P.8

132 17 1
                                    

عدت لغرفتي و امسكت القﻻدة في رقبتي،  تحسستها، وكذلك القرص، و تذكرت لحظة وفاة سامي كان كل شئ يهتز من حولي حقا و الأشياء تتحرك من مواضعها ...عندها لم اكن ارتدي الخاتم،

فعملت ان قوتي المجهولة هي من تسببت في ذلك ولم يكن كابوس ..ولكن قلبي مازال حزين مكسور ولن يلتئم بسهولة علي فقد رفيق دربي سامي، ولن اعلم اسأستطيع ان اكمل بدونه حقا!

هذا يحتاج الكثير من الجهد والتحمل وكذلك الحزن،  قلبي لن يتخطاه بسهولة،

سآتذكرك دائما سامي، وسأدعو الله ان يرحمك و يجعلك في جنته في مكان جميل حتي اتي اليك، فربما الآن قابلت والديك وانت سعيد معهم، اتمني ان تكون سعيد، وﻻ تقلق علي، فأنا قوية كما كنت تخبرني دائما ...

شعرت بصداع في هذا الوقت لكثرة تفكيري  فأخذت قيلولة، عندها حلمت بسامي، كنا نجلس علي النهر وقت الغروب ..والطيور تغرد عائدة لأعشاشها، ثم نظر لي بحنان وقال : اريد دوما ان اراكي سعيدة، عديني! ...

استيقظت اشعر ببعض السعاده و الاشتياق ، بسبب هذا الحلم او تلك الذكريات ، كان سامي هادئ فيه يبدو عليه الراحة ..اطمئننت لمجرد رأيته في حلمي هكذا..

قمت بعمل بعض الاشياء مع مايا واعددت معها الطعام، فأنا أحب الطهي كثيرا،

ثم تحدثنا قليﻻ فقالت لي " لينا، والديكي احباكي كثيرا، وكل ما فعﻻه لأنهم ارادو حمايتك، ﻻ تحزني منهم ابدا الآن او في المستقبل لو علمتي اشياء واغضبتكي منهم، فقط تذكري انهم ارادو لك الأفضل "
أومأت لها برأسي فاهمة ووعدتها بذلك ...

حضر الجميع للعشاء، تحدثو في امور القرية و مخزون الغذاء ﻻشئ أخر، كنت معهم بجسدي فقط فكان عقلي غائبا، في مكان اخر تعدي السحاب .. وفي اليوم التالي عندما استيقظت اخذتني مايا وذهبنا للمجلس ..

دخلت وانا اتشوق لمعرفة ما سيحدث اجابة للأسئلة التي تدور في رأسي ..

بدأت بالكﻻم " كيف سنخرج من القرية، هل سنعيش في مدينة ام قرية اخري .!؟ "
رد الكس بإبتسامة " نحن لن نخرج، انتي ستخرجي .."

صدمت ولم اتكلم، قلت تحاورا مع عقلي المتعجب مثلي * بالتأكيد هو يمزح، ﻻ ان الكس لم يمزح من قبل، ولكن اسيحمنوني طوال تلك السنوات ثم عندما تنتهي مهمتهم يخرجوني وانا ﻻ اعلم اي شئ في الخارج! اسيتخلون عني ، ﻻ اعتقد فهم يحبوني، وواجبهم حمايتي، إذا فﻻ بد اني سأخرج ليوم واحد وأعود ...سأسكت حتي اعلم ماذا يقصد * ونظرت له متعجبة ...

اكمل الكس " ستعيشي في العاصمة وستذهبي للمدرسة الثانوية كباقي الطﻻب العاديين، ستعيشين مع فتاه في سنك ... "

لم انتظر ان يكمل حتي قلت " فتااااه ! من هي؟ كيف سأعيش معها وحدي؟ وهل تعرفوها؟ "


اكمل الكس متجاهلني : "ما عن باقي الأشياء قوتك وماضيكي ستعلميها في الوقت المناسب، تمارا وأسامة سيأتون معك للمدينة، ولكنهم لن يتدخلو في حياتك و سيكون لهم منزلهم المستقل ...لكن وظيفتهم ستبقي حمايتك .. وامام البشر أسامة سيكون صديق والدك المتوفي ...

اما جون سيزوركم كل اسبوع ليفحصك ويطمأن علي صحتك . "

قلت " ولكن علي حساب علمي ان الناس في الخارج يدرسون اشياء بسيطة جدا، اخذتها كلها قبل ان اتم العاشرة، فما فائدة ان أذهب معهم للمدرسة ؟! "

الكس " ان تعيشي حياه طبيعية، وتصبحي اجتماعية ..وتعتمدي علي نفسك، وبالطبع لن تهتمي لدراستهم، ستأخذي معك كل الكتب التي درستيها من قبل و تراجعيها هناك حتي ﻻ تنسي اي شئ من لغاتك او علمك، وستذهبي لأسامة في عطلة كل أسبوع لتكملي تمارينك الرياضيه و تطوري مهاراتك أيضا "
...

"وانتم ؟! "

" سنبقي هنا كما نحن، نكمل حياتنا الطبيعية، وستأتي لتزورينا في اي وقت تريدين ...

قلت بحزن "سأفتقدكم كثيرا ..."

واخذت ذكريات كثيرة تدور في ذهني، واتسائل كيف سأترك مايا وقد اعتدت علي العيش معها، اسأغادر ذكرياتي مع سامي هنا! ، ولن اذهب للنهر كلما اشتقت إليه وظهر ما افكر فيه علي مﻻمحي فوجدت

جون يتكلم
"لينا الهدف من هذا هو الإعتماد علي نفسك ومواجهة تحديات الحياه التي ستقابليها فيما بعد، ﻻ تحزني فمازلتي في بداية حياتك، وستقابلين اشخاص كثيرون و ستتعلمي الكثير عن الحياه وعن الواقع، نريدك ان تكوني قوية دائما، تواجهي كل مصاعبك بإبتسامة وتحدي كما كنتي هنا، وﻻ تقولي الوضع تغير، فالقوي قوي في اي مكان وزمان، ان قلبك مزهر بالأمل دائما، انا ﻻ احب رؤية هذه الزهور مغلقة في جو من الحزن و الأسي كمان كنتي في الفترة السابقة ...احب ان اري لينا التي اعتدت عليها وكما كانت طوال السبع سنوات الماضية ...كوني اقوي ..."

إبتسمت له وقد اثر في قلبي حقا ما قاله..عزمت علي تحدي المستقبل ببذل ما اقدر عليه في الحاضر .
لم يخبروني أي شئ آخر،
فحاليا علمت كل ما احتاج .

In another world _ في عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن