part (( 1 )) ...

14.4K 450 250
                                    

كانت صور الطفلة الصغيرة ( ساندرا ) تملأ جدران المنزل ..

صورها مذ كانت رضيعة ، وحتى أصبحت في المدرسة ..

عادت ساندرا للمنزل بعد يوم حافل في المدرسة ، لتخبر والديها بما حدث معها اليوم في المدرسة

ساندرا : " أمي أبي ، لقد عدت  "

ساندرا الطفلة الصغيرة ، التي تبلغ من العمر ٨ سنوات ، لديها خصلات شعر ذهبية طويلة ، تتساقط بانسدال على كتفيها ، عيناها زرقاوتين مليئتين بالبراءة ، بشرتها البيضاء المصفرة تدل على جمال هذه الطفلة ..

دخلت راكضة ، ضاحكة ، آملة بمستقبل واعد ..

ابتسمت السيدة ران ( والدتها ) والسيد فرانس ( والدها ) لدخولها متحمسة للحديث عن يومها في المدرسة

ساندرا : أمي أبي لقد كان يوماً رائعاً ، انظرا الى جبيني

ازاحت الأم خصلات شعر ساندرا عن جبينها لترى نجمة قد طبعت على رأسها..

ابتسمت أمها لها ، وقبلتها على جبينها بفخر ،، وقالت : جيد ، أريد منكي أن تستمري بالنجاح ...

كادت ساندرا تطير من الفرحة ؛ لأن أمها فخورة بها ... فبدأت تقفز وتدور حول نفسها وتضحك وتصرخ : هذا رائع رائع رائع ...

ابتسم والدها ثم نظر لزوجته ، ليراها قد اركت ظهرها على الأريكة وأغمضت عينيها وعضت شفتها السفلى ، في حين نظر ليدها فوجدها تضعها على بطنها وتشد قبضتها على ثيابها ..

السيد فرانس : ران ما بكي ..؟!

السيدة ران : ألم ، ألم شديد ،، اشعر أن معدتي تتقطع وتلتوي

ساندرا : أمي هل هذا مؤلم جداً ؟

السيدة ران : ههه أظن ذلك يا ابنتي

السيد فرانس : سأقوم باستدعاء الطبيب حالاً

استدعى الأب الطبيب ، وحالما وصل كانت الأم قد ارتمت تماماً ، وزاد احمرار وجهها ، وبدأت تتصبب عرقاً ...

قام السيد فرانس بنقلها الى المشفى ، في حين تجمدت ساندرا في مكانها مفزوعة من منظر والدتها المريضة ، وبدأت تبكي ، حتى غفت على الأريكة التي كانت والدتها مرمية عليها ...

دخل الطبيب وشخّصّ حالتها ، ثم خرج ، خرج ليحمل الأخبار المميتة والقاهرة بالنسبة للعائلة ،، عائلة ( بارانوف ) ...

الطبيب : حالتها خطيرة ، فهي مصابة بسرطان الدم وسرطان المعدة

السيد فرانس : م..ماذا تعني سيدي الطبيب ؟!!

الطبيب : سيد فرانس ، في مثل حالتها لن تعيش أكثر من أسبوع

انهار السيد فرانس جالساً على ركبتيه ، ووضع يداه على رأسه لتتخلل أصابعه المرتجفة بين خصلات شعره ...

.. مَيتَمُ الأمْوَات ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن