· · • • • • • • · ·فتح عينيه فرأى الكونتيسة تقف عند عتبة الباب مرتدية سترة لونها اخضر غامق، و تضرب بكعب حذائها على الأرض، بدت و كأنها تختنق من الغضب، فأعتقد الفونس انها كانت هنا منذ فترة، تنتظر دون أن ينتبه. وثب من مكانه، اعاد علاقة المفاتيح لجيبه، واخذ يزر ازرار كانت مفتوحة في قميصه، ثم عبثًا حاول أن يصفف شعره؛ لأن النوم قد شعثهُ اكثر، فلم ينفعه ذلك ليبقى شعرهُ مُتهدل على وجهه، و منكوش من الخلف. و خرج برفقة الكونتيسة، وقتها قال الفونس فور اقترابه من انجلاين هناك:
- اما تزالين في الخارج!، عودي للداخل بسرعة فهذا يكفي.
فأومئت براسها موافقة، و ساعدها لقمان بتسير الكرسي بعد أن كان على مقربة منها، و اخذها للداخل.
- شكرًا لأنكِ احضرتِ انجلاين الى هنا.
قال الفونس و في عينيه نظرة امتنان، فردت الكونتيسة بالآتي:
- الشكر لله...فقد كنت واقفة امام الكاتدرائية حين جاءت بها راهبة، و قد كانت مؤمنة بأن الضرر لن يمسَ مكانًا مقدسًا، لكنها حين اكتشفت الحقيقة المعاكسة لاعتقادها تملك الحزن منها و همت بالرحيل لمكانٍ اخر مع انجلاين لكنني منعتهما و طلبتُ من الراهبة ترك البنت عندي لان الكونتيسة الحقيقية كانت على ما يبدو من معارف انجلاين وعائلتها لهذا هي وافقت على البقاء معي دون تردد، وهذا سرَ الراهبة.
بعدها مشيا بصمت حتى لامس كعب حذاء الكونتيسة أرضية ميدان الكونكورد المجاور لكاتدرائية نوتردام، قالت:
- يجب أن تأتي معنا فما تفعله لا يخصك.
- ماذا تعنين؟
- لقد ارسلنا الى هنا لكي نوقف الهجوم على الباستيل؛ لان الارهاب ولد في اليوم الذي تم تدميره، أي بدأ من الثورة الفرنسية و ليس كما يدعي اولئك الفاسدين حين يقولون إنه جاء من الاسلام؛ فالثورة اخذت منحنى آخر حين دمرَ الثوار الباستيل، راحوا يقتلون المُسلحين الذين كانوا يحرسون السجن بطرق شنيعة رغم استسلامهم و قتلوا حارس السجن و مثلوا بجثته...و قد فعلوا الشيء ذاته بالكثير غيره...انهم يحاولون تحقيق العدالة بحقن الدماء و أي شيء يتم بناءه من الدماء ليس فيه رجاء...ثم إن القضاء على النظام الملكي ليسَ حلًا؛ لأن النظام الديمقراطي مُغلف بِتعسف و دكتاتورية اكثر من الحكم الملكي و ينعدم فيه الرأي العام...يظن الشعب أنه تقدم خطوة مهمة حين يتجه لهذا النظام إلا انهم يتفاجؤون بالمُخططات الشيطانية التي وِضعت لهم مسبقًا من قبل ايادي اثيمة لها قوة اكبر من قوة هذا البلد، رغم ذلك ستعيش فرنسا في المستقبل حالة افضل بمئة مرة من حالة الدول التي قامت بالربيع العربي فثوراتهم لن تُثمر كما كانوا يتوقعون... فقط ارواح بريئة ستقع ضحية ذلك التدهور بالمقابل الوضع لن يتغير مع الوجه الجديد الذي يحكم و هذا كله يحدث لان العالم تحت رحمة مخططات اليد الحمراء.
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Historyczne• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ. •الرواية فائزة بمسابقة أسوة 2018، كـواحدة من ثلاث أفضل روايات عن الفئة التار...