مسح أكرم ماسورة بندقية رماية بينما يجلس على صخرة وسط ارضٍ خلاء معروفة بجفافها و بوعورة طُرقها، انها ارض وادٍ شهير-وادي الموت-اكثر بقاع امريكا الشمالية انخفاضًا و اشدها جفافًا و اعلاها حرارةً.الوادي الذي اشتهر بغرابته، فهناك صخور تزن ٣٢٠ كيلو جرام تتحرك عند بحيرة جافة، و اسماك تعيش في جداول وسط هذه الارض ذات الطابع الصحراوي المُقفر، و بذور نباتات كثيرة تنمو في التربة، ترقد طويلًا حتى يأتي الشتاء محملًا ببعض الامطار، و إن لم تأتي الامطار في شتاءٍ ما، بإمكانها إن تنتظر للشتاء القادم و حتى لسنواتٍ طوال. وعندما تأتي تمسي زهورًا، فتمتلأ بعض الاراضي بالأزهار البرية المتنوعة و المختلفة.
· · • • • • • • · ·
تمكن أكرم من انهاء اللـمسات الاخيرة لتنظيف سلاحه، و ادخل خرطوشة واحدة في مدخل الذخيرة، ثم احكم غلقه، و وثب من مكانه، فقفزت عظاءة كانت تستقر على ذات الصخرة.
اغلق زر الامان و تهيأ بوضع الاطلاق اثناء امتلاء الفضاء بصفير نسور حاد. وضع اصبعه على الزناد و صوب البندقية نحو غزال على بعد امتار قليلة منه، و ما هي الا ثواني حتى اطلق النار، واذا بالخرطوشة تخترق جسم الغزال و تطرحهُ ارضًا، فمات من فوره.
فتح زر الامان وجفف العرق المتصبب من وجهه بطرف كمه، ثم ثبت البندقية على كتفه من خلال حبل سبق و شدهُ في اطرافها، فراحت البندقية تترجح فوق حقيبة ظهر كان يرتديها. و امعن النظر بصيده الثمين متنهدًا بإرتياح فقد عرف ماذا سيأكل على العشاء الليلة.
كان وجهه حزين و بلا بشاشة، و لحيته اصبحت اطول من ذي قبل. مشى في تلك الطُرق الوعرة، بينما الشمس بدأت تغيب وراء الجبال، لتجعل ربع السماء تتوقد بضياء الغسق، حينها قال أكرم مُخاطبًا نفسه:
- سأتعشى ثم سأخلد الى النوم؛ فأنا مُرهق جدًا و احتاجُ لنوم طويل و هانئ...نعم انا في امس الحاجة الى الراحة.
#النهاية
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Ficción histórica• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ. •الرواية فائزة بمسابقة أسوة 2018، كـواحدة من ثلاث أفضل روايات عن الفئة التار...