(فيصل)
تقف أنت في المنتصف او ربما على حافة تلك الهاوية لتصدم بما لا تتوقعه بعدما أدركت أن كل شيء قد أوشك على الانتهاء وليس كما خططت له. تصدم أكثر بتصرفات من تحب، وهو يقف أمامك يود أن يخطي بخطوة الى الامام وليس كما ظننت. كما قال #أدهم عادل، "في حياة كل أنسان ذلك الشخص الذي تتوقع منه أشياء كثيرة، ثم فجأة يفعل الشيء الوحيد الذي لم نتوقعه منه." فالحكم يصبح أصعب بكثير وأنت تعلم بتلك المداخلات الخيالية في رأسه وفي ذات الوقت لا تستطيع أن تجعل قلبك يتوقف عن التفكير بأنه شخص يتجاهلك ويعطي عقله وقلبه وجميعه لشخص وهمي ففي النهاية كل خطوة قد تكلف الكثير وكل معتقد قد يجعل حياتك الى قسمين مختلفين.
كان بليك ما يزال على الهاتف وتقف هي أمامي منتظرة مني الدخول حتى قلت له، "هل أنت متأكد بأنه هو؟"
قال مستهزأ، "ماذا! لا تود دفع المال الان؟"
"ليس هذا ما قصدته. لكن ما كنت أبحث عنه أدركت بأنه ليس له وجود."
صمت قليلاً كما لو أنه يحاول أن يفهم حديثي حتى قال أخيراً، "لست متأكد ما الذي تقصده لكن بما أنك طبيب نفسي يجب أن أتوقع أي شيء بذات الوقت أنا متأكد بأن الشخص الذي تبحث عنه هو معي الان. هو من أًصول عربية وكما وصفته لي حتى بأنني وجدته باسم براين لذا كما توقعنا!"
أخذت نفساً عميقاً محاول تمرير هذا الحديث حتى قلت له، "حسناً سوف أتي ليلاً. فلدي شيء مهم الان."
"بانتظارك."
أغلقت الهاتف وأنا أحاول أن أفكر بحل معقول وكي لا أفسد شيء على لمار. لذا قلت لها، "خلينا ندش داخل." استرسلت بعد ان أصبحت أقف بجانبها، "بدر هني ولا للحين ماية؟"
نظرت الى داخل غرفة المحكمة في المكان الذي يجب ان يكون به حتى اجابت، "لا بعدة. محاستة اليوم يجي!"
عادت لي تلك الظنون التي لا أعلم أيّ منها حقيقي. فأكثر ما جعلني أشك في الامر بأنني لم أر بدر ولو لمرة واحدة برغم أن لمار كانت معي طوال هذه الفترة وقد بانت عليها بعض من الامراض النفسية الواضحة فكيف له أن يكون حقيقي؟!
أصبحنا داخل الغرفة وجلست أنا خلف لمار وكانت هي تجلس في المكان المخصص مع "المحامي" الخاص بها التي تظن بأنني قد أخترته من بين أحد المكاتب المتواجدة في الجوار حتى بدأت أفكر بأنه يجب عليّ البحث عن محامي حقيقي بدلاً من هذه اللعبة التي اوشكت ان تكون حقيقية.
وقفنا جميعاً عند دخول "القاضي" حتى عاودنا الجلوس، قام كلا المحامين لكن بدر الحقيقي او الوهمي لم يكن له وجود من الأساس. نظرت لي لمار في حيرة من امرها كأنها تستنجد بي مخبرة لي ما الذي علينا فعله وهو لم يظهر الى الان.
"المحامي" الخاص ببدر ظن بأن بدر كان بجانبه. لم أكن متأكد كيف يجب عليّ التصرف وهي لم تره في رأسها حتى فأصبح الجميع مصابين بمرض الفصام بتلك اللحظة الا هي. فجميعنا كنا نتخايل بدر وهو يجلس هناك لكن أصبحت الحقيقة هذه المرة مختلفة جداً وأصبحت الحقائق متعاكسة عن التي كانت في رأسي.