(فيصل)
تتحدث عن سر كبير لأول مرة في حياتك كي تتخلى من عبئ.
تحدث شخص ما حتى لو لم تكن تعلم عنه ادق التفاصيل لكنه يشبهك بالتفاصيل الأخرى. بتلك النظرة التي في عينيه.
بذاك التوتر الذي لا يستطيع ان يسيطر عليه.
بكلمات مترددة تخرج من فمه مودة العودة.
بالهروب بعيدا حتى تشعر بأنه يريد ان يخلق شخصية جديدة له كما فعلت تماما!
تهرب من الماضي كما هرب بعضهم وتتغير كثيرا حتى تنسى من تكون كلما ابتعد عنك الماضي. لذا ترجوا ان يعود اليك قليلا تماما كما رجاه #محمود درويش، "أيها الماضي لا تغيرنا كلما ابتعدنا عنك."
خرجت لمار من الغرفة وكنت ما زلت أجلس وأكتب على حاسوبي التقرير الأول لحالتها.
كانت اختياراتها متخبطة وهي تحاول أيجاد ما يحدث معها. تردد واضح في عينيها، أنسان أخر في داخلها.
طرق الباب حتى دخلت أمرأه في بداية الاربعينات من عمرها. وقفت لحظة دخولها بينما كانت الابتسامة مرتسمة على شفتيها.
بادرت قائلة، "مرحبا انا والدة لمار، ندى."
"تفضلي. قالت لي الممرضة بأنكِ تودين التحدث لي. كيف حالك؟"
جلست على الكرسي الذي كان موجود أمام المكتب خاصتي وعدت انا الى مقعدي. أجابت، "انا في حالة جيدة شكرا لسؤالك لكن أتساءل حول ما قالته لمار!"
"لا تقلقي لمار بخير لكنها تحتاج لبعض الوقت."
"ما الذي تعنيه أأخبرتك بشيء؟ لأنها لا تتحدث حول الامر في المنزل."
"تأكدي انها لم تخبرني بكل شيء منذ الجلسة الأولى وكوني دكتور نفسي اعلم بأنها عنيدة أستطيع أن أرى هذا لكن لا تقلقي سوف تتحسن."
"أأمل هذا."
"هل لي ان أسألك عن بعض الأمور فيما يخص حالة لمار."
"بكل تأكيد لهذا السبب انا هنا."
أمسكت بدفتر الملاحظات خاصتي وقلم لأكتب كل ما تقوله، سألتها، "ما الذي كان يحدث مع لمار في الآونة الأخيرة؟ حدثيني عن حالتها قليلا."
بدأت تحدثني عن بعض الأمور التي واجهتها كصرخاتها في منتصف الليل وفقدانها الوعي في أحيان كثيرة. تصرفاتها الغريبة كأغلاقها للباب بين الحين والأخر وحديثها مع أحدهم.
كانت تحدثني وهي ترتجف. نظرات الخوف في عينيها، كلماتها المتقطعة محاولة ان تجعل منها جملة كاملة.
سألتها أخيرا، "منذ متى وهي بهذه الحالة؟"
"لا اعلم على ما يقارب الشهر او أكثر."
"كيف هي العلاقة فيما بينكم؟"
"ما الذي تعنيه يا دكتور أدم؟"