Part 2

1.8K 54 7
                                    

(والدة لمار، ندى)

كانت صرخاتها تقطع قلبي اربا كما لو ان أحدا يحاول اغتصاب حياتها الجميلة. صرخات متقطعة تجتاحني كسيف موجع لا اعلم من اين اتى ومن الذي غدر بي نابته في قلب تعب من اوجاع الحياة التي تأتي مرة واحدة بطريقة غير مفسرة!

كنا نحاول التحدث معها انا وعبد الله واسيل لكن لم تجبنا غير انها كانت تهدينا تلك الصرخات حتى انني لم أكن اعلم ان كانت نائمة وهي تعايش كابوس ام انها تتوجع من شيء ما.

صرخ عبد الله اخيرا لا يعلم ان كان يجب عليه ان يغضب ام يتعاطف معها. فلم تكن تفعل شيء كهذا من قبل كغلقها للباب ومنعنا من الدخول. "لمار افتحي الباب اخر مرة اصيح راح اكسرة!"

لم نكن نعلم ما لذي يحدث معها في الداخل غير انها أتت وفتحت الباب وقد بدت حالتها مزرية. تصنمنا امامها، نظرت لنا للحظة حتى اغمضت عينيها وسقطت أرضا جاعلتنا نفزع جميعنا.

فتحت فمي وخرجت منه صرخة رغما عني غير قادرة على استيعاب ما يحدث، "لمار بنتي!" ثم اسقطت نفسي بجانبها محاولة اعادتها للوعي فلم تستطع قدماي ان تحملاني بعد ذاك الارتجاف الذي اجتاحني.

كانت اسيل تقف هناك تبكي وهي تصرخ بأسم لمار. دخل عبد الله الغرفة لرؤية ما كان يحدث هناك. كان الجو بارد جدا حتى شعرت بأنها قطعة جليد بين يدي، شفتاها كانت زرقاوات وهي تهذي بكلام غير مفهوم.

صرخت على اسيل، "اتصلي بالإسعاف بسرعة."

فعلت أسيل بعد صرختي واستيعابها الموقف.

كنت أنظر لعبد الله وهو يتفحص غرفتها ويحاول ايجاد شيء حتى قلبها رأسا على عقب كما لو ان هناك عمل ساحر مخفي في مكان ما ليجعل طفلتي بهذه الحالة. ذهب نحو النافذة طال وقوفه هناك فلم اعلم ما لذي كان يحدث حيث كنت انظر الى لمار وهي بين يدي وانا اقوم بتدليك معصم يديها وهي ما زالت في حالة الهذيان الغير مفهومة.

بعد وقت قصير أتت الطوارئ. قاموا بنقلها الى سيارة الاسعاف وتوجهوا نحو المشفى بينما ذهبت أنا وعبد الله واسيل في السيارة متبعيهم.

عند وصولنا منعنا الطبيب من الدخول! كنا ننتظر في الخارج غير قادرين على معرفة ما لذي كان يحدث غير ان الامر كان مخيف جدا.

بعد مرور وقت طويل، او هذا ما قد بدا لي فلم تكن تتحرك عقارب الساعة بالنسبة لي، خرج الطبيب محاولا ان يجعلنا نطمأن على حالتها. سأله عبد الله بسرعة لحظة رؤيته له، "ما لذي يحدث يا دكتور؟ هل ابنتي بخير؟"

"لا تقلق قد بدت بحالة جيدة ولا تعاني من شيء فقط إثر صدمة فقدت الوعي. هل حدث شيء؟"

نظر لي عبد الله لا يعلم ما لذي يجب عليه ان يخبر الطبيب. بادرت قائلة، "لا نعلم! فقط بدت غريبة في الآونة الاخيرة وتصرفاتها غير مفهومة لكنها لم تخبرنا قط عن اسباب هذه التصرفات. لا نعلم ان كانت تعاني من مرض او شيء ما. هل يوجد شيء كهذا يا طبيب؟"

رواية المحكمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن