~ مزيفة ~

14.6K 1.1K 96
                                    

#(سيف)#

هل جربتم شعور ان تحبو احدهم يوماً ما بشدة؟.. تبررو له اخطائه وتلتمسو له العذر؟!..حاولتم اقناع انفسكم انه انسان جيد لأن قلبكم الاحمق سيرفض التخلي عنه وسيعذبكم ان ابتعدتم عن حبيبه..لذلك يجبركم ان تبيعو مبادئكم...تنسو قواعدكم...تتجاهلو عقلكم ومنطقيته لتتبعو قلبكم وحماقته...وفي النهاية ستضربكم صاعقة صدمة تجعلكم تكرهون انفسكم ومدى ضعفكم...لتكتشفو ان من احببتم بهذه المقدار لم يكن سوى شيء..مزيف!!.
وقفت في وسط مكتب ادهم لايمكن لعقلي ان يستوعب الكلام الذي نطقته حالياً..نعم انا من اخبرت ادهم...انا من قدمت له الاوراق...انا من عثرت على الحقيقة ووجدت الدليل القاطع..ولكن لما لايمكنني التصديق بحق السماء؟!...لما لاازال اجد لها التبريرات والاعذار؟!...مااعرفه الان اني اكرهها بشدة....أليس هذا مااردته؟..أليس هذا ماكنت اتوسل لقلبي ان يفعله؟..فلما اشعر به ينزف الان؟..لما اشعر بأنينه وصراخه؟!..

رفعت عيناي من فوق ارضية المكتب التي كنت احدق فيها بعمق سارح بخيالاتي لعوالم اخرى.. نظرت نحو ادهم الذي يدور ثائراً في المكتب ذهاباً واياباً غضبه يمنعه حتى من الجلوس او السكون...اصبحت عيناه حمراء وهطلت حبيبات العرق بغزارة فوق جبينه وصدح صوت زفيره الثائر في الارجاء يكاد ان يمحي كل الاوكسجين الذي في الغرفة....واخيراً استدار مقبض الباب لنلتف كلانا اليه بترقب ونشاهد فريستنا تدخل منه...ميرنا!!!
لقد اتت للجحيم بقدميها دون ان تعلم..فما ان وردها اتصال ابيها بضرورة حضورها حتى جاءت مسرعة...دخلت وتجمدت فوراً في مكانها وهي تحدق بنا بأستغراب ثم قالت بتردد:

ـ مـ..ماذا هناك؟!..

عقد ادهم يديه خلف ظهره ونظر اليها بغضب يكاد ينقض عليها ويقتلها في مكانها وليس وكأنها ابنته الوحيدة!..قال لها بهدوء مغلف بعصبية:

ـ تعالي لتجلسي...

واشار بذقنه نحو الكرسي الذي يقبع امام مكتبه فلم تملك جرأة الرفض وهي ترى كل هذا الغضب والاستياء الذي يسيطر على الاجواء ..ولفضولها ايضاً لمعرفة ماذا يجري...
دخلت بخطوات مترددة وبطيئة وجلست على الكرسي فتقدم ابيها منها فوراً وقال وهو يجحظ بعينيه بقوة وقال بحدة:

ـ سأسألك لمرة واحدة فقط..وان تجرأتي وكذبتي..لا..بل اذا فكرتي مجرد تفكير ان تكذبي فسأجعلك تندمين بشدة ياميرنا ولن يهمني كونك ابنتي..هل فهمتي؟!..

ازدردت ريقها وادارت بصرها نحوي بتوتر وكأنها تستنجد بي ولكنها تفاجأت بنظرات الاستياء وعدم الاهتمام في عيناي وانا احدق بها بذلك الجمود..وفجأة انتفض جسدها بفزع على صرخة ابيها بها وانتزعت ابصارها مني لتعيدها نحو ابصاره..

ـ هل فهمتي؟!..

ـ أأ أجل..

مد يده واخذ الملف الذي بين يدي ورماه نحوها وهو يقترب منها خطوة اخرى وقال وهو يكز على اسنانه ويجحظ بعينيه اكثر:

اشباه عاشقين (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن