-12-

11.1K 249 49
                                    

-12-

نظر عبر ثقب الباب مستغربا من طلول جسدها من النافذها, شهق بصدمة حينما قفزت بخفة و كأنها متمرنة منذ سنين علي القفز, ظل صامتا لثوان ثم فتح باب الغرفة, و توجه نحو النافذة, و تربص بنظره عليها و هي تركض صوب شاب يقف امام سيارته ينفث دخان سيجارته, ابتلع لعابه و غمغم بحدة :

-انتِ كدة جبتي اخرك معانا يا نيرة !

***

لف ذراعه حول ذراعيها العاريتين, و ضمها الي صدره تاركا قبلة فوق شعرها, احتلها الخجل و حاولت الانسحاب من ضمته, لكنه صمم التمسك بها و قال و هو يربت فوق احدي كتفيها :

-مش كفاية لبس عريان بقي كدة!

تراجعت اثناء كلامه الي مقعدها و اعتدلت بجلوسها, فردد جملته بأسلوب ممزاج له لهجة أمرية مستنكرة :

-مش كفاية يا نيرة!

فعبست بملامحها و قالت في شيء من الغضب :

-اظن دية مسألة تخصني وحدي

و تابعت بحنق :

-و بعدين ما انا انهاردة لابسة كويس..

مر بنظرة سريعة علي ثيابها فربما اصاب بعمي, كان بنطالا ضيقا يفصل رُفع سيقانها و قميصا اسود بلا اكمام فضفاضا بعض الشيء بغذ النظر عن اظهاره لنهديها و وجود ببعض من الشفافية به, رفع حاجبيها باستعجاب و قال بهدوء :

-زي ما تحبي بس انا مش هسيبكك كدة كتير..

و واصل متظاهرا الحزم :

-اتجوزك بس و هنقبك و احبسك في البيت..

ضحكت ساخرة مستخفة بكلامه, ثم استدارت لنافذة السيارة, و تأملت الطرق المظلمة في سكون الليل, تركها غارقة في تأملها لكن لم يتحمل كثيرا فقال :

-بصي الحفلة الي هنروحها مش عاوزك تتعرفي علي حد الا الي هشاورلك عليهم فاهمة يا نيرة..

فتلفتت اليه بهجوم و كأنه حية لذعتها, تعالت ملامحها الوجم الغاضب و ضخمت صوتها قائلة :

-انت بتدخل لية في كل حاجة تخصني و ما دام مش عاوزني اتعرف علي حد جبتني معاك لية..

زفر بضيق و قال بهدوءه المعتاد :

-جيبتك عشان اعرفك علي الدنيا الي مش شايفها و اعيشك يوم جديد..انا ملاحظك روتينية و في حالك دايما..

فبترت جملته :

-و ما دام شايفني في حالي..بتدخل لية في حالي, كنت ناقصة تحكاماتك انت كمان, مش كفاية الي عندي في البيت انا لما بصدق ابقي معاك عشان احس بالحرية..

هدأها قائلا :

-حرية ! خلاص خلاص متتعصبيش اعملي الي انتِ عاوزاة بس انا خايف عليكي..

مدمن قلبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن