Part 7

1.5K 41 15
                                    

(لمار)

لا تعلم من الخائن الحقيقي لدرجة تقوم بالشك بنفسك! ربما تكون أنت خائن لمن حولك وخائن لتلك الذكريات والافعال والمساعدات التي قدمت لك!

غريب ان تكون محوط بالعديد من الناس الذين يحاولون التقرب منك نوعا ما لكن انت من تسلك درب بعيدا عنهم لأنك وباعتقادك تظن انه الحل الأنسب بينما تقترب من الذين يحاولون جعلك مجنوناً وليس باستطاعتك الانتشال من الكوابيس التي تحيط بك!

فارق كبير بين تلك الظنون وبين حقيقة قد حدثت فعلا لتجعلك مشتت تماماً ولا تدرك بأن الطريق الذي تسير به ربما ليس يجب عليك أخذه فقد يكون القطار معطلاً أحياناً ويجعلك تمكث أيام في عالم ليس بعالمك حتى تعود الى ما لا تتوقعه.

يضحكني بأن #مراد برغوتي ظن يوما بأن الجنون سهل وانه أفضل من الحياة التي يعيشها! فبقوله، "لو كان الجنون قرارً يتخذ لقررت ان أجن. فكرت أن العربيّ المحظوظ هو الذي يصحو من نومه ذات صباح فيجد نفسه مجنوناً وينتهي الامر. لم أُجن. ام أن خيطاً خفياً من الجنون يرافقني حتى الان دون أن أعيه؟" ليته يعلم ما يباغتني في كل لحظة كي يعي حدوده في خط الكلمات فهو لا يدرك ما حل بي ولا يعلم ان كان مجنوناً أم لا غير أن الفكرة تروق له في الوقت الذي جعلتني حطاماً ومن حولي ينعتوني بالمجنونة!

زادني جنونا ما حل بي في صباح اليوم التالي أفقدني عقلي تماماً لدرجة لم أعد اعلم ما الذي عليّ فعله وبعض من ذاكرتي المفقودة من صدمة أجهل امرها ربما عادت ليّ، لا أعلم!

اجتاحت اشعة الشمس الجميلة الغرفة وفتحت عيني وبدر ما يزال مستلقي بجانبي. ابتسمت دون ان اعي هذا الشيء الا بعد فوات الأوان.

كنت اتلاعب بخصال شعره واضع أطراف اصابعي على ذقنه المبعثر، فتح عينيه وهو يبتسم، "أحلي صباح على أحلي عيون."

"صباحو حبيبي. شوكت أجيت؟"

"سرت العيادة وقريت ورقتج." رفع نفسه قليلاً ونظر خلفه على الطاولة القريبة، "باينها طاحت! كانت هني." أبتسم ثم أسترسل، "اخذت مفتاح من عند الرسيبشن ويوم دشيت هني ما كان ودي اصحيج."

طبعت قبلة سريعة على وجنته ثم عدت الى الخلف من جديد. كانت الابتسامة مرتسمة على شفتاه ولم تفارقها أبداً.

قلت له، "مرتاح وياية؟" استرسلت بسرعة بعد ان أدركت قصر الفترة التي قضيناها معاً، "برغم الوقت القصير الي كضيناه سوة."

قال وهو يلاعب خصال شعري بلطف، "لمار انتي مو من صجج! انتي غيرتي حياتي. من يوم شفتج للحين وانا أفكر فيج حتى لو كنت حذاج."

قلت متسائلة، "صحيح وين شفتني أنت؟"

نظر للحظات كما لو أنه يود صياغة الجملة. كنت اناظره بتساؤل وانا انتظر إجابة اود معرفتها منذ زمن طويل، في الحقيقة ليس بزمن طويل جداً! قال أخيرا، "كنتِ في مطعم مع هلج ومن يومها وانا ابيج."

رواية المحكمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن