Part 4

1.3K 45 5
                                    

(لمار)

لا تعلم حجم الألم الا بعد اللحظة التي تدرك ما يدور ما حولك، تقريبا!

ترى بأنك تعطي الألم الذي يرتكز في داخلك أكبر من حجمه وتعظمه لدرجة أنك لا تستطيع فعل شيء بعد ذلك غير العيش معه والمضي الى الامام به.

تكون رغبتك جامحة حول الأمور التي لا تعلم اين تود أخذك لكن تسير بذاك الطريقة حتى تنتهي بك تلك الرغبة الى مأساة ربما. لكن لابد ان يكون الخوف هو رفيق الدرب لاتخاذ قرار كهذا. تبقى في حالة متناقضة بين السير والمكوث على ذات الكرسي لتنقلب حياتك راسا على عقب وتفتش ما يرسلك الى طريق الهلاك او تبقى مكتف الايدي ولا تتغير ابدا. خيارات بسيطة تحكم أمور كثيرة كما وصفها #محمد صادق، "كل ثانية يوضع أمامك اختيار بسيط قد يجعل الحياة كلها مختلفة ... وكل ثانية تختار أن تؤجل القرار خوفا، فتظل كما أنت."

كذاك الخيار الذي أجبرت عليه وكتفني جاعلا حياتي رأسا على عقب!

كنت أراقب حديثهم مع فيصل من بعيد دون أن أستمع الى كلامهم لكن رأيت ملامح وجه مختلفة بين الحين والأخر على كل واحد منهم حتى أتت والدتي نحو السيارة حيث كنت أجلس في المقعد الخلفي منتظرة ان اعود الى المنزل بسرعة والاختلاء بمشاعر متخبطة وماضي أجهله تماما وهو يقودني الى ما انا عليه الان.

فتحت والدتي باب السيارة وهي تبتسم بغرابة مما جعل الامر اغرب مما كنت أتوقع بعد مجيئهم الى مركز الشرطة والمكان الذي اُخذت منه.

قالت لي، "حبيبتي لمار راح ترحين وية الدكتور ادم."

ناظرتها وانا غير قادرة على استيعاب ما تتحدث به. استرسلت، "يلا!"

قلت بدون ادراكِ للوعي، "وية فيصل!"

عقدت حاجبيها، "فيصل منو؟ دا اكلج يلا حتى ترحين وية دكتور ادم ينتظرج."

أغمضت عيني لدقائق قصيرة، حاولت رسم صورة صحيحة حول ما يدور دون التفوه بكلمات سوف ادفع ثمنها فيما بعد. فتحت عيني وأنا اراها تنظر لي بصورة غريبة حتى قلت أخيرا، "أروح وياه وين؟ شنو أسوي؟"

"هو يكلج بالطريق لتخافين وباجر نجي نشوفج."

"مخايفة! بس ليش أروح وياه؟ هاي دتعاقبوني هيج؟ شنو كللكم الشرطي!"

أدركت بأن صبرها قد نفذ حتى قالت وهي تحاول السيطرة على صوتها دون أن يرتفع ويستمع لنا فيصل ووالدي، "لمار كافي كبري! مشكلة ورة الثانية ددخلينة! هاي تاليتها تجيبينة لمركز الشرطة؟ ليش فهميني بشنو قصرنة وياج؟"

قلت بنفاذ صبر، "شنو قصرتوا وياية؟ نسيتي ليش طلعت من البيت؟"

أجابت غاضبة، "يعني دتعاقبينة بهالطريقة حضرتج مو؟ اطلعين من البيت لان دتوهمين نفسج باشياء وتعيشينة بهالطريقة؟"

رواية المحكمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن