- لا يهمني فَهُم لن يفهموا على أية حال، لكن انظر انت بعينيك لقد قمنا بإستغلال الثغرات الموجودة في النسيج الكوني و من خلال هذه الآت خلقنا ممرًا دوديًا يسمح بأنتقال الكتل عبر الكون بسرعة اكبر من الضوء؛ لأن الانتقال الى الماضي لا يمكن أن يتم اذا لم نتفوق على اقصى سرعة في العالم و قد فعلناها بعد أن كانت جُل اعتقادات العلماء بأن أي جسم مادي لا يمكنه أن يتجاوز سرعة الضوء الا اننا فعلناها...هل تصدق ذلك لقد دخلنا التاريخ... لقد عملنا انثناء في النسيج لدرجة الانغلاق حتى يتوقف زمنه فور دخول أي شخص فيه، بدوره الزمن سيتمدد بوجود الجسم و بينما يعمل نحدد التاريخ و الامكنة و الشخصيات التي سيتخذها المرسلون هويةً لهم...الامر اشبه بلعبة يا أكرم.- لما كل هذا السعي الحثيث لتغير عالمٍ منقضٍ، هل قبول ما هو حتمي صعبٌ عليكم؟، انت الان تبدو اقرب الى مجرم يعترف بجريرته اكثر من عالِم يبدي سعادته بإختراعه، انت لا تستحق أن تسمى مخترعًا، لكن ماذا الان؟ هل انت مبتهج؟...انا واثق بأنك في قرارة نفسك تعرف إنه ليس بمقدور أي احد محو البقع السوداء من التاريخ، فلو كان هذا ممكننًا لكنت انا اول الاشخاص الذين سيغيرون قدرهم.
سكت الرجل قليلًا، قضم بعض الأظافر بفاه، ثم قال بهدوء دون أن يحول نظره عن أكرم:
- اليد الحمراء قرروا عدم قتلك، ستكون التجربة الفاشلة الوحيدة التي ما تزال موجودة...لأنك كنت مقربًا من احد أفضل رجالنا (جبران)، لـهذا المنظمة تعتقد انهُ سيكون لك نفع في المستقبل، و سيرسلونك الى وادي الموت في كاليفورنيا، ستكون تحت المراقبة و سيتم ارسال لك بعض المؤن بين فترة و آخرى و عليك أن تقتصد بأستخدامها، وسيكون بإمكانك أن تصيدَ بعض الحيوانات هناك...لا اعرف بماذا تفكر المنظمة، و لكن على اية حال فأنتَ لن تعود الى مسقط رأسك مجددًا و إن مُت فستموت في غربة بعيدًا عن ديارك.
حينها ابتسم أكرم بكآبة دون أن يرد كما لو انه يقول بذلك «لا فائدة من الكلام»، و دخل اربعة رجال مجندين من خلال باب معدني كان خلف اكرم تمامًا، واحد منهم قام بتوجيه ضربة اليه بباطن كفه جعلته يفقد الوعي، فكوا وثاقه، و راحوا يسحبونه من ياقته فمسحَ بجسدهُ الارض، لتمتلأ ملابسه على اثر بالتراب. تابعه المخترع بنظراته دون ادنى تعبير على وجهه، ثم اغلق باب مختبره.
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Historische Romane• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ. •الرواية فائزة بمسابقة أسوة 2018، كـواحدة من ثلاث أفضل روايات عن الفئة التار...