الحلقة ١٨

508 15 15
                                    

الحلقة ١٨
*اللعبة قد بدأت الآن ... لا أعرف إن كنت مستعدا لهذه اللعبة أم لا ... لا أعرف  إن كنت أستطيع الإكمال بها .. لا أعرف كيف أتصرف ... "تائه بين موقف صعب وموقف اصعب..موجودة بين النيران..ان اقتربت لانقذها سنحترق سويا..وان ابتعدت ستحترق هي وانا سأحترق من مرارة بعدها..اينما اذهب لا اجد امامي سوى حقيقة الموت...مكان مغلق كهذا لا يمكن تسميته الا الجحيم..جحيم بعدها وجحيم قربي..كنت لأضرب بعرض الحائط كل شيء..لكن حياة صغيرتي خط احمر لا يمكنني المفاوضة فيه او المساومة عليه..رباه لا تدعني.." الموضوع متعلق بصغيرتي سنايا ... و أنا الآن مشوش ...  اللعنة على كل شيء .. الأهم هو حماية صغيرتي الآن ... ماذا أفعل يا إلهي .؟ أرجوك انت الوحيد القادر على حمايتها منهم ...
*رجعت إلى سيارتي و انا مكسور الخاطر ... صغيرتي .. حبيبتي ... كل حياتي ... كانت أمامي ... تبكي تريد مساعدتي .. لكني لم أستطع فعل أي شيء ... اللعنة ... دخلت سيارتي و بدأت أضرب المقود بكل قوتي ... بكيت و لأول مرة في حياتي بصوت عالي مسموع .....
صغيرتي أنا بخطر ... و لم أستطع حتى أن أخفف من خوفها هدّأت نفسي و أخذت شهيقا و زفير  أكثر من مرة و خيال صغيرتي و حبيبتي سنايا المرتعدة من الخوف لا يفارق خيالي ... تستنجدني كي أنقذها منهم .... تقول لي أن أنقذها .... تعتقد أنني بطلها .. لكن بطلها هذا فشل في حمايتها .... ماذا سأفعل الآن ... كيف سأواجه عائلتها بالحقيقة .... بارون هيا تشجع ... 
وصلت أمام بيتها مباشرة و أنا في حالة يرثى لها ... لقد فقدت أعصابي ... بكيت كثيرا .. صرخت ... كسرت السيارة .... دخلت و أنا أتذكرها .... و أتذكر شفتيها المدميان إثر ضربهم لها ... اللعنة عليهم .... كيف يستطيعون أن يمدوا يديهم على فتاة رقيقة مثلها .... ركضت نحوي السيدة ساكشي و هي تبكي و تقول ( بني .. أين سنايا هل رأيتها ... هل هي بخير ؟ ... هل أنقذتها .. اين هي ؟ ) ... تفاديتها و لم أجبها ... لكن راجنات أوقفني بصوته الحازم و قال ( أين هي بارون ؟ .... ماذا حدث ؟ ) ... لففت نحوه و انا حتى لا أستطيع النظر في عينيه ... لقد أمنني على حياة ابنته من الخطر و أنا لم أهتم بها !! ... فقلت بصوت مجروح ( هي بخير !! سنأخذها بالوقت المناسب .. سأجهز خطة كي أنقذها لا تقلق كل شيء تحت السيطرة ) ... تقدم نحوي و ضربني على خدي الأيمن ... أغمضت عيوني بأسى .... نعم أنا أستحق هذا ... لو كانت ابنتي مخطوفة لكنت ضربت العالم بأسره لاسترجاعها  ... زفر راجنات بغضب و قال لي ( لديك للغد إذا لم تأتي ابنتي .. اعتبر أنك منتهي بارون سوبتي هل هذا مفهوم !! ) ... نظرت له بإنصعاق ... و لكني بدلت هذه النظرة و لم أجبه .. و خرجت إلى بيت أهلي .... عندما وصلت كان الجميع قلقين كثيرا .... فقلت لهم و عيوني حمراء من البكاء ( ماذا بكم !! ) تلعثموا كثيرا و نظروا لبعضهم بإرتباك .. اخيرا قالت كاترينا .. ( نحن لا نجد سنايا في أي مكان .. لا نعرف أين ذهبت .. لقد قالت لنا أنها ستذهب  إلى الحديقة قليلا و عندما خرجت عندها لم تكن موجودة ) ... جلست على الارض و مسكت شعري و بدأت بالضحك بسخرية على نفسي  .... تعالت ضحكاتي و انا متأكد أنهم يعتقدون أنني جننت ... نعم لقد كانت هنا في هذا البيت اللعين الذي أكرهه من كل قلبي ..... تحولت ضحكاتي لبكاء  شديد و قلت من بين بكائي ... ( دائما يحدث أشياء رهيبة بهذا المنزل المشؤوم .. أولا أبي ... و بعدها أمي ... و الآن ... الآن سنايا !! .. أنا أكره كل انش في هذا البيت ... ) بقيت أبكي و انا أضع يدي على وجهي و اغرس أصابعي  بين خصلات شعري ... إنها لا تفارق خيالي ... تقدمت نحوي كاترينا و حضنتي بقوة و انا أيضا حضنتها و بكيت في حضنها و هي تملس على شعري تحاول تهدئتي  اما أنا فأبكي .. أريد أن أخرج كل شيء بداخلي .. لا اريد أن أبقى بارد ... دموعها اللاعذة التي تنزل على جسدي تحرقني بشدة .. كنت أعلم أن كاترينا تحبني .. و لكني مع هذا تجاهلت حبها لي و أحببت شابة أخرى لا أعرف كيف سأقول لها و خصوصا في هذا الوقت لكنها كانت تهدئني بكل قوتها ( ششششش بارون .. اهدأ حبيبي .. كل شيء سيكون على ما يرام !! ) .... هدأت نفسي .. لا أريد من إخوتي الصغار الذين يعتبرونني قدوتهم ان يرونني ضعيف هكذا و بسسب من ؟ ... بسبب فتاة مراهقة  مدللة قلبي وقع في حبها و أصبح متيم بها  !! وقفت عن الارض و نظرت لأخوتي و ابتسمت لهم و قلت لمان ( إلحقني ... لدينا عمل في المخفر علينا الذهاب !! ) .. و ذهبت و تركتهم في حيرتهم .. لحقني مان بسرعة و قال ( ما بك يا رجل ... لو كنت فقط ترى الطريقة التي ترمقها بها أمك .. لذهبت و إنتحرت في الحال !! ) ...  أغمضت عيوني و أخذت نفسا عميقا .. نعم أعلم أمي تشمت بي الآن لقد كنت أقول لها في صغري أنني إذا وقعت بالحب لن أضعف أبدا و أنني يمكنني تركها بسرعة و نسيانها .. لن أستطيع أن أنسى ضحكتها المستفزة و هي تجيبني و تنظر بعيوني بتحدي بارون حبيبي الصغير يريد الوقوع بالحب هههه عزيزي عندما تقع بالحب تشعر أنك مقيد لا تتحرك ... لا تريد من أحد أن يرى حبيبتك و لا حتى الناس القرباء منها .. تريدها لك فقط ... و عندما يحين ساعة الافتراق هذا اذا حانت يصعب عليك نسيانها .. أنت تعتقد أنه من السهل نسيان أحد نحبه لكن هذا صعب للغاية .. ممكن أن تعيش على ذكريات حبيبتك في المستقبل بعد أن تتركها من يدري ههه هيا نم و لا تقل كلاما تافها من جديد .. رجعت إلى الحاضر و نظرت لمان الذي ينتظرني أتكلم  فقلت ( ليس وقتك انت أيضا ... يجب أن نذهب و نفتح قضية ... لقد قلت لك انا عن أخت ميرا ؟ ) ... رفع حاجبيه و قال ( نعم ما بها !! ) ... زفرت و قلت ( لقد فجروا المنزل اليوم و هي به ... لا أدري ماذا ينوون و لكني سأكتشف !! ) ... وصلنا إلى المخفر و رأيت  الإعلاميين حول المخفر كله و لا يجعلون الشرطة تعمل من إزعاجهم الدائم .... نزلت من السيارة ... فأتوا نحوي بسرعة استغربت هذا كثيرا .. أنا لا أطيق أن أنظر لهم فكيف سأتحدث معهم الآن ... قال لي إعلامي منهم ( انت هو الشرطي بارون سوبتي صحيح ؟ ... ) .... أومأت برأسي موافق  ... فأكمل ( لقد اتصل بنا قاتل الآنسة فيوليت و قال أنك السبب في جعلهم يقتلونها .. هل يمكنك بأن تقول لنا ماذا فعلت حتى تكون هي الضحية !! ) فتحت عيني بصدمة و انا أسمع هذا الكلام .. رجعت للخلف ببطئ و انا أنظر له من هول الصدمة .. أحاول استيعاب ما سمعت بلا جدوى .. .... فقال مان بدلا عني ..( ما هذا الذي تقوله أيها الغبي .. بارون من المستحيل أن يكون هو السبب!) .... تركتهم في صراعهم العنيف و ذهبت خلف مبنى المخفر و أسندت نفسي  على الحائط و انا أفكر بالذي قاله ذلك الإعلامي ... انا هو السبب .... نعم معه حق ... لو لم أذهب إليها .. و أتكلم معها لما حدث هذا ... لكانت الآن حية ... دخلت إلى المخفر بعد أن هدأت قليلا  و رأيت الرئيس يصرخ على موظفي الشرطة و يوبخهم لما قالوا للإعلاميين بعض الأخبار عن مقتل فيوليت و عندما رآني توقف عن الكلام و قال ( إذهبوا إلى عملكم هيا و لا تفعلوا هذا مرة أخرى هل هذا مفهوم !! ) رد عليه الجميع ( أمرك سيدي ) و ذهبوا  ... تقدم نحوي الرئيس فوقفت وقفتي العسكرية  احتراما له  ... ( أمرك سيدي !! ) ... قال لي ( إلى مكتبي أيها الشرطي بارون !!! )  دخلت إلى مكتبه و انا احاول قدر المستطاع ان أكون قويا  فكل المصائب تأتي في الوقت نفسه و لا أعرف من أين أبدأ ... جلس على مكتبه و قال لي ( تفضل إجلس بني !! ) .. جلست و انا أسند رأسي على يدي ...  فقال لي و قد تغيرت نبرته إلى الحنية ( بني بارون !! .. ماذا حدث معك أنا لم أرك ضعيف هكذا !! ) ... نظرت له و عيوني مازلت حمراء ... و فأجبت و أنا أعصر وجهي بكفّيّ ( كل هذا بسببها .. لقد أخذت عقلي !! ) ... قال لي باستغراب ( من ؟ ) ... قلت له و أنا أمشط شعري بيدي ( ابنة  رئيس الوزراء المدللة !! ) ... نظر لي بإنصعاق و لم يقل أي كلمة ... ذهبت عنده و رجيته إنها المرة الأولى التي أفعل بها شيئا كهذا لقد كنت مجروح ، مذلول ، غير قادر على التفكير ،كل ما في خيالي صورتها و هي مرتعدة من الخوف بينهم  ( أرجوك يا عمي .. أرجوك ... لقد خطفوها ... يريدون قتلها و انا لا أعرف ماذا أفعل ... أرجوك اخبرني ماذا يمكنني أن افعل كي انقذها ؟ أخبرني !! ) وقف و صفعني على وجهي بقوة و فتح عيونه على وسعهما هو يصرخ ( ضباط الشرطة لا يبكون مثل الصغار هل هذا مفهوم أيها الضابط بارون !! ) وضعت يدي خلف ظهري و أنا أحاول أن أوقف دموعي عن النزول و قد نجحت .. عدا عن بعض الغباشات في عيني ... بقيت صامد أنظر إليه بعيون جامدة ....فقال لي و هو يضع يده على كتفي و يصرخ حتى أن عيونه كانت تنظر لي و تريد أن تقتلعني من هذا العالم ... أقسم لو كانت العيون تقتل لكنت في الجحيم أحترق الآن  ( لا بأس بني ...  يمكنك أن تجد حلا لهذا أنت ذكي .. لكن لا جعل عواطفك تسيطر عليك لأنك بعدها ستفقد السيطرة على نفسك و لن تعرف كيف سنتقذها و لن تركز بعدها ... أباك قبل العديد من السنين  كان الأقوى بيننا ... لم يكن أحد يستطيع ان يعصي له أمر ....  لكنه إنهار عندما تعلق الأمر بعائلته .. لم يعرف ماذا يفعل ... لذلك العصابة قتلته !! )  أغمضت عيوني و ابتسمت ابتسامة مصطنعة .. إذن يقول أنني مثل أبي ها .. لكنني لم أهرب من الحياة و اعطي وصية لابني كي يتحمل مسؤولة عائلته كاملة و هو في ١٧ من عمره .. أنا أحترم أبي كثيرا و أريد الانتقام ممن قتلوه لكنه كان يعرف أن هناك شيئا سيحدث فلماذا لم يقل لنا .. هل لأنه كان خائف علينا أم أنه لم يرد أن يضعف ؟ بعد كل تلك السنين مازلت أفكر لماذا أبي لم يقل .. لقد كان مرتاحا قبل مقتله و كأنه سيذهب لحفلته ..  ( لا تقلق ... لن أدع أي شيء يحصل لها .. !! ) فجأة خطر على بالي أنني علي أن أذهب إلى بنك ميهرا التي قالت عنه ميرا ربما أستطيع مساعدة سنايا قليلا  ! .. فتحت عيوني و نفس الابتسامة مرسومة على وجهي و قلت ( سيدي هل أستطيع الذهاب الآن هناك عمل مهم جدا !! ) ... قال لي و هو يجلس على مقعده مرة أخرى ( نعم .. و تذكر إن احتجت للمساعدة أنا هنا دائما .. فأباك كان أفضل صديق لدي ... و كلما اراك أتذكره .. نفس الابتسامة ... نفس العيون .. نفس الإصرار على وجهك .. انا أراه اليوم أمامي بك بارون سوبتي ...لطالما  كان مثلك ! ) .... قلت له و أنا أخرج من المكتب ( أريدك أن تعيدني للشرطة لو سمحت !! ) ... أومأ برأسه و ذهبت .. ركبت سيارة مان و ذهبت إلى بنك ميهرا  !!  عندما وصلت إلى البنك .. ذهبت إلى الخزانة التي قالت لي عنها ميرا و وضعت كلمة السر و فتحتها .... رأيت صندوق كبير مسكته و ذهبت إلى السيارة .. فتحت الصندوق فرأيت كاميرا فيديو مكتوب عليها ( إحذر لا تشغل الفيديو !! إنه خطير !! ) ... رأيت أيضا أوراق كثيرة موقع عليها مسكتها فكانت الكثير من الصفقات ، التجارة بالأعضاء ، عمليات زراعة كلى من غير تصريح ، و اخيرا تجارة الأعضاء بالتعاون مع 10 دول أخرى بالعالم ، اه اللعنة عليهم ... هناك توقيع المدير عن هذا كله اسمه """ الشيطان """ ضحكت باستفزاز و انا أهز رأسي و قلت ( أنه حقا شيطان بكل ما تحملهه الكلمة من معنى ) كنت انظر للأوراق  و علامات الدهشة مرسومة على وجهي فجأة سمعت أحد يدق على الشباك ... نظرت له فكان رجل بملابس سوداء ... فتحت الشباك كي أرى ماذا يريد و قلت ( نعم هل تحتاج لمس... )  لكن قبل أن اكمل لكمني و أخذ الأوراق التي من يدي و هرب .... نزلت من السيارة و لحقت به بأقصى سرعتي  و انا أصرخ ( هاي توقف .. أنت ... سأقتلك توقف !! ) و أخيرا استطعت الإمساك به .... لكمني بقوة على وجهي فرددت له المثل .. أخذت الأوراق من بين يديه و لكنه مسكني من قميصي و لكمني مرة أخرى .... أبعدته عني بقوة و رميته على الأرض و بدأت بلكمه  ضربني و رماني على الأرض و هو بدأ بلكمي ... دفعته برجلي وقلت ( ماذا تريد ها ؟ ) ... قال و هو يلهث (أعطني الاوراق بارون !! إنه تحذيرك الأخير ! ) ضحكت باستفزاز و قلت له ( و من انت حتى تهددني !! )  ... قال لي محذرا ( بارون لن تستطيع ان تصمد امامنا .... انا أحذرك  !! ) ... ( هههه و من يوجد غيرك هنا ها ؟ )  .... ضحك و ضم يديه امام صدره و قال ( أنظر خلفك !! )  أملت رأسي للخلف فشعرت بلكمة من أحد قوي  لي و اجتمعو جميعهم حولي و بدأوا بضربي و أنا أحاول أن أكون قويا ... لكمت البعض و ضربت البعض الآخر  و أنا أحاول الا أجعلهم يأخذون الأوراق ... فجأة شعرت بأحد يضربني على رأسي ... لم أشعر على نفسي بعدها ... أصبحت أرى باللون الأسود .... وقعت على الأرض و انا اردد اسم سنايا و انظر لهم  يبتعدون و معهم الأوراق ... أغمضت عيوني دون حراك فلم أستطع فعل شيء .....
*استيقظت و وضعت يدي على رأسي و قلت ( أين أنا ؟ ) نظرت حولي فرأيت نفسي بالمشفى و مان بجانبي  و يبتسم ( ماذا حدث أيها المتهور !! ) ... تذكرت كل شيء حدث معي فقلت بصراخ شد إنتباه الممرضة التي كانت بالغرفة ( الفيديو و الأوراق .... هيا مان تعال لنذهب !!) ... قمت لكي أنزل و لكن رأسي الغبي آلمني .. فقال لي مان ( إرتح الآن بارون ... لا تقلق كل شيء تحت  السيطرة !! ) صرخت به ( اللعنة مان أنا لا أستطيع أن أقف مكتوف  الأيدي هكذا هيا علينا الذهاب أين سيارتك ؟) ....  رفع حاجبيه و قال ( في الأسفل ...) قمت عن السرير و انا أترنح يمينا و يسارا أشعر بالدوار فصرخ علي مان و هو يمسكني من يدي (  هل انت مجنون يا رجل عليك ان ترتاح .. ) فقلت له ( دعني مان ... هيا لنذهب .. انا بخير ! ) خرجنا من المشفى و دخلت السيارة و انا ابحث عن كاميرا الفيديو لكني لم أجدها .... (اللعنة لقد أخذوها الأوغاد !!! ) .. قال لي مان و هو يدير محرك السيارة ( من هم ؟)  .... قلت بنفاذ صبر و أنا أحمل هاتفي كي أتصل بأمي (خذني إلى  شارع الأنوار البيت رقم 31 الآن هيا بسرعة ليس لدي وقت !!) .... ردت امي على اتصالي فقلت لها ( أمي أنتم بخير صحيح ؟ ) ... قالت لي بصوتها الحنون ( نعم بني .. ماذا يحدث هل أنت بخير ؟ لماذا صوتك متعب هكذا ؟ ) ... قلت مطمأنا لها ( أنا بخير امي لا تقلقي .. إن حدث اي شيء أو شعرتي فقط بالخطر قولي لي حسنا ؟ ) .... أجابتني بقلق (بارون حبيبي .. انا أعرفك جيدا ماذا هناك ؟ .. هيا قل لي بني ؟ )
تنهدت و قلت بنفاذ صبر  ( امي الأوضاع ليست بآمان الآن و خصوصا عليكم حسنا فقط إفعلي ما أطلبه منكي أرجوكي !!) شعرت بها خائفة ترتجف لأنها لم تجبني على كلامي فقلت لها ( أمي لا تخافي إنها فقط مسألة وقت لا أكثر حسنا ... عديني أنكي ستكونين قوية ؟) ... قالت بصوت متقطع ( إعتني بنفسك بني .... لا أريد أن أخسرك مثلما خسرت والدك في ذلك اليوم المشؤم !! ) فركت وجهي بيد واحدة و أنا أزفر متعب من كل هذا ... أريد الإنتهاء و الذهاب بسلام مع حبيبتي .. أريد العيش بسلام و لو لمرة واحدة في حياتي .. لكن أعتقد أن هذا الشيء كثير علي ... أعتقد أن القدر لا يريد مني أن أكون مرتاح في حياتي ... يريدني دائما قوي ، متصلب القلب ، لا أشعر ، أعمل جسدا بلا روح ، يريد سلب كل شيء أحبه مني ، لكن هذه المرة لا لن أدع أي أحد مهما كان أن يأخذ مني ما أريده أنا .. و خصوصا حياتي التي سأكمل بقية عمري معها ... فقلت ( حسنا أمي .. لا تقلقي علي !! سأكون بأفضل حال ! ) ...أغلقت الهاتف و أنا أؤكد عليها بأن تتصل بي في حين حدوث شيء ....وضعت يدي على رأسي مكان الخدش الذي سببته لي الضربة و  نظرت لمان الذي كان ينظر لي بطرف عينيه  فقلت ( إلى ماذا تنظر ها !! ) عدل نظرته إلى الشارع و قال ( ماذا حدث ؟ من ضربك ؟ ) عدلت جلستي على الكرسي و أنا أفرك وجهي بكلتا يدي علّ ذلك الصداع الذي في رأسي أن يهدأ و قلت ( لقد خطفوها !! ) ... نظر لي بدهشة و قال ( من !!! ) ... أغمضت عيوني بأسى و انا أتذكرها و قلت ( سنايا !! ) إتسعت حدقتاه و هو ينظر لي فقلت ( لا تنظر لي هكذا هيا للمركز كي نعمل بجهد كبير هل سمعت .. علينا العمل بجهد كبير .. أنا أريدها اليوم أمامي .. لا أريد أن أبقيها برفقة  حثالة المجتمع هل فهمت مان !! ) .. هز رأسه و هو  يبلع ريقه و لم يقل أي شيء بعدها ..  أما أنا فأحاول ان أعصر رأسي و أتذكر أشكال الأشخاص الذين أتوا لضربي ... نجحت في تذكر البعض منهم  .. لكن البعض الآخر جسد بلا رأس في مخيلتي ههه لا أستطيع أن أتذكرهم ..
*صرخ بي مان و قال ( بااارون تعال إلى هنا بسرعة !! ) .. ذهبت عنده و نظرت للحاسوب و قال ( أنظر لهذا .... لقد سجلوا خلال هذا الأسبوع 15 حالة وفاة بسبب سرقة الأعضاء ....  و كلها متطابقة .. نفس طريقة القتل ... نفس العلامات على كل الجثث ... حاولنا ان نجد بصمات للقاتل فلم نسطتع .. إنه محترف وضعت يدي بين خصلات شعري و أنا أزفر بقلق ... إستقرت يدي على فمي و أنا أنظر لصور الضحايا و أتذكر منظر أبي و هو ممدد على الأرض و كله دماء .. إجتاحتني هذه الذكرى فجأة مع أنني وعدت نفسي ألا أعود و أتذكر هذا المنظر ثانية لكني لم أستطع .... شعرت بأن نارا تغلي بداخلي .. أريد إخراج هذه النار الخامدة بي منذ سنين طالت .. اريد ان أفرغ هذه الشحنات بهذه العصابة .. فقط لو امسك بهم ... لن ارحمهم ابدا سأنهش عظامهم  .... نظر لي باستغراب على ملامحي .. أعتقد أنه لاحظ إنزعاجي و بالتأكيد يعرف لماذا .. فقال لي بصوت منخفض ( لا بأس بارون ... لا تفكر بتلك الذكرى المشؤومة ... هيا تعال أنظر .. هذه العلامات على رقبة الجثث .. إنها نفس العلامات عليهم كلهم .. لذلك أعتقد أن القاتل هو نفسه في جميع الحالات !! ) ثم أخفض رأسه و قال ( و عندما مات أبوك .. أعتقد أنه هو نفسه .. لأن العلامة كانت على رقبة أباك  أيضا !!)  أبعدت الذكرى المشؤومة من عقلي و قلت له و أنا أجلس على الكرسي أمام الحاسوب ( يجب أن نرى جميع الجثث أين هم ؟) .. قال لي بسرعة (  إنهم في مشفى إيراني .. المشفى الذي يمتلكه أب سنايا .. لقد تبرع أن يضعهم في المشفى بدون مقابل !)  ... قمت بسرعة و أنا أجمع أغراضي التي أحتاجها للعمل و ذهبنا .....( هذا الرجل فعلا جيد !!)
*عند وصولنا للمشفى بدأنا عملنا بسرعة و بدون حتى أن نتكلم مع السيد راجنات .... و عندما كنت منشغلا بأعمالي آتاني إتصال من مجهول .. فقلت لمان ( ضع الهاتف على أذني لو سمحت !) فعل ما طلبت ( من معي ؟ ) لم أسمع رد كل الذي سمعته هو صوت شهقات بكاء أحدهم أكاد أجزم أنني أعرف هذه الشهقات ... و أتمنى أن أكون مخطئا .. لكني للأسف لم أكن كذلك .. (بارون ... هل تسمعني ..أرجوك ساعدني ... لا أستطيع التحمل أكثر .. أنقذني من هؤلاء الوحوش !!) تسمرت مكاني و لم أعد أستطع أن احرك اي شيء بجسدي ... توقفت عن العمل ... عن الكلام .. عن الرمش... عقلي لم يعد معي .. صغيرتي تتألم و أنا لست بقربها كي أواسيها ... صغيرتي تطلب النجدة و المساعدة  .. و أنا بعيد عنها ... صغيرتي أنا التي أقسمت أن أحميها داخل ضلوعي أتكلم معها على الهاتف من دون أن أعرف أين هي... لا أعرف ماذا أفعل في هذه  اللحظة تركت كل شيء بيدي و مسكت الهاتف و انا أصرخ بإنفعال كبير و لو أن هؤلاء الناس لم يكونوا ميتين لكانوا أصبحوا لا يسمعون الآن ...( سنايا ... حبيبتي .. ماذا حدث أخبريني .. ماذا هناك .. هل أذوكي ؟ .. حبيبتي قولي شيئا .. توقفي عن البكاء ! .. سنايا سنايا أرجوكي تكلمي ! ) .. قلت الجملة الأخيرة بتوسل كبير أريد الإطمئنان عليها .. لكنها قطعت قلبي و عيوني بدأت تعلن قدوم الدموع الساخنة و تنحدر على وجنتي من صوتها المتوسل الذي غرس سيوفاً في أوردتي و شراييني .. ( بارون فقط تعال إلي ... انا احتاجك .. لا أريد البقاء معهم ... أرجوك لم أعد أستطع التحمل أكثر ... أرجوك بارون .. أرجوك ... !) ... وقعت على الأرض خائر القوى .. ماذا يمكنني أن أفعل لصغيرتي في هذه اللحظة ... دموعي تنزل .. أحاول السيطرة عليهم بلا فائدة ... قلت بصوت بالكاد مسموع ( حسنا حبيبتي انا قادم لا تقلقي فقط أصمدي .. أنا قادم من أجلك لا تخافي كوني قوية من أجلي سنايا .. لا أستطيع تحمل ضعفك رجاءً !) .. لم أعد أسمع شهقاتها و لا تنفسها القوي ... فصرخت ( سنايا أين أنتي .. تكلمي معي هيا .. هل انتي بخير !) سمعت صوت ذلك الحقير الذي يستفزني دائما بإتصالاته المتكررة و قال ( هل تريد رؤيتها؟ ...  هل تريد حضنها ها ؟ مسكين بارون ... فتاة مراهقة تضعفه و تجعله خائر القوى ..أقسم بارون لو لم تكن هذه الفتاة بيننا بالقصة لكنت قبضت علينا بسهولة .. لكنها تأخذ تفكيرك كثيرا ... وأنا أشكرها لأنها تسدي لي خدمة كبيرة في إبعادك عنا .. هل تريد رؤيتها مرة أخرى !!) .. لم أعر أي اهتمام للكلام الذي قاله كل الذي شد إنتباهي في كلامه هو فقط .. فقط .. سؤاله الذي أوافق عليه بشدة .. هل تريد رؤيتها ؟ ... بالتأكيد أريد أيها الغبي ..  مسحت دموعي و قلت بسرعة ( ماذا تريد منها دعها تذهب !) لم يجبني على سؤالي بل قال ( و من اسأل بالتأكيد تريد رؤيتها ... تعال إلى ملهي كارا مرة أخرى و إنزل إلى القبو ستراها بإنتظارك يا جميل ... هيا أسرع لديك 20 دقيقة فقط !) و أقفل الخط ... مان كان ينظر لي و ينتظر ان أقول له ما حدث لكني تركته بسرعة و انا أقول ( أكمل العمل مان ... سأذهب لأراها إلى اللقاء!) ...
*نزلت إلى القبو كما قال لي فلم أرى أي شيء الظلام حالك هنا ناديت ( سنايا .. أين أنتي .. هل كل شيء على مايرام ؟) فجأة أضائت الانوار و يا ليتها لم تضئ ... رأيت سنايا مكبلة اليدين و الرجلين و ملتصقة بالحائط  تبكي و يضعون عصابة على فمها شهقاتها هي كل ما أسمع ... دموعها هي كل ما أرى ... الكدمات التي على وجهها و سائر جسدها هي كل ما أشعر ... جسدي تخدر حينما رأيتها بتلك الحالة ... كنت أريد قتل نفسي قبل رؤيتها مذلولة هكذا .. كم تمنيت أن أقتل نفسي في هذه اللحظة ... ركضت ناحيتها و مسكت وجهها بيدي و أنا أمسح الدماء عنه و أقول بعيون حمراء غاضبة كالجحيم ( سنايا ... هل هل .. أنتي بخير .. ) أزلت العصبة عن فمها كي تتكلم فبدأت بالبكاء بصوت عالٍ قطع قلبي إربا .. و أنا أراها بهذا المنظر ... قبلتها بقوة و انا أقول ( شششش لا تبكي .. أنا هنا كل شيء سيكون بخير أنا ... ) أطبقت على شفتيها مرة أخرى كي تتوقف عن البكاء .. لكنها لا تتوقف ... دموعها الغالية تتدفق كالشلال على يدي اللتان تمسحانها ... مقيدة من كلتا يديها لا تستطيع الحراك .. حاولت أن أحررها من قيودها بلا فائدة .. هذه القيود اللعينة .. إنها قوية .. و لا يمكن كسرها ... نظرت لعيون سنايا بحزن كبير و عيوني مفتوحة بشدة لأنني غاضب كالجحيم .. و إذا رأيت أي أحد منهم هنا في هذه اللحظة سأقتله بالتأكيد .. قالت لي و هي ترتجف ( بارون .. س... ا..عدني ... أخرجني من هنا .. الآن ... أريد الخروج !!) لامست شفتي شفتيها كي أهدئها و قلت ( ششش ... أنتظري .. لا تبكي .. لا أستطيع التركيز و أنا أراكي منهارة هكذا ..!!) ... توقفت قليلا و قالت لي ( إقترب أكثر أريد أن أقول لك شيئا !!) .. إقتربت منها حتى لم يعد أي شيء يفصلنا فقالت بأذني ( اشتقت لك أيها الوقح الهادئ .. خذني معك .. اشتقت لأحضانك .... اشتقت لكل جزء بك .. اشتقت لعتابك لي ... أرجوك لا تدعني وحدي !!) نزلت دمعة شاردة على وجنتي و أنا أسمعها تتكلم .. نظرت لها فكانت تبتسم بخفة .... قربت وجهها نحوي و قبلت دمعتي الشاردة و قالت ( لا تبكي .. أنت هو بطلي و خارقي ...أنت هو بارون وقحي الهادئ ) ... حضنتها بقوة و بدأت بالبكاء أما هي فكانت تبكي و تبتسم و تقول ( اللعنة كم اشتقت لحضنك يا غبي !! الآن شعرت بالآمان أخيرا !) بكيت مطولا و أنا أحضنها لا أريد الابتعاد عنها ... أريد البقاء هكذا طول حياتي أنا موافق .. لكن لا تبعدوها عني مجددا لن أحتمل بعدها  .. فجأة صرخت و قالت ( بارون انتبه !! ) .. لم ألتفت للخلف بل شعرت بأحد يضربني على رأسي في نفس المنطقة التي ضُربت عليها المرة الماضية ! نظرت لسنايا التي فتحت عيونها و فمها بقوة لا تستوعب ما حصل اما أنا فنظرت لها و أنا أبتسم و قلت بصوت خافت ( أحبك !) .. و هويت على الأرض و أغمضت عيوني و كل الذي أسمعه هو صراخها و شتمها !!
* الحياة تلعب لعبة خبيثة معك
تلقيك في متاهة لا تنتهي
و الوحيد الذي يخرج منها حيا هو الذكي
هناك طريقان في هذه المتاهة
إما السلام .. إما الحرب
تمشي دون أن تعرف الطريق
و المحظوظ هو الوحيد الذي يصل إلى طريق السلام
فهل انا بمحظوظ ؟
أم أنني تعيس الحظ فقط ؟

بناااات .... بلييز تفاعلو .... هاد البارت طويل ٣٦٦١ كلمة و اذا تفاعلتو كثيير راح اكتب اكثر من هيك بلييز ... خليني اشعر انو كتاباتي حلوة
#MaRiNeZz_Zz

في حضنك الآمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن