغانمي، "لا تحزن .. خلقت الاحلام كي لا تتحقق!" هي تدري بأنني لم أحزن لكن كان الخوف هو المسيطر عليّ فليس الحلم بعيد عن ذاك الواقع الذي أعيشه وحتى تلك الاحكام التي صدرت في حقي لم تكن مختلفة تماماً عن حكم من هم حولي في دنيا الواقع!
طرق القاضي بمطرقته أمامي حتى جعلت طبلة اذني تصفر من شدة الصوت والصدى الغريب الذي حدث.
ناظرته كان هو ذاته الذي رأيته اول مرة. بادر قائلا، "ظننت بأنكِ قد تغيرتي يا لمار؟؟"
قلت له بصوت مرتجف، "لم أفعل شيء صدقني."
"هل ادركتِ معنى الوحدة التي اخبرتكِ عنها من قبل؟"
"عن أي وحدة تتحدث لدي بدر!"
"لمار يجب أن تعلمي بأن المظاهر أكثرها ليس الا خدعة."
"ما الذي تتحدث عنه أيها القاضي؟"
في تلك الاثناء دخل فيصل من باب كان بقرب القاضي. ناظره القاضي وهو يقول لي، "المظاهر ليس الا خدعة يا لمار."
"أيها القاضي ارجوك أخبرني. كن منصفا!"
أتى بجاني فيصل وهو يخبرني، "انصتي لي!"
"أيها القاضي."
كنت أردد اسمه وأود منه ان يجيبني بينما فيصل كان يقف بجانبي وهو ينادي باسمي وهو يضع يده على كتفي. أردت أن أبتعد لكن لم أستطع التحرك من مكاني حتى صرخ فيصل بقوة في مسمعي، "لمــــــار."
نعم كعادتي كنت في حلم متداخل في واقع أجهل امره!
كان فيصل يقف بجانبي وهو واضع يده على كتفي كما في الحلم تماماً. حاولت ان انطق لكنه بادر، "انتِ الحين في المشفى تطمني ما في شي."
اكتفيت بالصمت فلم تكن لدي القدرة الكافية للتحدث.
جلس هو بالقرب ولم يقل شيء أخر. ذكرت ما حدث لي في العيادة خاصته وما الذي قاله لي بينما كنت انظر له. بعد ان اكتمل كل شيء في رأسي انزعجت كثيراً ربما لاحظ هذا الشيء في ملامح وجهي حتى قال، "في شي؟"
لم أجبه ونظرت الى الجهة الثانية. في تلك الاثناء سمعت صوت الباب يفتح لا أعلم لماذا لكن ظننت بأنه بدر فلم أستطع الرؤية بسبب وجود ستارة تحوط الباب. بدأ قلبي يتسارع في دقاته لكن دخلت عائلتي الى الداخل وهم فزعين.
