الحلقة ١
في حضنك الآمان
******************************************
حسنا ...... اليوم أفضل يوم في حياتي كلها .... أبي سيسافر اليوم .. و أمي لديها اجتماعات كثيرة و لن تأتي للمنزل .... و ... أنا سأبقى في المنزل لوحدي و سأستدعي أصدقائي لنقوم بالحفلة التي حرماني منها أبي و أمي ...... و لن يعرف أي أحد أن الحفلة أقيمت ......
* استيقظت في الصباح على صوت أمي و كنت قد تكلمت مع أصدقائي ليأتوا في الليل كي نعمل الحفلة .... كنت سعيدة كثيرا لدرجة أنني ساعدت أمي بتنظيف البيت مع العلم أنني لا أفعل هذا دائما ........ فقط عندما أكون سعيدة ....... ودعنا أبي و أمي كانت تبكي لأنها ستفتقده .... و انا أصلي متى سينتهي هذا كله و أرجع للبيت لأبقى وحدي ....
* عدنا للبيت و ذهبت لغرفتي سمعت هاتفا يرن فلم أكترث و لكن سرعان ما أدركت أنه هاتفي .... و قد نسيته في الصالة ....... نزلت بسرعة البرق خوفا من أن يكون المتصل حبيبي روهيت .... لأن أمي تكرهه بشدة دائما تقول أنه شاذ و وقح و مغرور و لا يحب إلا نفسه .... و لكنها مخطئة ..... صحيح أنه شاذ و وقح و منحرف في بعض الأحيان و لكنه يحبني .... ليس كما تقول أمي أنه لا يحب إلا نفسه ...... وصلت إلى الصالة و لسوء الحظ أمي ردت على الهاتف و بدأت بالصراخ في وجهه و أنا واقفة أمامها أقضم أظافري خوفا من أن تفعل شيء أو تمنعني من الخروج لمدة أسبوع أو الأسوء .... أن تأخذ هاتفي مني ..... فتحت عيوني بانصعاق و أنا أحرك رأسي كي أخرج تلك الفكرة من رأسي .... و نظرت لأمي التي مازالت ممسكة هاتفي بقوة تريد إخراج روهيت من الهاتف و أكله بأسنانها ... لا أعرف ماذا فعل لها ... أم لأنها رأته ذات مرة يقبلني ؟ .... أمي اهدئي أرجوكي .... أعلم أن تفكيركي من العصر الجاهلي و لكن أنا لست مثلكي .... ماذا لو علمتي ماذا يفعل أيضا .... ربما تقتليه .... لا بدون ربما .... بالتأكيد ستقتله
كانت توبخ روهيت بقوة و تقول ( أيها الشاذ القذر .... كم مرة قلت لك أن تبتعد عن ابنتي ..... لا أريد أن تكون لعبة بين يديك ..... هل فهمت ؟؟) و بعدها أغلقت الهاتف ..... وضعت يدي على قلبي و أنا حزينة و أقول في نفسي ( مممممم روهيت .. حبيبي بالتأكيد هو حزين الان .... سأخرج لأراه )...... تسللت ببطئ في محاولة لكي لا تراني أمي تاركة هاتفي معها .... تبا للهاتف المهم أن أذهب و أرى روهيت الان .... و لكن لسوء حظي أوقفتني أمي بصوتها الصارم الذي يهز الجبال قائلة ( أين تعتقدين نفسكي ذاهبة ؟) توقفت مثل التمثال لا أتحرك أنظر في عيناها الغاضبة و هي تقترب مني ..... فقلت بلعثمة ( ممم .... أمي ... ) فكرت مليا ماذا سأقول لها فقلت بسرعة دون أن أدرك ( سأذهب لأرى روهيت ! .. أرجوكي أمي لا .... ) توقفت عند تلك الجملة و أنا أفتح عيوني و أضرب رأسي .... اللعنة بماذا كنت أفكر عندما تكلمت .... يا الهي نجني من صراخها الان ...... لكنها لم تصرخ .. بل لجأت إلى حنية الأم و قالت بصوت تحاول مواساتي فيه لكي أرد عليها و أفعل مثلما تقول لي ... ( حبيبتي .... أنتي تعرفين أن روهيت هذا وقح و قليل أدب ...... و جميع البلدة تتكلم عنه و عن وقاحته مع الفتيات ..... ) بعدها وضعت يدها على رأسي و قالت بصوت صارم و انا أتأفأف و أهز بقدمي و يدي امام صدري .... أريدها أن تنتهي من كلامها هذا فهي تعرف أنني لن أرد عليها و سأفعل ما يقوله عقلي لي .... اللعنة لماذا لا تفهم ( اسمعي سنايا أباكي شخص محترم في هذه البلدة و الجميع يحترمه ... أنتي تعرفين أنكي ابنة رئيس الوزراء يا سنايا .... و لا يمكنكي القيام بتلك السخافات ...... جميع أصدقائكي غير مؤدبين لأنهم أصدقاء ذلك الروهيت ... لا أريدكي أن تصبحي مثلهم هل فهمتي .... أرجوكي اقطعي علاقتكي بهم و بهذا الذي اسمه روهيت و إلا سأقول لأباكي ! و هو سيتصرف معكي فهمتي ) واو ... أخيرا انتهت ..... لقد تأخرت على روهيت بسببها .... ذهبت و مسكت هاتفي و أنا أقول بعدم اهتمام ( هل انتهيتي ؟ سأخرج الان ! ) خرجت من المنزل تاركة أمي تشتم و تلعن .... أنا حقا أعرف أنها تريد مصلحتي و لكني لا استطيع الابتعاد عن روهيت ... الجميع يقول أنه زير نساء و لكنه ليس هكذا انا أعرفه جيدا هو حبيبي ... و أنا أثق به كثيرا .... و الجميع يعرف هذا .... لماذا يطلقون عليه هذه الاشاعات لا أعرف !
* و صلت إلى بيت الشجرة الخاص بي و بروهيت و دخلته و أنا غاضبة جدا فوجدت روهيت على الهاتف يضحك .... و عندما رآني أغلق الهاتف و تقدم نوحي يعانقني بكل قوته ( حبيبتي اشتقت لكي كثيرا ! ) ثم رفع رأسي بيده و قبلني بهدوء قاتل ... يا الهي لا أستطيع التحمل !!! ابتعد عني و هو يمسك بيدي الاثنتين و يلوحهما بالهواء ( لماذا أنتي غاضبة هكذا !؟) قالها بصوت يجعلني أذزب من نعومته ..... فقلت و أنا أقلب شفتي ..... ( أمي دائما تتدخل في حياتي الشخصية ..... روهيت متى سنتخرج و نتزوج ؟؟ لا أستطيع الانتظار أكثر ..... أريد الابتعاد عن عائلتي ..... لا أستطيع تحمل صراخهم و توبيخهم لي ..... أريد ان أعيش حياتي بالطريقة التي أريدها .... و ليس بالطريقة التي هم يريدونها ) ..... اقترب مني أكثر و هو ينظر في عيوني و يقول ( لم يتبقى شيء ..... نحن في الثانوية الان ... عندما تنتهي هذه السنة ... سنهرب أنا و أنتي إلى مكان بعيد و نتزوج و نكون سعيدين إلى الأبد ) حضنته بكل قوتي و أنا أسند نفسي على صدره .... نعم هو الدواء الذي عندما أكون حزينة أو غاضبة أذهب إليه...
قبلني على شفتي السفلى و أنا مغمضة عيوني أشعر به يلمسني بطريقة وقحة كما قالت أمي .... و لكن لا بأس فهو حبيبي و في المستقبل سيكون زوجي .... لذلك لا بأس في بعض من الإنحراف و أيضا ... بطريقة أخرى أنا مستمتعة بذلك ... فهو حبي الأول .... و لن أمنعه إذا كان يريد التعبير عن حبه لي .... بادلته تلك القبلة و أنا أرمي كلام أمي خلف ظهري ..... حملني على السرير و أنا أحاول ألا أكون خائفة ... لن أكذب أنا خائفة الان ... هو يقبلني بطريقة وحشية و يحاول أن يفتح أزرار قميصي ... اللعنة ماذا أفعل .... يجب علي فعل شيء ..... حسنا إنها ليست المرة الأولى .... لكن ... الان ... هذا مختلف ! ..... قلت بصوت غير مسموع و متقطع ( رو...ه..يت .... يجب ... أن .... أذهب ...! أرجوك ) .... واو ... ابتعد عني بسرعة و هو يلهث و يقول ( دائما تقولين هذا !! حسنا إذهبي .... لا أريد التحدث معك ... لماذا تمنعيني عنكي سنايا ... أنا أحبك ...) اقتربت منه و حضنته من الخلف و أنا أقول ( أراك الليلة في منزلي ...... لا تنسى الحفلة !) و خرجت كي لا يفعل شيء آخر .... هو فعلا وقح ... و لكني أحبه بجنون ....
* عدت للبيت و لم يكن هناك أحد و بدأ أصدقائي من الثانوية يأتون إلى المنزل ..... بدأت الحفلة ... و الجميع سعيد إلا أنا .... الساعة أصبحت العاشرة مساءا و هو لم يأتي بعد ... أنا حقا حزينة .... اذن هو لا يهتم بي .... كنت أنظر للباب بحزن .. على أمل دخوله ... فجأة أرى الباب ينفتح ... وقفت عن الكرسي بلهفة لكي أذهب إليه و أنقض على شفتيه و أعاتبه لأنه لم يأتي أبكر .... و لكني سرعان ما تلاشت هذه الفكرة عندما دخل شخص آخر بعضلاته القوية و ملابسه المثيرة و شعره الغير مرتب إلى الحفلة .... يا الهي إنه حقا مثير .... هززت رأسي و أنا أشتم نفسي ...... اللعنة .... بماذا أفكر ... إذا عرف روهيت بتفكيري سيقتلي لا محالة في ذلك ...
. تبا ... جميع الفتيات حوله .... لماذا لا يتركنه و يذهبون عند أحبائهم ..... ما هذا ؟ و لماذا أنا مهتمة لهذه الدرجة لا يهم !! ..... قاطع تفكيري صوت روهيت و هو يحضنني و يقبل رقبتي من الخلف و يقول ( آسف ... تأخرت ! ) لففت و ضربته على صدره بخفة و و أنا أقلب شفتاي .... ( لماذا تأخرت هكذا .... لقد مللت بمفردي ؟) ...... قال و هو يحضنني ( أبي لم يتركني بمفردي ..... لقد منعني من الخروج من المنزل و لكني هربت من أجلك ) ..... ضحكت و انا أنظر لذلك الشخص فرأيته ينظر لي ... أزحت رأسي بخجل ... و نظرت لروهيت ....و كان قد بدأ يقبل رقبتي .. اللعنة بماذا يفكر ذلك الشاذ .. هو في منزلي ... و أيضا أمام الجميع .... حاولت أن أبتعد عنه و لكنه مسكني و قال ( لا تقلقي ... لا أحد يرانا .... الجميع منغمس بالحفلة ... أرجوكي لا تحرميني من هذه اللحظة ! ...... استسلمت له ... و لكنني لم أكن مرتاحة فعيون ذلك الغريب تراقبني ..... و انا لا أستطيع أن أتجاهله ... إنه ينظر لي و روهيت منغمس بتقبيلي ..... من دعاه على الحفلة؟! ..... أغمضت عيوني كي لا أراه و قلبي يتسارع كلما نظرت له ... لا أعرف ماذا يحدث لي ..... و بعد القليل من الوقت لم أشعر بلمسات روهيت فتحت عيوني و رأيت ذلك الغريب ينهال بالضرب عليه و الجمع يصفق و يقول ( قتال قتال قتال قتال !) فتحت عيوني بصدمة و أنا أفكر .. لماذا يفعل هذا ... ما مشكلته معي ... لماذا يحاول حمايتي من روهيت ... أنا استسلم له ... إذن لماذا هو يتدخل ؟؟ .... قمت عن الكرسي و أنا أصرخ به ( توقف !! ... قلت لك توقف ! من أنت حتى تأتي إلى منزلي بدون دعوة و و تضرب حبيبي أيضا ! ) اللعنة إنه لا يتوقف .... ماذا يجب أن أفعل .... سيقتل روهيت إذا لم أفعل شيء ..... فقلت بعدم إدراك و خوف ( إذا لم تبتعد عنه و تذهب من هنا سأتصل بالشرطة !!) توقف عن ضربه .... ههففف الحمدلله .... اوه .. اللعنة ... ماذا يفعل ؟ ... إنه يقترب نحوي ..... يا الهي ساعدني ..... حاولت ألا أتحرك من مكاني .... لكن نظراته مخيفة ... أرعشت جسدي كله .... فتراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط و الجميع ينظر لنا ... اللعنة .. أين روهيت عندما أحتاج إليه ..... إقترب مني كثيرا ... أكثر من اللازم .... و أنا خائفة .. لا أنظر له .... مسكني من يدي بقوة ... و سحبني إلى غرفتي ..... تبا !! ماذا يفكر ؟؟؟ هل يريد اغتصابي ..... لا أرجوك يا الهي لا تجعله يفعل هذا ؟؟ حاولت مقاومته و جعله يترك يدي لكن بلا فائدة ... هو قوي جدا
...... أدخلني على الغرفة بدون أن يقول أي كلمة ... و أغلق الباب بالمفتاح ..... و ذهب .... ماذا هل يريد حبسي هنا ... إنها حفلتي ماذا يعتقد نفسه فاعلا ؟ .... ضربت الباب بكل قوتي و أنا أشتمه و أصرخ به كي يفتح الباب ... و لكن صوت الموسيقى كان أعلى من صوتي و لا احد يسمعني ..... فجأة لم أسمع موسيقى و لم أسمع أيضا صوت أحد .... هل ذهب الجميع ..... يا الهي أين روهيت ؟ ...... جلست على السرير .... و أنا أفكر ... ماذا يريد مني هذا الشاب ....
فجأة سمعت الباب ينفتح .... اللعنة من هذا الشخص ..... واو أصبحت أشتم اكثر من أمي ... ماذا حدث لي ؟ ...... دخل بكل قوته و هدوئه .... يا الهي كيف يمكن لشخص بهذه العصبية و هذا الجسد المثير ..... أن يكون صامت لهذه الدرجة ؟ .... ذهبت عنده و ضربته بيدي على وجنته .... حاولت أن أغضبه كي يقول لي لماذا فعل هذا ..... و لكنه ظل صامتا مثل الصخر و واضع يديه خلف ظهره ...... نظرت له بعصبية ... ليس لأنه لم يجاوبني على سؤالي ... أريد فقط سماع صوته ... هذه هي الحقيقة ...... لا اعرف لماذا ؟ ..... صرخت به مرة اخرى و قلت ( أجبني .... ماذا تريد مني ؟؟ لماذا اتيت إلى هنا و خربت الحفلة ؟ ... هل تعلم ماذا فعلت كي أقوم بتلك الحفلة ..... لم أقل لأمي و أبي عن الموضوع ... و أنت أتيت و خربت كل شيء ..... نظر لي بعيون غير مهتمة ... و خرج من الغرفة ..... فتحت عيوني و فمي من وقاحته ... لحقته و أنا أصرخ و اقول ( اللعنة .... لا أحد يتجاهلني بتلك الطريقة .... أنا سنايا إيراني ... ابنه راجنات إيراني رئيس الوزراء ... لا أحد يتجرأ و يتجاهلني مثلما تفعل أنت !! ما هذه الوقاحة !! هاي ... أنت أنا أتكلم معك !! ) توقف عم المشي و أنا بدوري توقفت أيضا ... يا الهي ماذا افعل .... اوه سنايا عزيزتي لماذا لا تفكرين قبل أن تفعلي أي شيء !! مسكني من كتفي بقوة و ألصقني بالحائط و أنا أتألم و أحاول أبعاده عني ..... نظرت في عينيه و رأيت الغضب الذي فيهما ..... فقال و هو ينظر بعيوني بصوت مخيف منخفض جدا هز الأرض بأكملها ( احترمي نفسكي أولا ..... و بعدها تكلمي عن الاحترام آنسة سنايا ايراني ابنة رئيس الوزراء !!) قال هذه الكلمات بسخرية ثم ابتعد عني و أكمل مشيته .... تبا .. ماذا يقصد .. أنا لا أحترم نفسي !! بالتأكيد أنا أحترم نفسي ...... أنا خائفة منه .. و بشدة .... و لكني لا أسمح له بالتكلم معي بهذه الطريقة ... سأواجهه و أضعه عند حده هذا الوقح .... فقلت بصوت متحدي ( من تعتقد نفسك لتكلمني بهذه الطريقة ؟ أنا أحترم نفسي .... أنت هو الذي يجب أن يحترم نفسه ... تقتحم بيتي و تحبسني في غرفتي و تقول أنك محترم صحيح ؟ واو هذا واضح ) لم يجاوبني ... اللعنة .. ألهذه الدرجة هو وقح ؟ حسنا ... لا يريد التكلم معي ... أنا أيضا لن أتكلم معه .... فقال لي قلبي ( على الأقل سمعتي صوته ) أسكت يا قلبي أرجوك .... أنا في ماذا و أنت في ماذا ؟ دخلت غرفتي بغضب جلست على السرير أحاول النوم .... لا أستطيع النوم ..... لماذا ؟ إنه في عقلي ... لا أعرف ماذا أفعل!
******* يتبع *******
أنت تقرأ
في حضنك الآمان
Romanceعذاب الحياة قاسٍ جدا ليس كأي عذاب هذا العذاب .... انه كالملح على الجرح لا نستطيع ردعه ما ان تأتي مشكلة واحدة حتى تلحقها خواتها الواحدة تلو الاخرى مثل الملح تماما .... عذاب يزيح الراحة من البال و يأتي بداله فقط العذاب و التشويش التعب و الاج...