(( ليث ))
بقينا أسبوع بإكملة في أيطاليا زرنا الكثير من الاماكن سوياً .. شعرت بأنني برفقة طفلة صغيره تسعدها أبسط الامور حتى و أن غضبت يسهل الحصول على رضاها بأشياء بسيطة .. لم تكن ممن يحب التفاخر و التباهي كانت تلك الفتاة التي كنت دوماً أبحث عنها تلك التي ترضا بالقليل وأن كان بسيط لا يهمها مكان ولا زمان سعادتها بأشياء سهلة ومن الممكن تحقيقها ..
في أحد الايام كنت قد أستيقظت للتو من النوم .. سمعت صوت المياه فخمنت بأنها تستحم أتكأت على السرير بعد عده دقائق خرجت قمت بأغلاق التكييف .. قامت بتجفيف شعرها دون تمشيطة قلت بتساؤل
ليث: ليش متمشطين ؟
لين: مالي خلك امشطه ياخذ وكت وهو طويل ..
ابتسمت بهدوء وقلت
ليث: تعالي أني امشطج
نظرت لي بدهشة
لين: تتشاقه ؟
قلت بهدوء: والله
أتت لتجلس أمامي بدأت بتمشيطه حتى قالت
لين: لا لهنا وبس تحسسني اني كل شي ماكو
استرسلت: امي من جانت تتعب اني امشطلها ومن تتعب اني اطبخ همين وارتب غرفتي لدرجة الخدامة ولا مرة داخله تنظفها
ابتسمت لتقول بهدوء ..
لين: امك محظوظة بيك
قبلت رأسها ..ليث: واني محظوظ بيج
لين: خلينا نرجع
ليث: مليتي ؟
هزت رأسها بالنفي لتقول
لين: لا ما مليت .. بس حتى تشوف أمك الي يومية تتصل
سألتها: ولا مرة تتصلين بأمج
صمتت قليلاً لتقول ببرود
لين: هي ما مهتمة بيه ولا تسأل .. اساساً ما اعترف بيها
تسللت دمعة من عينيها مسحتها لآقول
ليث: مهما يكون هي امج
لين بسخرية: بس جابتني للحياة وبعدها ما شفتها كبرت واني اشوف المربية اكثر منها حتى الخدامة اشوفها اكثر .. لحد ما وصلت للي وصلت إله هسة هي هم الها سبب بالي يصير مو بس ريحان
وضعت رأسها على صدري مسحت على رأسها لاقول
ليث: منو ريحان !!
قالت: عمي اخو ابوية .. كل شي اسوي مرتبط بي لآن هو الاساس
قلت بتفكير
ليث: يمكن امج مجبورة ع الي تسوي مثلكم ؟
لتقول معارضة و نافية للفكرة
لين: لا ليث هي تسوي كل شي وهي مقتنعه ماكو أجبار بالموضوع .. هي مختاره طريق يختلف عن طريقنا
نهضت لآقول بحماس ..
ليث: خلينه نروح لمدينة الالعاب
لين: هههههههههههههه لا بربك بلا خبال
جررت يدها بخفه قمت بأختيار الملابس لكي نستعد للخروج .. كانت الابتسامة لا تفارق وجهها أتجهت برفقتها إلى مدينه الالعاب لنمضي يوماً ممتعاً سوياً لكن قد تعكر في نهايته ..
في المساء كنا سنعود للفندق كانت تضع رأسها على ذراعي وهي تتشبث به
ليث: تعبتي حبيبي ؟
ابتسمت بخفة لتهمس ..
لين: شوية تعبت
توقفنا قليلاً تحدثت معها وما هي ثواني أبتعدت قليلاً لتصيب الرصاصة الشخص الذي كان يقف خلفها لتتسع عيناي بدهشة .. نظرت لها سحبتها لآحتضنتها بقوة أبتعدنا عن المكان حتى وصلنا إلى الفندق اتجهت برفقتها إلى غرفتنا قالت بخوف
لين: ليــث
مازلت أحتضنها مسحت على رأسها بهدوء
ليث: اشش أني يمج مراح يصير شي
قالت بهمس
لين: خايفة .. خايفة اريد انام اييي اريد انام
حملتها لآضعها على السرير أستلقيت بجوارها أتت لتضع رأسها بحضني ويديها تتمسك بقميصي
ليلتها .. كانت تنام وهي خائفة كـ طفلة قد أضاعت والدتها تبحث عن الامان بعينيها الدموع قد جفت تماماً شعرت بالالم لمجرد رؤيتها هكذا ألان ادركت موقف جاد مني قبل فترة فالدموع لا تليق بها أبداً .. عاهدت نفسي ليلتها بأن أجعل القادم فرح و سعاده بعيداً عن الدموع والحزن كانت تلك مهمة ويجب علي تحقيقها
نحن ندرك بأن هناك أشخاصاً لهم مكانه في قلبنا
لذلك نحزن لرؤيتهم يتألمون ..
نفرح حين نرى الفرح يشع من بين عينيهم
قد نقدس حياتنا لهم .. ونضحي بكل ما نملك أيضاً لهم
لأننا قد لا نجد شخصاً يناسبنا كـ شخصهم
وقد لا نرى شخصاً يخاف علينا مثلهم ..
احذرا و حاذروا جميعكم ! حين تجدون شخص يضحي بكل شيء
يكون معكم رغم كل الظروف و كل الاغلاط فقط لآن الشعور الذي يتولد لديهم قوي جداً أقوى من النسيان
قد لا نشعر بقيمة هكذا شخص إلا حين نخسرة أو حين نشعر بأن الحياة تنقصه ..
قد ينقصنا هكذا شخص .. أو ربما تنقصنا حياة بإكملها مع ذلك الشخص
كانت هي .. نعم كانت هي من تنقصني ، لست كاملاً وليست كامله لهذا السبب قد نكمل بعضنا الاخر تلك هي قناعتي التي بدأت أتقبلها رويداً رويداً
في صباح اليوم التالي أستيقظ كلانا على صوت طرق الباب نظرت لي بأستغراب لتفرك عينيها كالاطفال
لين بنعاس: اي قليل ذوق يجي هسة
رفعت كتفاي لآقول
ليث: ما ادري خلي اكوم اشوف
أمسكت بيدي لتقول
لين: اجي وياك مو مثل المرة الي فاتت
ليث: ههههههههههه خلص هاي هيه حقدتي ؟
امسكت بيدها لآتجه للباب فتحته لآعقد حاجباي بأستغراب ..
..: ليــــــث
قلت بتعجب: دينــا .!!