فتح أكرم عينيه بتثاقل، كان رأسهُ يؤلمه، و وجههُ يمتلأ بالكدمات، و راح يئن قليلًا، ثم رفع رأسه فوجد نفسه يجلس امام زجاج عازل، و في الداخل يقف مجموعة من الشباب، ذكور واناث، امام آلة معدنية ضخمة مستديرة الشكل و لها فوهة عميقة، بينما هناك الات معدنية بنفس شكل الالة التي استخدمها هو و زميليه.كانت اعدادها كثيرة و بأحجام مختلفة و جميعها اصغر من تلكَ الالة المستديرة. و شيئًا فشيئًا بدأت اضخم آلة تتوهج بنور ملأ ارجاء المكان و لم يستغرق الامر سوى اجزاء من الثانية حتى اختفى النور و اختفوا الشباب معه كما لو أنهم لم يكونوا موجودين اصلًا، حينها هتفت مجموعة من الاشخاص لم ينتبه لهم أكرم في البداية. كانوا ستة رجال يرتدون معاطف المختبر البيضاء و تتقدمهم حواسيب و الآت مختلفة. ثم سمع الشاب صوت رجل قريب يقول:
- لقد تلاعبنا بوتيرة الزمن.
التفت أكرم نحو مصدر الصوت، فإذا به يرى ذات الرجل الذي ظهر في حلمه و في ذكرياته يجلس بجانبه على مقعد بلا مسند و ابتسامة عريضة على وجهه. فأشتعلت النيران بداخله، و همَ بالهجوم على الرجل، الا انهُ وجد نفسهُ عاجزًا؛ فيداه مقيدة بالاصفاد، و ساقاه مكبلة بالحبال، اما ذراعهُ التي تعرضت لإطلاق النار فكانت ملفوفة بضماد، و صاح أكرم بوجه الرجل و في عينيه لهب الكراهية يتوهج:
- فك وثاقي و ارني شجاعتك يا ابن الحرام.
حملق الرجل فيه دون أن تفارقه الابتسامة، قائلًا:
- تكلم معي بأحترام و دعنا نتحدث كـرجلين مثقفين.
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Исторические романы• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ. •الرواية فائزة بمسابقة أسوة 2018، كـواحدة من ثلاث أفضل روايات عن الفئة التار...