part 1

7.8K 359 33
                                    


°°°

قبل الثامنة بعشر دقائق كنتُ قد وصلت إلى ذلك المبنى، كان منزلًا بالأصح.. منزل من طابقين تمركز بين مبنيين ضخمين ضيقا الخناق عليه. ذكرني نوعًا ما بمنزل ستيورات ليتل ذلك الفأر الأبيض الصغير.

هذا المكان ربما سيكون موقع عملي الجديد كـسكرتيرة في شركة للإستشارات الهندسية المتنوعة أشتهرت بين نظرائها رغم كونها حديثة النشأة وما يميزها أن جميع العاملين فيها من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين.

عدلت من وضع حقيبتي على كتفي ثم أرجعت خصلة من شعري الأشقر القاتم القصير خلف أذني، إستجمعت شجاعتي ودخلت.

بالطبع كان الداخل كـغيره من المنازل لكن كان صاخباً للغاية، رغم كون الممر أمام الباب خالياً من وجود بشري لكن البابين على جانبي الممر كانا ممتلئين بالناس كما يبدو ومن هناك أتت الأصوات.

توجهت إلى أحد البابين حيث ما يفترض أنه الإستقبال من تلك اللافتة المعلقة أعلاه، غرفة واسعة حوت ممرين ممتلئين بـصناديق الملفات وألتي نسخ كانتا تعملان بلا توقف ومكتبين وبعض الكراسي هنا وهناك وكراسيٍ لم يجلس عليها أحد لان أصحابها كانوا متوزعين في الغرفة ما بين من يقوم بالنسخ ومن يبحث في صناديق الملفات ومن يقف بلا سبب وهو يقارن بين بعض الأوراق.

بالتأكيد هولاء القوم نشيطون للغاية فلقد بدأوا بالعمل قبل بداية الدوام حتى...!

حاولتُ التحدث ولفت نظر أحدهم حتى يدلني على موقع مقابلة العمل لكني شعرت بالذنب أن أقاطعهم عن عملهم، لحسن حظي إنتبهت لي من كانت تقوم بالنسخ، فتاه شقراء في منتصف العشرينات كما بدا عليها، إرتدت بذلة نسائية بتنورة ضيقة وحذاء بكعب عالي لا أدري كيف سارت به بين كومة الأوراق المتناثرة على الأرض دون أن تتعثر.

إبتسمت وتركت ألتها تعمل مقتربة مني لتمد يدها قائلة:

-لابد وأنكِ الفتاة الجديدة، ميشيل بروس؟

أخذتُ يدها مصافحة وأجبت:

-نعم إنها أنا، لقد أتيت لمقابلة العمل. أيمكن أن أعرف أين ستجري؟

أجابت وهي تهز يدها نافية:

-أوه لت.. الأمور لا تجري هكذا هنا، لقد قُبلتي في العمل عزيزتي مسبقًا لكن سيكون عليكِ المحافظة على وظيفتك وإذهالهما.

لم أفهم ما قالت وبدا ذلك واضحًا في ملامحي إذ لم يذكر في البريد الذي أرسل لي أنني قد قبلت في العمل، قفط قيل لي أن أتي صباح يوم الأحد في الثامنة.

سبعة أيام من التعقيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن