اتسعت عيون أكرم في فزع مصحوب برجفة خفيفة، بينما اخذ قلبه ينبض بشدة كما لو انه منبه لساعة قديمة، رفع يديه بأستسلام، و هو يتساءل بصوت مبحوح و خافت:- من انتم؟
قال بينما يستدير. رأى مجموعة مسلحة من رجال ملُثمين بشماغ عليه نقوش مستطيلة سوداء اللون، لا يظهر من وجوههم شيء سوى عيونهم. كانوا احدى تلك الميلشيات التي توظفها اليد الحمراء من اجل انتظار الأشخاص الذين تم ارسالهم لزمن آخر و في حال لم يطرأ أي تغير في الزمن الحاضر يقتلونهم. و واحد منهم فقط كان يصوب بندقيته عليه، قال:
- انا لا اعرف لماذا يعاند امثالكم؛ فأنتم ليس اكثر من بيادق لليد الحمراء و حين تنتهي صلاحيتكم يتم التخلص منكم.
اخرج صورة من جيب أمامي في قميصه، و القاها عند قدمي أكرم، قائلًا:
- هذه الصورة لرفيق لك في المهمة، كان أسمه لقمان دخل المهمة بـشحصية النبيل جيرمان، هذا الرجل كان يظن أنه سيتهرب من الواجب مثلكَ تمامًا لكن هذه كانت النتيجة، و ستلاقي المدعوة أُميمة التي دخلت المهمة بـشخصية الكونتيسة هيبوليت نفس المصير فبأنتظارها رجال بالمقارنة بهم نحن طيبي القلب.
القى أكرم نظرة على الصورة، كانت لـ لقمان ميتًا، فقد تم تقطيع اوصاله بشكل همجي تشمئز منه العيون، ففزع و إصابته نوع من القشعريرة وقتها، لكنهُ تمالك نفسهُ قليلًا و تساءل:
- ما الذي حدث؟
- اسأل نفسك، فكل ما نعرفه هو أنكم لم تؤدوا المهمة كما يجب.
عجز أكرم عن الرد بأي كلمة، كان يبدو مشوشًا جدًا و شارد الذهن، فأنزعج الرجل و جذبه من ياقة قميصه بعنف قائلًا:
- ستأتي معنا....
في أقل من طرفة عين حدث الغير متوقع بالنسبة اليه، و قبل أن ينهي كلامه، وجد نفسه في موقف ضعف، حين ركلهُ أكرم بقدمه، فتعثر و سقط وقد فارقت البندقية يده، فألتقطها الشاب و ضغط على الزناد، فأستقرت رصاصة في رأس عدوه، و ما أن صوب البندقية على بقية الرجال، تلقى هو رصاصة هذه المرة، فأصيب ذراعه و افلتت البندقية منه، فـصاح عاليًا و راح يئن للحظات بينما بعض الدموع تترقرق في عينيه.
اهتز في توتر و خوف، ثم تمالك نفسه مجددًا بعد لحظات، و نهض من مكانه متجاهلًا الدماء التي راحت تتساقط على الارض، و اعاد النظر مجددًا في مدينته، و بالرغم من إن الشكوك و المخاوف تكبله، الا انهُ كأي فرد سكن هنا، سيبقى ينتظر السعادة، ففي ومضة عين قد يتغير كل شيء، و أن القلب المغدور لهذه الأرض سيبقى ينبض للأبد.
وقتئذٍ طرحه احد اولئك الرجال ارضًا بينما عقل أكرم كان مُسافرًا في مكانٍ آخر، حتى عندما راح يضربه لكمات قوية، والتي تسببت بفقدانهِ للوعي في نهاية المطاف.
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Ficção Histórica• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ. •الرواية فائزة بمسابقة أسوة 2018، كـواحدة من ثلاث أفضل روايات عن الفئة التار...