Part 11

820 16 3
                                    

(فيصل)

دائماً كنت أتساءل أن كانت تصلح المعزوفات في لحظات الحزن التي تحاول أن تعترف بها حول ما يدور في رأسك؟ فكلامي أوشك على أن يخرج من فمي كمعزوفة تفتت من يقف أمامي.

لا تكترث ما الذي سوف يحكم عليك ومن هو القاضي لينهي محكمة دامت لسنوات ففي النهاية قد اتخذت قرارك بالتفوه بما اوجعك لأيام لا تعد ولا تحصى. وبذات الوقت لا تود ان يكون الحكم بعطفهم عليك بعد أن صارعت الحزن لوقت طويل وتحاول الوقوف على ارجلك في كل مرة تسقط بها ولا تستطيع أن تقل لأحدهم بأن يمد يده اليك! فتلك الذاكرة قد عطبت في رأسي وكانت معي في كل لحظة تماماً كما قال #فهد العودة، "ممتلئ الذاكرة باللحظات المكسورة والضحكات المسروقة والكلمات المفقودة والمواعيد القديمة وفي كل صباح أكون وحدي مستلقي تحت افياء الذاكرة ابحث عن نبتة لقاء!" وقد حان الوقت الان لجعل تلك الذاكرة تستريح حتى لو تشكلت محكمة وأصبحت مذنب بحكم قد تفوه به القاضي وقد رفعت الجلسة بعدها!

نظرت لها، الى عينيها مباشرة، استجمعت قوتي وأخبرتها، "من قال أن حبج ذنب؟ يمكن حبج صحاني من الذنب الي كنت عايش فيه."

لم تقل شيء لذا استرسلت، "طيب تبين تعرفين قصة أدم؟ ولا قصتي الحقيقية؟!"

رفعت حاجبها وهي تنظر لي قائلة، "أدم الي انقتل؟! شنو دخلة بيك؟"

"ابي اطلب منج طلب واحد قبل لا أقول أي شي!" انتظرت ان أكمل حديثي ولم تقل شيء لذا استرسلت، "مابيج تاخذين عني فكرة غلط. ابيج تخلين في راسج نفس الصورة الي كنتي راسمتها عني."

نطقت هذه المرة، "وليش شنو الصورة الي راسمتها عليك حتى اغيرها؟ انت بالنهاية بس طبيبي!"

لم أكن فقط الطبيب الخاص بها ولم تكن تقصد كلامها لكن لم تكن تعتبرني وتراني كما اراها، "ولو مابيج تغيرين أي فكرة عني."

قالت بنفاذ صبر، "فيصل شنو القصة؟"

بدأت بسرد حكايتي فكل واحد منا لديه حكاية مخفية عن عدة اشخاص ويحاول ان يكتمها تارة ويقولها تارة أخرى لكن يجب ان يختر الشخص والمكان والزمان فلا أعلم ان كانت اختياراتي صحيحة، بذات الوقت اردت ان أخبرها هي فقط وبكل شيء. "أدم كان يملك كل شي ابي وكان دكتور نفسي في ديرتنا، كل شي بيزات، شهادة. يعني تقدرين تقولين حظ عشان انا أأمن في الحظ وايد. في يوم كنا سايرين البر، ماني عارف بس حسيت في شي بيصير في ذاك اليوم. كنا بروحنا عشان جي خبرتا بياخذ لفا وما في داعي ينطرني عشان في تليفون ياني. ما كذب خبر وراح اخذ لفا بس مات في حادث!"

صرخت قائلة، "أنت السبب بموت صديقك؟"

"ما كنت السبب في موتة بس تخفيت عن موتة. عشان جي أخذت كل شي يخصة وزورت كل شي وصرت أدم وييت لهني."

اتسع بؤبؤ عيناها وهي تنظر لي، "يعني انت حتى مو طبيب نفسي؟"

"أدم كان طبيب نفسي لكن انا ما درست في ديرتنا بس من ييت لهني دخلت كم دورة عشان افهم الي قاعد يصير وبحثت في المجال. لا تحاتين بفهم في الطب النفسي عشان جي عبرت الاختبارات."

رواية المحكمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن