(فيصل)
لماذا تكون التضحية كبيرة لنرى من نحب بخير مرة ثانية؟
لما تكون هناك الكثير من المطبات لعبورها كي نرى ابتسامتهم التي كان من الصعب رؤيتها ولو لمرة بسبب اوجاع القدر؟
لما يجب علينا الدخول في متاهات كبيرة ونُترك ربما في وسط طريق لا نعلم حقيقة امره فقط لأجلهم؟
انكسار بعد انكسار حتى تكون النهاية غير واضحة مهما حاولت قراءتها كما لو انها لغة غير باستطاعتك ان تعلم ما هي وليس لها أي وجود في أي قاموس. الم يقل #محمود درويش، "ولا نتوب عن احلامنا مهما تكرر انكسارها." فحتى بعد هذا الوجع كان من الصعب فقط الابتعاد عنها واعتبارها شخص كباقي الأشخاص، دائما ذات التفكير الذي يقودك الى الجنون وذات الكلمات لكن هناك شيء في داخلك لا تعلم حقيقة امره يدفعك لفعل ما تحاول فعله حتى لو كان شيء بسيط كقوة خارجية تسيطر عليك ولا تستطيع التحكم بأفعالك مهما حدث.
فتحت عيني وكانت الرائحة تقودني الى الجنون، كانت هناك ضوضاء من الصعب فقط التغاضي عنها. حاولت تجميع الصورة التي تشكلت امامي حتى أدركت انني بذات المكان الذي كنت مربط به اخر مرة لكن هذه المرة مستلقي على فراش او ربما فقط لوح قد جعل ظهري نصفين لوجود فقط قطعة قماش قديمة فوقه.
سمعت أحدهم يقول، "لقد عاد لوعيه أخيراً."
أقترب أحدهم ووقف بجانبي ينظر لي. بعد أن وضحت الصورة أمامي أدركت بأنه ذات الرجل الذي التقيت به قديماُ! وضعت يدي على رأسي حتى شعرت بأنها قد ابتلت تماماً. نظرت لها وأدركت بأن الدماء قد غطت تلك الأصابع فعلى ما يبدو أن ماثيو ضربني بقوة على رأسي وجعل وعي في مهب الريح.
سمعت الرجل وهو يخبره، "أجلب الطبيبة الى هنا كي تضمد جرحه." صرخ له مسترسلاً، "أرأيت ماذا فعلت أيها الاحمق؟"
"كيف لي أن اعرف بأنه يخصك أيها الرئيس؟"
كنت أستمع لحديثهم واحاول استجماع نفسي لكن لم أود أي مساعدة منهم. قلت له بصوت متخبط، "لا داعي سوف أكون بخير."
جلست على الوح القديم بصعوبة وأتى في رأسي امر الحقيبة. نظرت يمينا ويسارا حتى قال لي الرجل، "هل تبحث عن شيء؟"
"كانت معي حقيبة اين هي؟"
قال لماثيو محدث لي، "أترى يا ماثيو؟ يريد الطبيب أن يأخذ شيء يخصني؟ كيف لشيء كهذا أن يحدث؟"
لا أذكر بأنني أخبرته بأنني طبيب من قبل لكن بكل تأكيد لقد علم تاريخي بأكمله فكيف لشخص مثله أن يدخلني الى مخبأه دون أن يعرف من أكون؟!
قال ماثيو وابتسامة الانتصار قد ارتسمت على شفتيه، "ما الذي تأمر به أيها الرئيس؟"
ناظرت ماثيو وهو ينظر لي بطريقة مخيفة لكن عاودت النظر الى الرجل وهو يحدثني، "كنت فقط أتساءل ما الذي يفعله طبيب نفسي بنسبة كبيرة من الكوكايين؟ هل تستخدمه كعلاج لمرضاك؟ لأنني باستطاعتي ان اعلم بأنك لا تتعاطى." أسترسل وهو يضحك، "ربما يجب عليّ التأكد بأنك لا تتعاطى! هل نجرب هذا الشيء يا ماثيو؟"
