الفصل الرابع*^*

218 14 74
                                    

فتح تشارل عينيه ببطءٍ محاولاً تذكر ما حدث حيث أعادت آلام جسده ذاكرته بسرعة ، احتمل الألم وأدار وجهه الى اليمين ليرى طاولةً كبيرة ممتدة تعلوها قطع زجاجٍ لامعة تلوّنت بكل ألوان السوائل التي تحتويها ، التفت يساره ليجد أخته ماري ممددةً على سريرٍ معدني كأسرّة العمليات ، حينها استوعب أنه ممددٌ على سرير معدني كما أخته 'أرى أنك استيقظت' قالها رجلٌ عجوزٌ بدت عليه علامات الكِبَر التي لونت شعره بالأبيض ورسمت على وجهه خطوطاً كثيرة 'من أنت؟ مالذي فعلته بنا؟' قالها تشارل بصعوبة ليحصل على هذا الرد...'أنا خالك جيرالد...ولم أفعل شيئاً~ أمك هي من فعلت بك هذا...فعلته لتحافظ على سلالتكم..سلالة المستذئب الرمادي..سلالة السيد فريدريك' قالها وهو يداعب فوهة أحد تلك الأنابيب المخبرية الغريبة....
---------------------------------------------
#بعد سنة
'تيم ، تعال الى هنا' قالها ريتشارد بنبرته الصارمة ليقترب تيم منه ببطء ،'أخبرني الآن ، هل حقاً قمت بكسر هذه الزهرية؟' أشار حينها الى قطعٍ من الفخار زيتية اللون قد انتشرت على الارض لتصل للمساحة بجانب الطاولة وتحتها كما الماء المسكوب والزهور الكثيرة ، أحنى تيم رأسه قائلاً بهمس 'أنا آسف...لم أقصد أن أكسِرها'

'ولكن إليزابيث قد قالت بأنها رأتك تمسك بالزهرية وترميها على الأرض عمداً ، عل هذا صحيح؟'
هنا تضايق تيم كثيراً واعترت مشاعر غريبة فيه ، لم يدرِ تيم ما حل به ليقوم فجأةً من مكانه ويقوم بكسر بالزهرية  عمداً أمام ناظِرَي الخادمة إليزابيث ، كان الأمر غامضاً بالنسبة له لأنه لم يقصد ذلك عمداً ، وكيف يقصد؟ بل وكيف سيقنع من حوله إن كان هذا صحيحاً؟

'أنا ...صحيح لقد كسرتها ولكن...أنا لم أقصد ذلك! أمسكتها ولكني لم أفعل هذا لانني اريد ، أنا أقسم! لا أعرفُ كيف كسرتُها ' بدأ تيم بالنظر لريتشارد بعينين تكاد تذرف الدموع ، أعطى ريتشارد عقاباً لتيم بألّا يخرج من الغرفة ويبقى فيها الى حين وقت العشاء ، اتجه ريتشارد بعد هذا ؛ وعبر الممر ؛ إلى بابٍ خشبي مصبوغ بالأبيض حيث أخفى خلفه غرفة تكون هي غرفة ماري.
كانت جدران غرفة ماري بيضاء اللون مزينة ببعض رسوم الورود الحمراء بينما احتوت الغرفة من أثاثٍ على سرير ومكتب وخزانة وطاولة ، وكانت كلها مغطاةً بورق الجرائد -حيث كان هذا أحد مشاريع العمل اليدوي الذي تفضله ماري ولكنها لم تكمله-
اتجه ريتشارد الى مجموعةٍ من الصناديق التي احتوت جميع الأغراض التي كانت تعتلي مكتبها وبدأ التفتيش ، فقد تذكر منذ فترة أن ماري لطالما امتلكت كتباً غريبة ولطالما كانت مهتمة بالكثير من الاشياء الخيالية والخارجة للطبيعة ، احتوى ذلك الصندوق الكبير والذي انهمك ريتشارد في تفتيشه على مقصات وأقلام وكُتُب كثيرة -وهي التي ركز ريتشارد على البحث بينها- ولكنه لم يجد ما ينشده فوقف متضايقاً ليتلفت حوله باحثاً عن بقعة اخرى للبحث فيها ، حينها وقع نظره على سرير ماري وكتاب قديم مهترئ ، غلافه من جلدٍ متين تقطعت بعض أجزاءه ونُقش عليه بخطٍ كبيرٍ صعُبت قراءته لقدمه 'أسرار الذئاب في قلوب بشر'
ما إن قرأ ريتشارد هذه الكلمات حتى أطلق صيحة سعادة قائلاً 'وجدته!! والآن أين قرأت ذلك الجزء؟ أين أين.. ' بدأ ريتشارد بتقليب صفحات الكتاب متذكراً بعضها ومنكراً لبعضها الآخر ، وَجدَ فيه صوراً مختلفة للمستذئبين والذئاب ، كان من بينها ذئابٌ سوداء وبيضاء بينما وُجدت صفحاتٌ معدودة فقط هي التي تتكلم عن المستذئبين الرماديين ، في البداية قرأ ريتشارد الجزء المتعلق بأطفال المستذئبين البيض ؛لعله يجدُ ما يفسّرُ تصرفاتِ تيم الغريبةَ في الأسابيع الماضية ، لم يجد ريتشارد شيئاً يذكر بين تلك الكلمات العديدة فبدأ بالبحث في تلك الصفحات التي تلي هذه الجزئية لعلّه يجدُ ما ينفعه ، فتح صفحة الذئاب السوداء وقرأ ما فيها ، ذكر الكتاب أن "الذئاب السوداء تعتبر نادرة كما مستذئبيها السود ، عادةً ما تكون تلك الفصيلة هي الزعيمة والقائمة للبقية كما أنها أقوى من غيرها من ناحية القوة والجسد فأخضعت الفصيلة البيضاء منذ الأزل لخدمتها ، ولكن كثيراً ما تتم محاولات الهجوم والاغتيال أو الاختطاف على أطفال تلك الفصيلة بسبب البغض والحقد الذي يكنّه البشر للمستذئبين بشكلٍ عام والكره من ناحية باقي المستذئبين لهذه الفصيلة بشكلٍ خاص...."
توقف ريتشارد عن القراءة هنا حيث بانت أصوات خطواتٍ مقتربة فقام بتعليم الصفحة بورق ملاحظاتٍ لاصق ليكمل قراءتها لاحقاً وقام بإخفاء الكتاب على الفور وخرج من الغرفة .

' أبي! مالذي حدث لتيم؟ وجدته يبكي في غرفة المعيشة قائلاً بأنك عاقبته'
' نعم لقد عاقبته ، أتذكُر تلك الزهرية زيتية اللون التي أهداها خالك لنا؟ لقد قام تيم بكسرها متعمّداً أمام الخادمة فقد شَهِدَت ذلك'
' أتثق بكلام الخادمة وحده؟ هل اعترف هو بذلك؟'
'نعم ، لقد اعتذر عن فِعلته كما أن كيفن قال بأنه شهِد ذلك من النافذة '
'هذا غريب...لماذا تظنه يتصرف هكذا أبي؟ فهذه ليست أول مرّة يتصرّف فيها بغرابةٍ خلال هذه الفترة ، فقد أفسد عدّة أشياء وحطمها خلال هذين الأسبوعين ومما يزيد الأمر غرابةً هو إقدامه على التسلل ليلاً منذ أيامٍ قليلة وجلب كمٍ هائلٍ من الفئران والسناجب الميتة! لقد كان الأمر مخيفاً..'
' أنت محق ، فقد كان هذا هو أكثر تصرفاته غرابةً حتى الآن ، انني أحاول البحث في الموضوع حالياً لذا لا تقلق بشأن هذا .. أخبرني أولم تبلغ السابعة عشر بعد؟'
' لا ليس بعد .. يوم مولدي بعد أسبوعين من الآن.. هل ستجلب لي شيئاً؟' أنهى جاك حديثه بهذا السؤال بعيونٍ فضوليّة تكشف عن رغبته بهديّة بهذه المناسبة ، فعائلة ريتشارد ليست عاديّة حقاً فهم يُعتبرون نوعاً ما أغنياء نظراً لعمل ريتشارد كطبيبٍ معروف وكون روز من عائلةٍ عريقة ... وهذه العائلة هي بالطبع صاحبة أكبر نفوذٍ في المنطقة فرغم كونهم مستذئبين رماديين فهم أصحاب نفوذٍ عال بين البشر والمستذئبين حيث لم يظهر في أرضهم ذئبٌ أسود قط.
' لن أُخبر فتًى كسولاً لا يحب القراءة كباقي أفراد عائلته بهدية عيد ميلاده...هذا لو كانت هناك هدية!'
'لن يضرّك لو أحضرت لي شيئاً بسيطاً غير الكتب! فلطالما أهديتني الكتب بينما تهدي ماري ملابساً فاخرة وتشارل أغراضاً للأعمال اليدوية ولا تعطيني شيئاً منها رغم أنني أجيدها أكثر من غيري!'
قهقه والده على ردة فعله ، فلطالما كان هذا هو حلم جاك مذ كان في السابعة ولكن هيهات ، لم يحصل على أي شيءٍ يتعلق بالنجارة أو غيرها من الاعمال فكل ما حصل عليه هو كتبٌ عن الطب والنباتات والتاريخ واللغة وال..حيوانات... ' ههه حسناً حسناً سأحضر لك ما تريده بني ، ولكن بشرط ...اسمعني جيداً ..مهما حدث ، اذا جاءت أمك لأخذك إلى أي مكان ، لا تذهب معها.
'...ولكن لماذا؟ أبي مالذي يحدث؟'
'لا شيء يحدث! أطعني ولا تذهب معها ! الآن فلنذهب فقد حان وقت الشاي قل للخادمة أننا سنشرب الشاي في الحديقة اليوم '...
....انتهى الفصل🙂 مالي خلق أكمل😂😂💔
أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله
الحمدلله الحمدلله الحمدلله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مع السلامة🙂✋🏻

أسطورة طفل <قصة لمسابقة الفئات categories>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن